شعر ونثر

5 قصائد للدكتور عبدالحكيم الفقيه

عبدالحيكم الفقيه
منصة انزياحات – خاص

(1)

خشوع

لهف نفسي على ومضة العمر كيف تسير الهوينى بأحزانها والدموع ولا فرحا يصطفي القلب أو يبتني ضحكة في الشفاة

***

 ما الذي يفعل المرء في بلد نازح في الغياهب لم يكتف بالحروب ولم يرتد سترة للسلام على رسله يتوجع في شارع الموت يبحث عن فجوة يتسرب منها أريج الحياة.

***

يسجد الضوء لليل منحنيا ويمرغ بالوحل أقباسه كي يدوم على العرش ظل الطغاة.

***

قل لصنعاء ثوري ودوري وموري فلا عهد للقادمين على متن دبابة أو حديث الغدير. اصنعي الوقت فجرا ضحوكا يهد فلول الطواغيت من كل عنعنة وغلاة

***

لهف نفسي على شجر البوح كيف اختفت وتيبس غصن الحقيقة والورق المتبرعم بالهمس ولى بعيدا مع الريح

في سفح خبت الفلاة

***

لم يكن طقس أيلول إلا نسيما عليلا وبردا جميلا وأغنية من سحاب تفيض على الروح كي تتراقص في عنفوان وتخشع ساكنة في قنوت الصلاة.

مدينه تعز 

(2)

أستميحك عذراً لأقسو عليك

يا بلاد القبائل والقمل والعسل البلدي الملوث والبردقان

أيحلو لك العيش في كنف الحرب والاحتقان؟

أما قتلتك الإصابة بالفقر واليرقان؟

الوقاية خير من الموفد الأممي وكيري ورص الجثامين في مهرجان الطوائف والشجن المذهبي البليد

الحياة أهم من الكرنفال ومن عنفوان النشيد

وحبل السلام أعز من الشهداء

وزرع البساتين أفضل من هد مدرسة يتمترس فيها الفصيل المسلح

من ورط الناس في الحرب يا بلد الجهل والساسة الأغبياء؟

وفجر باللغم بيت التسامح والحب؟

من أشعل النار في ديناميت الضغينة وارتد عن مخرجات الحوار؟

أنا أستميحك عذراً لأقسو عليك وأهجوك يا وطني

سأقول بأنك من جلب الطائرات

ومن جلب الحرس الفارسي

ومن سوف يجلب ناتو الغروب

ومن سيصير شظايا

ويأتي الغريب بزرقة عينيه

تأتي مجندة لتدير المشاة وتصرخ باللغة الأجنبية

تشرب جعتها في الظهيرة في باحة الجامع العمري الكبير

سيأتون من كل فج عميق لقهرك يا وطني

وتضحي السفارة دار الرئاسة للحاكم الأجنبي الغريب

مدينة إب

(3)

أضافوا لهامتهم هامة في الجبال

عبروا فوق جسر المواويل واستفردوا بالرنين وتاهوا، بنوا كوخ أحلامهم في الفراغ وقالوا: غدا ستكون المدائن راقصة والقرى قافية

*****

سكبوا دمهم في الجبال واخفوا قوائم جبهتهم، حفظوا جزء عم وخطوا النشيد، اشاعوا المحبة بين القلوب وذابوا مع القمر الصافية

****

نووا أن يقيموا الطقوس، احتووا رغبة الموت ، هدوا الجدار وداروا مع الأرض، هزوا القلاع وداخوا، أناخوا قوافلهم وامتطوا صهوات الخيال وصاموا لكي يتقنوا العافية

****

نسوا نصف قنطارهم في الرمال ومالوا قليلا وجالوا وصالوا وضاعوا مع الأعين الغافية

***

اكتووا في سعير السجون وغطوا ملامحهم بالشجون وقالوا: لنا لاؤنا النافية

***

أضافوا لهامتهم هامة في الجبال وكركرت الريح والشمس تلمسها كفهم والبنادق مشهرة في اتجاه الشمال ” ولا بد منها وإن طال” هذي الروابي أمينة أسرارهم، لم يكن عبثا توقهم للوصال، على الجمر والشوك سارت بهم قدم حافية

***

“القميص المنتف” و”المقطب” البلدي وأنشودة الجبهة الوطنية والطرقات الخبيئة والطلقات البريئة والزحف في أول الليل والفجر مبتسم كالمنى والمناشير هادرة والندى كالمرايا وشمس الحقيقة في صفحة النبع ضاحكة طافية

تعز

(4)

أقصودة : قلق ووجل

على فزع وعجل

يمر كظل تدثره نوبة من خجل

يلوح محياه

وهو يصفصف شعره

تبدو سجنجلة في جدار المكان

ومتسع في الممر

وطقطقة وحجل

يلحن أغنية في النهار

يصفر مستسلما للرنين

ويطلق أقصودة من زجل

كحقل من القمح تبدو الدقائق في سلم الوقت

والحزن منجل رؤياه

هل كل شيء له موعد وأجل؟

واعظ كم دجل

زارع كم هجل

والبلاد تسير على سكة الحرب في قلق ووجل

والحمائم تخرج دافئة من ثنايا الكناية في نغمي المرتجل.

مدينة إب

(5؟

نزيف أيلول

أيلول عاد

والحكم تستولي عليه عواهن الدنيا وأشباه الجراد

وتنافرت كل القلوب وأوغلت في الابتعاد

صنعاء ما عادت كما كانت ملاذا للبلاد

أيلول عاد

ولم تعد دار الرئاسة بعد أن صارت مقاما للتحوث والتلوث والفساد

الانقلابيون باعوا حلمنا العربي للفرس الملالي والتشيع في ازدياد

هم سربلوا وتغلغلوا وتوغلوا في كل شيء

زنزنوا حتى الأصابع والمداد

أيلول عاد

ووضعنا المزري تفاقم

والمدائن ترتدي ثوب الحداد

خنقوا المغني والقصائد والجرائد والبلابل

والانامل في الزناد

باعت مواقفها القبائل في المزاد.

****

للنورس العدني ذاكرة وللكاذي وطين الحيمتين وملعب الشهداء والمغنى المدندن في الاذاعة والصدى في ضاحة الجبل الموشى بالينابيع الطرية والرياح، لكل شبر في البلاد ملامح من وجه أيلول الذي ألغى السلالة والخرافة بالارادة والعناد

****

أيلول عاد مكبلا ومغلغلا والوهن ينخر مرفقيه، رؤى الشتات تلفه والانقسام يزيده وهنا وينخر عظمه كالسوس والأرضات والبشر السلاليين أولاد الذين تزملوا وتقملوا ولهم بصنعاء المجيدة قصة النهب الذي بتر الحوافر للجياد.

أيلول عاد لأرض عاد

كتبوا على قطر الندى سفر النشيد

اللحن أفضى بالمزيد

والأرض يسترها الجديد

والنار تلتهم الحديد

وتلخبطت بقع المهاد

***

تمشي التواريخ التليدة والجديدة فوق سكتها وتدخل في التلاشي والغياب، وكل يوم يختفي إلاك يا أيلول أتقنت الرواية والغواية وانتصرت كجمرة في الريح يتركها الرماد.

****

أيلول عفوك إن أضعنا دربنا وتشتت بنا سبل المسالك والرؤى، ها نحن نستجدي البقاء من التفاهة والبلاهة من عقول كالجماد

***

صمنا كثيرا بعد شهر الصوم حتى في ربيع وفي جماد

***

ماذا ستفعل أيها اليمني في هذي المتاهات العجيبة والحروب وأنت مرمى للرماة، وأنت وحدك من تسدد للصوص دموع قلبك باسمها تلك الجباية والتطوع والتبرع للهواشم والغواشم والقواسم والعماد.

***

أيلول ينزف يا إلهي لا مطبب أو ضماد

تعز

24 سبتمبر 2024