الشيء الوحيد الذي أفكر بقتله في هذه الحرب هو الوقت!
مثل جنوني
مثل البيوت القديمة توقفت عن التفكير مثل النهار المتوفر في قلقي تذكرت طفولة أبي. مثل الإسعافات الأولية تأخرت عن إنقاذ الهواء وأعطيت للوقت بعض الوقت ليكتب!
*
(إلى صديقي طه الجند)
العمق بساطة صديقي
أعني تلك اللمسة الخفيفة
التي تأخذني بعيدًا
في زمن يعج بالوحشة
لم أعد أعرف فيه شكل أنفاسي؛ الحرب شوهت كل شيء حتى فكرة الموت تغيرت. صديقي عاش طفولته حَقلاً رائحة الطين تفوح من ذاكرته
وفي عين بقرة جدته
*
أحب الكتابة لأنها بريئه مثلي
في الطريق آله وحدي وأخيط للبحر ملابسه كلا قال الجمهور إن فلانا أهم كاتب! وأحيانا أرتدي البحر في ابتسامة الفقراء
أو أكتبٌ عن طفولتي
وأختبئ فيها من الكراهية الرائجة في السوق. وأحيانا أحب كلمة أحيانًا
لأنها تمنحني الحرية
أو هكذا أظن.
أحب الكتابة لا من أجل شراء سيارة
وفتح رصيد في البنك
أحبها لأنها بريئة مثلي.
*
أحب الكتابة كأنها وسادتي
أحب الكتابة وربما لا أكتب شيئًا
فقط أكتفي بالسؤال عن صديق حزين.. وأحيانا أفكر بالمحبة
كأنها هي وسادتي،
كي أتصل لكل أصدقائي
حتى الموتى منهم.
وأحيانا أصبر على قلق ماجد سلطان
وتمرد منصور هائل..
وأحيانا أكن رسالة اطمئنان عن حال سامي غالب.
*
أشياء لا تحدث في خور مكسر التي لولاها ما كنت أدركت جمال كريتر
في الأعياد يجتمع كل أخوالي في الدار، ويأتي خالي عبدالفتاح ليخبرني بأنه قبل وصوله تناول عشرة إطارات سيارة وكانبة !
وكنت أندهش لهذا !
وفي عصر العيد، الجهال في شوارع كريتر مدهونة بالحناء تجر الأطفال والمراجيح في كل حارة. وأصوات الألعاب النارية المتواضعة. والكركوس عبارة عن خيمة خشبية يقام فيها
عروض خفة اليد.
والسكريم المليء.
أشياء لا تحدث في خور مكسر التي لولاها ما كنت أدركت جمال كريتر.
*
أنا رقم الغرفة التي نام فيها المطر!
*
المحبة سمكة لا تموت لو خرجت من البحر!
*
فكرت بكذبة لا تضر أحداء فقلت: أنا بخير!
*
الرقص حبا
أحث السنوات التي لم أعِشْهَا أعشق الناس القدامى
أترنح
في أغانيهم
في شوارعهم
ني حزنهم الطويل
في رائحة طعامهم البائت
في ضحكاتهم قبل الإجابة! أطفو على قهوتهم
الرقص حبا
أحث السنوات التي لم أعِشْهَا أعشق الناس القدامى
أترنح
في أغانيهم
في شوارعهم
حزنهم الطويل
في رائحة طعامهم البائت
في ضحكاتهم قبل الإجابة! أطفو على قهوتهم.
*
حكايات خبأتها أمي
وجوه ومرايا
الوجوه تنتظر المراياء والأحذية تتعرّى
في نشرة الأخبار. عاقل الحارة زوج ابنته على إمام الجامع. القلق يشبه جاري. آلاء يلعب القار. التعب مع البرتقال سر رشاقة جدتي. الثواني حكايات خبأتها أمي. الأمل قطة عمياء. الحياة نظارة إنكسرت. الحزن حكايات كثيرة.
*
زوجتي تشعر بالسعادة عندما أصوم
وأخبره عن طفل كان يخاف من الإبر، وعندما كبر مات وهو يفكر بقيمة إبرة لإنقاذ طفله المريض الذي مات هو أيضًا .
لم يقل جاري بأنه هو ذلك الطفل، بل قال: هذا الطفل نحن جميعا !
ولم أحدّثه عن علاقة الحكاية بالمعرفة! واكتفيت بالتدخين والتفكير ب”أذان الفجر “.. إنه رمضان..
أصوم..
فزوجتي تشعر بالسعادة عندما أصوم .
سكان المدينة نسوا همومهم، وانشغلوا بالحديث عن رائحة دخان سجائر تنبعث من بيت أحدهم في ظهر أيام رمضان .
*
بعد كل قصيدة كتبتها إليك
أعد أصابعي
للمطر قلب
بينها كنت أجهز قلبي أضعت رأسي.
بعد كل قصيدة كتبتها إليك
أعد أصابعي.
عندما وضعت أذني في قلب المطر سمعته يتحدث
عن الحرية ويئن.
*
ما زالت ذاكرتي
تلتقط لك الصور!
إلى الصديق الصحفى الشهيد محمد عبده العبسى:
محفوظا في هاتفي.
ما زلت أفكر بالاتصال كلما كتبت نصاً
كى أقرأه لك.
ما زلت أنتظر رمضان
وأقول لك “وحق القات؟” وأنت تضحك. ما زلت أذكر
ما زلت لا أصدق أنك رحلت لأنك في قلوبنا تركض
ما زالت ذاكرتي
تلتقط لك الصور!
*
ابتلعوا الوطن
ويونس
أتحدث عن يونس الإنسان الذي يخرج حبة سيجارة من داخل كيس
ويبستم، بينما ضباع الشعارات الوطنية والثورية يدخنون برئتيه وبخيط ساعة الأذن شنقوا أغانيه
عاش الحزن
في بطن يونس!
كبر يونس! درس الصحافة كبر الحزن! وكبرت الأحلام وكبر الوحوش
ابتلعوا الوطن
ويونس
لم يبقوا له شيئا
سوى حزنه
ولم يتركوا لنا سوى ضعفنا.
*
كنت الخرافة التي تؤمن بها الأسماك
كنت الفرق بين الابتسامة ورائحة الخبز
كنت جواب الكون
على أسئلة
أحبتي كنت الخرافة
التي تؤمن بها الأسماك
كنت أشياء كثيرة
قالها الصمث لي!
تحت ساعة معلقة على الحائط.
*
شمعة
(الإهداء إلى صديقى ضياف البَرّاق)
يجريها صديقي مع عشيقته
تجعلني أصمت وأنتظر
وأفكر بالتدخين
ومسح الحروف
التي يسيل منها الحزن
استعدادا للكتابة عن شعور
لا أستطيع كتابته!
*
هنالك مدينة خائفة ترتعش
في عين طفل.
وهنا حوار سريع مع شخصية الطبيب في رواية
(قصة مدينتين).
*
بين الحب والوحل أمام باب الدكان الصغير للحلاقة رأيت أما تنتظر طفلها الذي يقصر شعر رأسه، كانت سعيدة لأنها سترى ابنها جميلاً بعد الحلاقة لا يهمها ضجيج السيارات، ونظرات المارة الثملة، ولا يهمها إذا طال الانتظار.. ولا تلتفت لكلام السياسيين وتجار الدين، والطائفيين والثوريين العصابيين، والمحللين في القنوات الفضائية. مايهمها هو شكل ابنها الجديد بعد الحلاقة والعودة به للمنزل وحياة أفضل من حياتها.
*
العلم اليمني لم يعد يرفرف
والأحقاد تستمر العملية السياسة.
هل أضع جثة بدلا عن الفاصلة. كي يقرأ الناس ما كتبت؟!
العلم اليمني لم يعد يرفرف؛
العلم اليمني لم نعد نراه؛
اليمنى مات؛
مسؤول: اليمن مقبرة الغزاة!
لا أدري كيف سأختم النص/ المقال/ القصيدة؟
*
وضع الطيران” هي أول خطوة في الكتابة كي لا يتصل بك صاحب البقالة وغيره، يطالبونك باللين.
ماذا لو سألت صاحب البقالة أن يساعدني في فكرة موضوع أكتب عنه؟
لا يهمني ماذا قال رولان بارت عن الكتابة. ولا يهمني من يكون رئيس وزراء كولومبيا.
ما يهمني هو آلا يتحول ما أكتبه إلى نص نثري، وألا يختل توازني على حبل الحروف.
*
ندبر ضحكة من أي مكان
في راسي
زرافة من الحزن
وامرأة ترسم أغانيها المفضلة فى عظامى.
حلمت ذات مرة أني أطير، وأنا أطير كان هناك عصفور يطير بقربي.
قال العصفور: يبدو أنني أحلم..
لاتقل أي كلمة، أنا أفهمك يا صديقي.
كنت زمان لو نشرت لي قصيدة في صحيفة أفرح..
أنت جائع لكنك لست نباتا.
أتُصدّق.. أنا وزوجتي إيناس كل يوم نضحك.. “ندبر ضحكة من أي مكان”.
لدي كلام كثير أقوله لك.
*
يقيدونني يدعونني يارفيق
لدي أصحاب كثر، وأحبهم ويحبونني ومعي أصدقاء في الحزب الاشتراكي وأحبهم لكنهم يدعونني: يا “رفيق” وأنا لا أحب ذلك لأنها “تقيدني” ولأني – أيضا _ لم أنضم إلى حزب والبعض يعتقد أنني في حزب التجمع الوحدوي التابع لعمر الجاوي وأنا لست عضوا فيه بل عضو منتدى الجاوي.
ولو كنت عضوا في حزب ماء لكنت تحدثت معك.
أعرف أن كلامي معك لن يوقف وجعك وألمك..
سأحاول النظر في عينيك لأعرف كيف جرحت
يدك..!
*
متاهة
أتنفس بعض الأشياء التي أفكر بكتابتها وأضيع كولاعة وجدتها في يدي.
سأكتب عن إيناس!
لا لا..
سيغضب الناس مني!
يريدونني أن أصنع صيتا ..
لا لا..
لقد كرمت توكل كرمان،
ولن يهتم أحد بما كتبته..
سأكتب عن الموسيقى!
لا لا..
الموسيقى لا تحتاج
للكتابة عنها
هي فقط تحتاج أن تسمعها.. سأكتب عن الحياة!
لا لا..
الحياة صارت صعبة..
أتوقف عن التنفس
أختلف مع الجدار حول البرد! أدخل في ذاكرتي بخطوات لا تُسمّع كي لا تستيقظ همومي. وأستلقي على ظهري!
*
من نافذة نصف مفتوحة أخرجت يَدي
وودّعتٌ كل الأوقات التي بكيت
فيها!
*
رجل عادي جدا أحب النمر الوردي
وأتجنب حروف العطف!
*
الشىء الوحيد الذي أفكر بقتله في هذه الحرب هو الوقت!