كان ذلك في عام 2000،
حين وصلنا المطار،
وحيدَين،
انا،
وظلالي
التي إشتعلت بالمياه،
ولم ادر،
اين.!
وعند الظهيرة،
فكرت في لحظة،
لو ازور صديقا بـ”وادي صقرة”
“الياس”، في دار ازمنة، مَثلا،
غير اني نسيتُ العناوين،
والقُبَلا.
لم اجد حرجا
حينما اخجلتني الورود
بنظراتها،
والظلال باصواتها،
وزهور المدينة بيضاء
كالليل،
في سفح عمّان،
يومئ لي صوتها
بالرحيق،
ورائحة الشمسِ،
في عظم اطفالها،
ظمأ يتوزعني في الجهات،
بكل اللغات،
وينسى حُداة قصائده
في صحارى البلدْ.
لم يكلفني احد في الكتابة
عن ظلها
البرتقال،
وعن طين انجاصها
في يدي،
لم اكلف نفسي،
اذ اقبلت
كسِلال الخريف،
ولما يكلفني
بقراءة ديوان “حمدة”
عنها، احد.
استمعت لحسونها،
وكتبت على سرو أشجارها:
كل يوم يصفون كالورد
في ندف الظل،
نجمة امطارها،
في الظلال المقيمة،
افرد اجنحة
من خيال المسافر،
بين يديّ” رياح الخماسين”،
لم اتكلف كلاما،
وصمتا،
وما أخرتني رسائلها مرة،
من سفرجلها الحامض المُر،
اشعلت حربا،
وأشرعت في الحر
ماء
وحُبا،
وحَباً
وبحرا
ونافذة
لطيور
الأبد.
اسير وحيدا،
إلى كل ما
لا يراه احد.
اسير بعيني،
على بصري،
بينما الزهد
في نظراتي مددْ.
استظل بشمس
تفيض كلاما
وصمتا
وصوتا
كأشجارها.
ذكريات حصى مَر،
للطين رائحة في فمي،
وبعينيَ
مالا تراه النخيل،
الشواطئ،
قلبي
من شُرفتي،
شاسعٌ
لايُحَدْ…..
على رمل كفي نهارٌ غزيرٌ
يُلوحُنِي
وخطاي
على ظمأ الريح تمشيَ،
تنفر من ظلها في البعيد،
ومن زبد،
في كلام الزبد.
مثل أي انتظار
بلا احد،
شجر يتذكر نسيانه،
يتذكر صمت
الذي عبروا
بين جزر ومَد.
********
على رف قمصانها،
زرت في لحظة
من صفاء المكان،
وارجائه،
مصنع الأسمدةْْ،
تفرست في الكيمياء
طويلا،
كأني ادور بيخت اثينا،
تأملت
في “جرشَ”:
الأعمدةْ،
رأيت فنارا بعيدا على البحر،
جدفت، قرب الشطوط،
هناك،
رأيت الملاك،
“سقراط” في يده
-عنوة- يشرب: ” الشوكران”،
رأيت جوادا اصيلا
يرقص سائسه،
فوق عشب البلاد،
على مدرج
صقلته شموس التواريخ،
حدقتُ في ما اتركناه
من ظل احلامنا،
الجو صحو هنا،
النهر يجري من تحتنا،
في الضفاف القريبة،
عند المياه، وعشب التراب:
تسير مدرعة للعدو،
ترابط في خصر
هضبة ( جولان)،
يمشي على مهل راجلِين،
رجالا من البدو يرعون،
في مستطيل
من العشب اخضر،
فوق دمشق،
وكانت مدافع “بيريز” أعلى،
وناظور ” أو رسليم “،
“شلوم،
شلوم”،
وفي ( طبريا):
هنا ظمئت نظرة الأفق
حين رأينا مياه البحيرة،
في ” ام قيس”
(فلسطين) اصغر
من حجمها في الخريطة،؟!!
إلا بصيص
يشير الى ضفة،
في الوجود،
هنالك،
أو في العدم!
ضفة
لا تُرَى
أو تكاد،
كأي بلاد
واي عواصم
أو مُدنٍ
ضيعتها “القِمَمْ”،!!
صاح بي هاتفٌ:
كن وجودا
اذا شئت،
كن فكرة
من نقاء الطفولة،.
مثل الزهور بعيدا،
لعزلتها بهجة،
وفم
يتأمل،
يفتر،
أو
نحوها
يبتسم.
اثرها عرّج الصحب
حين اقلتهم الريح
والماء
في قارب
نحو مُنحدَر “العقبةْ”،
لوّحَ “البحر الأحمر” لي،
حين شاهدت “طابا”
تذكرت فيلم:
“العبور لإيلات”،
ثم انحدرنا جبالا
ومرتفعا
قبل ان نبلغ الصحراء،
نزلنا بوادي “رَمْ”،
ضربنا الخيام،
وبالقرب منا
قطار “اتاتورك”
ينهب ارضا بسكته،
ليقل حجيجا
الى ارض “مكة”،
في “البتراء”،
تجمعت الطير
عند مغاراتها،
الصخر الين في الماء
من بشر،
وأحنُ،
هنا،
وهنالك،
ما يطمئنُ.
فلاشرطة
في المكان،
ولا في المدينة
جُرحٌ يئِنُ.
يحركه قمرٌ
في حصى الليل،
يرسم ظل النبات
على مائِهِ،
قمرٌ غائبٌ،
لا رغيف يجوع إلى نفسه،
غير ظلٍ يحنُ،
الى شمسه،
ويخبئ دفئا يصادفه،
بعض مَن يعبرون.
ولا ضوء في قمر
نسيته الحمائم ليلا،
يفسر احلامهن،
المياه بأرواحهن،
الشجون.
وقفنا بـ”مؤتة”
صافحت “جعفر”،
حدقت فيه،
وفي ظله
شبح النور،
اجنحة يرتديها،
وكان يطير
يطيرُ
بأجنحة كالنبوءة،
والحزن اكبر،
إلا بصيص
يشير
الى ضفة،
في الوجود البعيد،
رجعنا خفافا
بأخفافنا،
نحو منخفض البحر،
والرمل أسود،
اقنعة في الوجوه،
الغروب اسى،
حين عدنا كريح
لأدراجها،
(السلط) ظللنا بالخيام،
وسرو الكلام،
ننام
ونحلم بالطيران
وبالخبز
والماء،
في ظل أشجاره،
والسلام.
المتاريس ضج الرماد بها
حين غاب،
الرياح ثقاب
لغابته،
الشعر حطاب اشجاره،
بعض ما يترك النوم
في حلم طفل من البلل،
الشمس تسطع ليلا،
وهذي الرياح
بكفَيَ تنزف ارغفة
شارعا
اكلته النميمة والحرب،
(كل دمٍ يوجع اسميَ،)
لكن شاعر هذي المدينة،
ينسى ظلالا
لـ”يانيس ريتسوس”
” تيد هيوز”،
و” يوجف اتيلا”،
وينسى كذلك ظلا:
لـ” فيرناندو بيسوا”
ولـ”ت س اليوت”
ويتمان”
مازال شاعر هذا المَدى
والمِداد،
يردد بعض الصدى،
ثم ينسى الكمنجة في الماء،
ينسى ظلال” فريدريك”
في شِعره،
حين ينشد،،
يمشي بعكاز روما القديمة،
لا شارعا للعبور،
ولا كوة للطيور،
الحدائق
يحتلها قُمَّلُ الوقت،
لا جرح ينبض في الجرح،
لا زهر دفلى ترنح
في الريح،
يحكون عن ” سيف بن ذي يزن”،
ماء خاتمه، واشاراته،
عن غبار يُخلفه جِنهُ
في الظهيرة،
عن “عاكِصة”،
واذن …
لاتصدقْ
سَرابا اذا جئته،
في الطريق
الى قاعة الدرس،
أو صالة العرس،
أو منبر المِهرجان،
فلا ذهب في السكوت،
ولا عنب في الصداقة،
لاشيء …
لا فضة خالِصة.
الظلال تسِيل عليها القناطر،
يغمرها صدأ كالجنون،
ثلوج تساقط من دمعة،
واكُفٌ،
تُلوِّح للبحر …،
تجهلُ سِر الثآليل،
في” ظاهر اليد”!
وهي تعد النجوم،
فلا غيم رش الرذاذ،
ولا طير حط،
الشبابيك حيكت من الشجر،
الكلمات غيوم تقرفص،
كونوا كما شئتموا،
أو كما ” تشتهي الريح”،
لا “المتنبي”،
يقول الحنِين.
وحيدا بعيدا أطل
على خشب الأولين،
فلي رقة الحجر، العشب،
ليل ” المُعري”،
محابسه،
“سقط الزند”،
لي فضة من ندى مالح،
” بلح الشام”
و” العنب الرازقي”،
وكحل الظلام.،
اشم التراب،
اشم النبات،
ليزهر في الماء
ما
اهملته
قوافي البُدَاة،
ولم يروهِ عطشٌ
من سِنينْ،
الحديقة حارسة الورد والغد،
أنثى تعاند رف نبات،
وقطعة حلوى بلا سُكّر،
في الظهِيرة،
لا درب كالحب،
أمضي وحيدا …
أُلامسُ في الريح جرحاً
أضمدني بالمياه،
أضمده بالتراب،
أعري دَمِي فيكِ
من كل أشجاره،
ثم أحصي حصى البحر،
صلصاله، وأناشيده،
وعليل مواعيده،
تحت سقف السماء،
دمي في حواف النعاس،
على مقعدٍ من ظِلال،
ومن مطر،
والبلاد مطار يلوح.
مبتدأ في البياض السماوي،
لا خبرَ تتساقط أوراقُه،
حوطيني بدفء
من الياسمِين،
برائحة من يديكِ
بخبزكِ إذ تنظرين،
بغيمك إذ تمطرين،
بعطرك يشتمني في شتاتي،
ويشتاقني في الحنين.
لعلي اسأل تيه الصحارى،
وتيه الصديق،
وتيه الرفيق،
لعل الطريق يدل عليَّ،
أحب دمي فيكِ
تزهر في ظله الخطوات.
أحب المَدى في كلامكِ
صمتكِ إذ تكتبين،
على الطين،
أو في زجاج من الرمل،
والحجر الرطب،
لاليل في قمر،
نسيته الصبايا،
وحيدا،
يفسر احلامهن،
وينعس كالظل
في شَعر آباطهن
البطيئة،
لاليل في قمر نائم،
في جدائلهن،
يقاسمنني بعض ما ادخرته
المجرات،
من عسل الغيم،
أو من رغيفٍ،
ابادل اشجارهن ظلالي،.
بأيديهن المُحلاة
بالشمع
والدمع،
ينزحن
ما يتقطر من غيمة
الغُرف الماطِرةْ.
خفافا تحط فواكههن،
على ظل بوحي
واشجاره،
وتذوب لسحر ضفائرهن،
ثعالب
صحرائي
الماكرة.
*******
العراء
ينام على ظِله،
وأنام قليلا بكف الطبيعة،
أمشي كظل يبلله الماء،
أقطف من نظرات الحمام،
سلالا
من الخبز،
والارز،
والضوء.
كي اتذوق
صمت الحجر.
أو زع ارغفتي،
واسير بقلبي
من دون خوف،
وخُفٍ،
على جدول،
في إناء
المطر .
*******
اللغات جسور لنعبر،
لاهم للشعراء
سوى حجر النحو
في اللاء
واللام
والنافية.
لا تصدق نقاد شِعر
“الأمير” المتوج،
لايعرفون
كما شعراء الهِبات،
سوى دِرهم يترنح
في جيب سروال اصغرهم،
في الكآبة،
ماهمهم،
مثلما في الكتابة:
غير مُلاحقة القافِيةْ.
نزهة العين،تكفي،
لنصمت،
أو نتأمل،
اشجار هذي القرى
والضبابُ
يشِفُ،
كرائحة البُنِ
والغيم
في
قطرة
صافيةْ.
بعضهم كان يهذي،
ويلقي كلاما جزافا
على رهطٍ في المقاعد !
لايعرف الفرق
بين الخروف،
وبين الخريف،
ليستنزف الماء،
في ظمأ
الوردة
الغافية.
في المدينة ما يزكم الأنف،
يعدي الصديق،
ويعدي العدو،
بما يتطاير من شرر
من زكام
الكلام،
ولا عافية.؟!
و” من باب أو لى” فلا تذكروا
عند موت القصيدة: شاعرها،
بمساوئه،
أو بما،
ربما،
قد يعكر سيرته
في “التلاص”!
وكونوا: يدا،
لا تمل خطاها طريق،
اناملها ليس تجرح،
لكنها ساعة الصفر.
قد تستعد
بوضع الزناد،
وطلق الرصاص.
على قيد انملة،
من حقول البلاد،
حياة لأصواتنا،
حنطة،
من شموس تفيض،
دفاتر شفافة،
ورذاذ تصاعد
من برتقال،
يشع كأزهاره،
ربما وجدوا
في غبار المسدس
ما يستحق،
لكي يتنفس:
طفل الهواء.
ظننت الرياح دما
ورغيفا يلوح
ماءً تجمد في ظله،
زهر آنيةٍ،
وكتابا على الرف.
ان شئت خذ خاتمي
يا امير الصخور،
ودع شرفة البيت مفتوحة،
واترك الحَبَ ينقره الغرباء
من الطير،والناس
يستيقظون جراحا،
وحينا صباحا،
غبار الكتائِب،
ام عطن الأرض
قربك
يزحف.؟
والآن..
والآن..
بعد انتصار الجيوش
على نفسها،
وانتصار الجنود
على خبزهم،
وانتصار الفقير
على الموت
بالجوع.
أو بالسكوت.
ما الذي سيقال
وأكثر،
من نجمة تتألم،
أو تتأمل صخر البلاد،
كضوء يموت؟!
ضباب اليدين
غبار الطفولة
في الكف،
يفتح قلبا،
ويشعل دربا
لغيم تعثر
فوق المنازل،
أو ما تكاثر من ضجة،
ورياح تهب
على بنكنوت.
هنا يبحث الناس عن قوتهم،
يبحث المُدمِنون عن “القات”،
لا القوت.
للطين رائحة
في فمي،
كلما كانت الأرض يابسة
في خطاي.
أسير وحيدا،
لأخضرَ في داخلي،
وسمائي دُعاي.
الرياح التي غسلت بالحنين
اسى البحر، في شجر،
لوحت بيديها،
ورَوت صَداي.
الرياح تسلقها جبلٌ
حين خبأت الظل في جيبها،
واستراحت قليلا،
على دمعة بللتني،
وكانت تصفف
شَعر الغُرُوب،
ولا احدٌ
في انتباه الشواطئ،
غير اساي.
الرياح التي وجهت جهتي،
حين فِضت عليها،
افاضت علىَ
من الفرح الطفل،
مثل النشيد،
وكالعيد
سَمت ظلالي:
نَدَاي.
الرياح التي رشت الضوء
في عطر ارواحنا،
نسيت ظل “ريحانةٍ”،
في الأقاصي،
ثم اثارت شُجونا
كنايْ.
انارت بوجهي
شحوب الطريق،
وارخني قلبها في الدفاتر .
ضيعني عطرها في الجهات.
ووحدي احببتها،
لاسِواي.
الرياح التي
ضمختني بنرجسها
ثم رشت ظلاليَ بالماءِ،.
حين افاقت
على دمي السهل
مثل حصى غيمةٍ،
ثم لوحني شجر
من عناقيدها ..
حين خرت ورودا علىَ
وعذبني البحر فيها،
وطوقها ساعِدَاي.
الرياح البليلة كالظل،
ما شف مني،
ما شف منها
سِوى لغةٍ
من كِريستالها،
ويداها: يداي.
انا ظل قلبي اذا سِرت،
بعض حنين الحجارة للشمس،
بعض الأماكن
تهجر سكانها
وخرائطها،
شجر
كان قبل الطريق
هواء.
صار بعد الوصول
إليه حطبْ.
وطنٌ،
أم “مَطبْ”؟!