دخول:
يا وقتُ
علّم يدي
إنْ عسعسَ الليلُ
كيف تنبحُ
على أفكارهم الشريرة
وهي تتسلّقُ الجدرانَ.
كيف تخشّ جيوبَ الأغنياء:
من أبوابِها
بلا موعظاتٍ
لتفتحَ المزلاجَ
للحارات،
للشوارع المنسية،
للزحام،
للمياه كي تمرّ
باتجاه بحرها الكبير.
: كيف تخرجُ بيضاء
من غير معجزات
من قميص ناريمان.
يا وقتُ
علّمْ يدي
(1)
روحكَ مثقوبةٌ
كيَدِي
كِلانا يبصُّ من ثُقبه
على الخارطة
كِلانا يمرّ
إلى الهاوية
**
من ثقبينِ:
نشمُ الحريقَ / تفرّ البلادُ
يمرّ الرصاصُ / ينزّ النزيفُ
تهبُّ الأساطيرُ
نعرفُ الأصدقاءَ / نرقبُ المُخبرينَ
تهلّ الدموع.
**
روحك مثقوبة
كيدي
التي لا تراك.
(2)
أنت طافشٌ
من غيومكَ
وروحي طافشةٌ من جيوبي
كُلُّنا طافشونَ
من هوائنا القديم
أحلامُنا بلا يدينِ
وأيّامنا،
وشوارعنا،
ومقاهينا،
وأسرّتنا وأمهاتنا،
وأطفالنا
فكيف سنقرأ الفاتحة
على الشجرِ
الداكن؟!
كيف سندعو على الغابةِ
بأنْ يجتاحها قطارٌ
طافشٌ؟!
(3)
يدي تعرفُ
ما يجولُ في الخواطر
وتموتُ على نفسها
من الضّحك
حين تصطادُ ظنونكم
الزرقاءَ
وتفركها بتلذّذٍ
كأنّها نملٌ
نسلهُ لا ينقطعْ!
(4)
يدي
لا تنامُ تحتَ رأسها
ربما نسيتـُها في المطار
أو في المقهي
أو على كتفِ عابرٍ
أو على خدّ مسجون
أو في جيوبِ
بنطلوني الجينز
وربّما تلوّحُ للهواء
كلَّ ساعتينِ
في بلكونة جارتي
المطلّقة!
(5)
يدي
:تخطئ أحيانا
وتأكلُ من رأسها
فتهجّجَ حمامتينِ
في الظلام..
:(تتريّش)
حين تلمسُ التينَ والزيتونَ
وتطيرُ من الفرحِ
تقفزُ
كلّما فاضَ نورٌ
وهزّ ريشها
**
يدي
طفلٌ (يتشيطنُ)
منذُ الصباح
(6)
يدكَ في صنعاء
ويدي في الكويت
وما بينهما:
أمورٌ مشتبهات
وحداءُ صحارى
ورملٌ جائعٌ
للأساطير
وهواءٌ ساخنٌ
ينبئ عن حريق
(7)
طعنُها
لا يليقُ بالبرجوازيين
هذهِ الأيّام
يدي حزبٌ فاشلٌ
ضاقَ به التصفيق
والكراسي الخاليةُ
من الماء.
(8)
يدي
لا تخونْ
تأمّل جيدا:
إنّها عاهرةٌ
بلا قفّازٍ
على الرصيفِ المقابل.
خروج:
الخيانة:
ليستْ ألا تنامَ يومينِ
بلا غطاء
أو ثلاثة أعوام
بلا حلم
أو نصفَ قرنٍ
بلا وطن.
الخيانة:
أنْ يمرّ عمرُكَ في مكانٍ
وجسدُكَ في آخر.
نادي حافظ – مصر
من ديوان أكلم الأبواب