شعر ونثر

قصائد مغذاة بالسرد إلى روح جابر الشراخ في ذكرى رحيله 

جابر الشراخ
منصة انزياحات

 

في البداية عليكم أن تعلموا أن جابر الشراخ إبن البحر كان المشاغب الذي لم ينكسر:

……..

1. النورس الأبيض

 

في ساحل تهامة، وقفتَ بقدمين من ملح،

ورأسك تاجٌ من شعرك الأبيض الكث.

النوارس كانت تراقبك،

واحدةٌ لم تجرؤ على التحليق، كانت تعرف أنك نورس

لم يكسر جناحيه السجن، ولا قضبان الخذلان.

 

2. سفينة بلا أشرعة

 

في بحرٍ لا يعرف الشاطئ، كنتَ السفينة التي تحدق في الأفق.

من قال إن السفن تحتاج أشرعة؟

أنت كنت الريح، وأنت كنت الموج.

حين أُغلِقت الأبواب،فتحت لك البحارُ دربا،

وعبرت بأغنية الحرية.

 

3. القصيدة التي لم تُكتب

 

في كل قصيدة كنت تكتبها،كنت تترك سطرا فارغا،وحدي من يعلم ذلك ( يوما ما كنت محررا ثقافيا في صحيفة التجمع لسان حال حزب التجمع الوحدوي اليمني ، كان العم جابر الشراخ يتصل بي أنه سيرسل الفاكس ودائما يترك سطرا فارغا)

سطرا لأجل الحلم الذي لم يأتِ.

ولكنك كنت تعلم، ياعم جابر الشراخ أن الحروف لا تحتاج إلى الورق.

هي محفورة في عيوننا، وفي ذاكرة كل تمرد.

 

4. موجاتٍ من الزمن

 

مد وجزر

أتذكرك جيداً وأنت تقود المظاهرات

جابر، يا عم جابر

يا ابن البحر،

الموجات تلاحق خطواتك.

كل موجة كانت قصيدة، وكل قصيدة كانت قنبلة.

لم تترك للحزن مكانا،

فقد كنت تزرع الضحكات وسط الزنازين،

والأمل في قلوب البسطاء و المقهورين.

 

5. البحر ينحني لك

 

جابر، ياعم جابر

حين تموت السفن تنحني الأمواج، والبحر يرثيك بحزن لا يُرى.

أنت لم تكن مجرد رجل،

كنت فجرا يُشرق بلا شمس،

كنت أغنية لن انساها،

لذلك سيمر الماء بيدينا العاطشة حين نكتب اسمك على رمال انزياحات الليلة.