حياد من امتلك العالم

حامد بن عقيل
شاعر من السعودية
خاص انزياحات

****

في مكان ما من هذا العالم

تستطيع أن تشاهد القنوات الإخبارية بحياد تام

حياد المنتصر السعيد من الداخل

حياد الفرِح كنخلة مثمرة

وكأن الأمر لا يعنيك

تتناول فطورك

ترى ملائكة يعبرون من أمامك

ملاكٌ يلقي التحية عليك

تشاهد أرضاً مثقوبة ثم تجلس على خرابها

تعدّ نتائج فريق كرة الطائرة المحلي خلال العامين الماضيين:

الفوز الهزيمة الانتصار الخسارة الضربة الساحقة الإرسال

تتوقف أمام مفردة الإرسال

تقول بحبور ظاهر يبدو على وجهك:

الإرسال إلى الجحيم مثلاً.

تعود إلى قهوتك

تسأل الملاك:

ما أخبار السماء الرابعة اليوم؟

ينظر إليك ويجيب:

ما مررتُ بها منذ أسبوع

بقيت هنا، في أرضكم، حتى تتناول فطورك وقهوتك بحياد من امتلك العالم.

أعيد سؤاله عن طفل في سوريا لم أعد أراه

يجيب: هو الآن يأخذ بأيدي كل قاتليه الذين يتزاحمون على معبر اللحظة الفاصلة

يدلهم على الجحيم ثم يعود.

يصمت، ثم يضيف:

بعضهم يحمله أشلاء

ويلقي به في جهنم قطعة قطعة: هذه عن روح جدتي، هذه عن جسد اختي الممزق، هذه عن رقبة أبي المقطوعة، هذه عن صرخات العهر التي كانت على جثثنا

عندما يجد عيني القاتل فإنه يفرح؛

يبول عليهما ثم يقذفهما في الجحيم

“هكذا ستحترق أكثر”.

ملاك ما جاء بالأمس

حمل رسالة شديدة اللهجة إلى الأرض

قال:

الحياد خيانة.

لكنني محايد بفرح لم يسبقني إليه أحد

حتى إنني هتفت باسم الطفل السوري، وخاطبته بصوتٍ يشّع سعادة:

ولتكن قطعة عن روح رفيق

28 سبتمبر 2024