شعر ونثر

ابتهالات

إلهي

أعوذ بك الاّن من شرّ نفسي

ومن شر أهلي

ومن شرّ أعدائي الفقراء الى الحب

من شر ماصنع الشعر

من شرّ ماكتب المادحون

ومن شرّ ماكتب الحاقدون

اعوذ بك الله من أرقٍ في عيون النجوم

ومن قلق في صدور الجبال

ومن خيبة في نفوس الرجال

ومن وطن شاهرا موته

يتأبط خيبته

يتكوّر خوفا من الذاكرة .

..

الهي

وقد سكن الليل

وانكفأت تحت صمت الظلام البيوت

وأورق حزن الشوارع

هل لى اذا انكمشت داخل الجسم روحي

واختبأ الحلم فى صدف الدمع

هل لى خلف المدى توبة تصطفيني؟

ونافذة تحتويني؟

وهل للكلام المحوّط بالسر ان يفتدي وحشة الغاب

أن يمنح القلب شيئا من الضوء

شيئا من الصلوات تطهّر هذا الكيان العتيق

وتغسل عنه سواد الخطيئة

تغسله من بقايا الجنون

ومن موجات الحريق .

..

الهي

سأعترف الاّن أني خدعت العصافير

انى هجوت الحدائق

انى اختصمت مع الشمس

انى اتخذت طريقي الى البحر منفردا

وانتظرت الزمان الجميل

فما كان الا السراب

وماكان الا الخراب

ولكنني انصعت للشك

كابرت

بعثرت نصف الجنون

ونصف الضمير

فادركنني دمّل الوقت

شاهدت نعشي

خالطت اشياء لا تقبل التسمية .

..

إلهي

تزيّنت الأرض

أنت الذى بظلال الندى ، بالبحيرات

بالعشب ، بالاخضر المتوهّج زيّنتها

وشعشع ضؤوك فى الماء

فاستيقظ الروح

وارتعشت فى الاثير المعارج

فواحة كانت المدن الذاهبات الى النهر

والقادمات من النهر

لا شيء يشبه شيئا هناك

ولا شيء يشبه شيئا هنا

انت شكلت باللون هذا الفضاء المديد

واطلعته . . كيف تنفلق الثمرات

وكيف يجيء المساء وحيدا الى البحر

يسحب خطوته خائفا

وينام .

..

الهي

تسللت ذات مساء شديد الظلام

الى ” منطق الطير ”

كان ” الفريد ” هناك يحدّث أنصاره

وتلاميذه

بعد أن عاد من مدن العشق

ممتلئا بالمحبّة للناس والطير

والكائنات القريبة

والكائنات البعيدة

قال لي:

أيها الجاهل الجاحد الحقّ

ان التعصب أفعى

وانك مهما ارتقى بك جدك

لست سوى حفنة من تراب .

..

الهي

أنا شاعر

يتحسس بالروح عالمه

يكره اللمس

عيناه مقفلتان

وأوجاعه لا حدود لأبعادها

وتضاريسها

كرهتني الحروب

لأنّى بالحسرات وبالخوف اثقلت كاهلها

ونجحت بتحريض كل الزهور

وكل العصافير

أن تكره الحرب

أن ترفض الموت يأتى به موسم للحصار

الرهيب

ولكنّها الحرب ياسيدي اطفأتنى

واطفأت اللوحات المدلاّة فى الأفق

اقصت عن الأرض نور السموات

واحتكرت ملكوت الجحيم

..

إلهي

تبدل وجه الزهور

ووجه الطيور

رمادا ، تبدلت الارض بالعشب

وانفطرت . .

لم يعد مستقيما شعاع الصباح

وما عادت العين تقرأ عبر نوافذها المغلقات

سحابة صيف تذوب حنانا

اذا اقتربت من اصابعها الشمس

حتى السماء انحنت

وتهشّم ازرقها ، ارتجّ

وانطفأت فوق جدرانها صور الظلّ

والضوء

ان الحريق على حافة العمر

ماذا جرى

هل سيتركنا الحبّ للحرب ؟

أشهد أن الزمان انتهى

والمكان انتهى

والفصول

ولا شيء يلمع ، يسقط فوق المياه .

..

إلهي

على عجل جئت بي

وتمنيت أنّى على عجل قد رجعت اليك

والقيت بين يديك جواهر حزني

واثمن ماادخرته الطفولة من وجع ، ” اّه ”

لاشىء يمسكني كان الا البكاء

فقد خفت لما هبطت الى الأرض

روّعني الناس

أرهقني مخلب الخوف

حاولت ياليتني كنت استطيع أن أنثني

أن أكون ندى

حجرا

أن أهاجر

أن اطمس اسمي

أمحوه من كتاب الخليقة .

..

الهي

مضى العمر الا القليل

وماغادرت قدمي اول السور من منزل الكائنات

ولم يشهد القلب سرّ الجمال الموزّع فى الارض

لم تكتب الروح اول حرف من اللغة المستكنة

فى الضوء

مازالت الكلمات تشدّ الرحال الى غيمة

ليس تدنو

الى امرأة اسمها فى الكتاب القصيدة

ياسيدي:

ورق العمر مازال ابيض من غير سوء

سوى ثرثرات المرايا

وابخرة تتصاعد من كبد الشكّ

هل تستطيع اللغات التى ستموت معى

والقصائد ان تعبر الدهشة الصامتة؟

.

.

.