أبدية الشرق

خاص بانزياحات 

أمام شاشة سوداء

من البلازما والعدم

أمام لافتة حماية الأطفال

وإرسالهم لدور الرعاية والتدجين

ثم اغتصابهم بلا هوادة

أمام قاضٍ يفكّر في طليقة طازجة

أمام قصيدة تفكر في المجد 

أمام مسجد يتقاتل خارجه المصلون

أمام حديقة بناها القرامطة قبل الميلاد واحتلها قراصنة البلديات الفرعية

أمام مدرسة تحشو الوطن في كل فراغ ممكن

أمام مذيعة تنطق مفردات الحرب بشهوة

القنابل 

المتفجرات

القصف

الانفجار

المنازل المحترقة

أمام شرطي يطارد ترقياته البعيدة

أمام عاهرة تتحدث عن الفضيلة عند فلاسفة الظاهراتية

أمام مزارع يسوط ثوره كل يوم ليحصل على روث جيد

أمام صياد مفقود حتى قبل أن يُبحر

أمام دار نشر يديرها مرابون منذ جوتنبرغ

أمام برلمان مصاب بداء الكساح

أمام مزبلة يجرها وزير الشتائم نحو منعطف حاد وتاريخي

أمام حبة صداع تتحدث الكورية وسبع لغات ميتة

أمام مستشفيات الآخرة

أمام حقيقة وحيدة

أمام أغنية ينبعث صوتها من الهراء اليومي ويرتد في مؤخرات الراقصين

أمام ملابس معلقة على شرفة معادية

أمام فنجان قهوة ينام قيلولة أبدية

أمام قطار خارج عن النّص

أمام مدينة مذبوحة

أمام خادمة تحولت إلى مستشارة في بورصة النساء

أمام كتاب لوحته الشمس فراح يبكي في زاوية المقهى

أمام خارطة تذوب على طرف سعال ديكي مزمن

أمام محادثة مبتورة عشرات المرات

أجلس مغمَض العينين

أفكر في فراغ يلف هذا العالم

في وسادة يسند العالم رأسه إليها ويبكي

في طريقة لشفاء ما لم يأتِ بعدُ

وما لن يأتي أبدا