في غرفة مظلمة
في أطراف قرية معزولة عن العالم
ومعلقة على قمة جبل
غرفة ضيقة
مغلقة بأصفاد الجهل
وقيود التخلف
وأقفال الكهنوت
كانت أسرتنا تقيم
ونحن لا نعرف شيئاً عن العلم والمعرفة
ولا ندرك شيئاً عن ذلك الذي يقال له العالم
لنا عيون لا ترى
وآذان لا تسمع
وأنوف لا تشم
وأيادٍ لا تلمس
وألسنة لا تتذوق ولا تجيد الكلام
لم نكن نعرف الليل والنهار
ولا الجهل والنور
ولا اللاوعي والوعي
ولا احتساب روزنامة الزمن.
ذات ليلة خميس
سمعنا طرق الباب
أمي نطقت لأول مرة
قالت : من الطارق؟
وسمعنا صوتاً جميلاً آتٍ من خلف حدود عالمنا:
أنا السادس والعشرون من سبتمبر.
قمنا جميعا نفتح الباب
وانفتح أمامنا عالمٌ جديد
رأينا المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والحدائق والمحاكم والطرق والمطارات والمصانع والبنوك والجيش والأمن والملاعب والأندية والصحف والتلفزيون والنفط والغاز والمزارع والموانئ والحكومة والشعب والقائد..
ومن يومها
صار جسدي الواقف سارية لراية الوطن.