تأخذني عينيك لمسافات النهر اندلق واتدفق في الحقول كصباحات الغجرية ومازالت طفولتي بطيات صوتك تلهو وتلهو يموج في الغابات سرب من نمل أحمر هذا الشوق قطرات وحصى كثير يسترد ضحكتك الى الأعماق ويفيض على الصخور اعشابا برية وطرائد.. ناضجة في الاحتمالات كنزيف شهوه ناضجة في الانحناء والهروب والمراوغة والشرور والسقوط ناضجة في الحزن والموت والممانعة مكتملة في انهيارك كالأنبياء نهداك المتهدلين على مكمن قلبي.
يقولان الحياة جميعها لكل شريان ونصل عشك الذي يحقن الثمالة في الحواس أفيون ليال باردة وجبال جرداء وسيرك ها أنا أرتديك من الخلف كالأمهات.
وألهث مياهك وهشاشتك بينما ارويك للمياه وللشموس ثانية ومن الأمام كأطفال جائعين ثم ألهو وألهو احضن نفسي حد الكمال بين ساقيك وانصهر بين ذراعيك دببة وجرحى ونهر وحقل وأغنية وكألة عاشق يهبك أعمارا ومعجزات اتلو اعترافات كثيرة وشبق منامات رعشات ومخاوف على فمك المرتعش على اصابعك المرتعشة على عينيك الفاعلتين ولكي ارمم ذاكرتي اكثر ادير وركيك جهة الجبال بكائناتها اجر صوتك الى اغاني القرويات وعذاباتهن البعيدة اتسلق لعابك حتى الدم والأغماء رطبا جنيا اهز قدميك فأتساقط بياضا وحمما بطيئة ووحوش تمزق سوادها.
وطفولة تستدير ابعد من الكآبة والذكرى واليتم خالدا في شهقتك السماوية في كورال وتراتيل واجراس وبيوت وحانات وناجون واحلام ونوارس لأجلك ابتسم كزهرة ليل وحيدة لكل الفصول اتودد راكضا ثمارك كرجال كثيرون اشتهوك بكل اعمارك من اعماق ذكورتهم وشهواتهم اغرس جسدي في جسدك لأضلل قتلة متسلسلين عن مهامهم الروتينية أمرأه لا نهائية وليل بارد وشارع في الجحيم وعيون فاجرة وحيوان جامح يداعب طرائده في فريسة واحدة، تلتهم قلبه أولا. تلتهم جسده تلتهم ذاكرته تلتهم أصابعه تلهو وتلهو بكل جوارحه وتنام ملء عيون السماء وعينيه.