شعر ونثر

من زمن الحرب الى عزيزي أنا

1
_

أما بعد
أنت مفرغ وفارغ تماما
تماما بلا عمل..
فقط تتعلم السير على الحبال
لأن الأرض تشتعل
وتتحرش بقنابل الفتيات الموقوتة عند منتصف المساء
لأنك لا تجيد السباحة في النهر،
فلا تحاول أن تواري لعنة القبيلة المطوية على فروة رأسك
بقبعات السحرة والمهرجين
فأنت مجرد شاعر يغرق بشبر من العاطفة
ويختبئ كالعصافير الزرق تحت ضفائر ريفية فطساء
كانت تفشل دائما في التعامل مع صبيان الحقل
وتنجح في جمع المحصول..

بالمناسبة
أعرف أنك ساذج جدا
حينما يتعلق الأمر باليعاسيب المحفورة على ذاكرتك كالثقوب السوداء،
وأعرف كذلك
أن نصوص الحب التي تكتبها على أسوار الحدائق
وجلود النساء
مفرغة تماما منك
وأنك رجل من لا شيء
مع أن الأشياء كلها أنت .!
قصيدة هلامية مفرغة المعنى
ارتجلتها الأقدار ذات مساء حميمي نكاية بإبليس
فلم يعد يهتم لها أحد..

لعلمك..
آدم لم يكن في المكان الذي تعتقده أنت
وقبل كل هبوط عظيم هنالك صحن طائر اسمه “يوثا”
لا يطير بغير امرأة..-وهذا دليل آخر لغبائك-
فأنت تخرج عن النص دوما
وتنسى أقدامك تحت طاولة المقهى
وتركض- بأناملك النحيلة فوق رقعة “الكيبورد” المتعرجة بين قذائف الموت وأشجار الحي
المثقلة بالنساء والأطفال-
مثل
المجذوب..

2
_

أنا لست بشريا خالصا كما تعتقد،
الحزن خان أبي ذات مساء واستغفل أمي وهي في حالة سكر
فكنت ..

الحقيقة أن الشيطان يمتلك نصف رأسي
إحدى يداي لي والأخرى لا أعرف
لأي مخلوق تكون
لكنني أدرك تماما أنه ليس أنا
فهو يعبث برقعة “الكيبورد”
ويكتب الحماقات دائما ..

أعرف أن الأمر لا يتوقف عن كونك أبْلها فحسب،
فأنت بدين
بشكل يجعلني أتصور حجم الخيبات التي تتفاقم فيك
وأنت تحاول
أن تكتب نصا في الحب والحرب..

لم تعد تعنيك الأحلام
– الأحلام الصغيرة التي كنت تخبئها لعصافير الماء
وأنت في رحم الغيم،

لم تعد تعنيك البلاد
– البـلاد التي سحبت نفسها قبل سقوطك بلحظات كي تقع على أرض ليست لك،
– السلطان الذي حمل العرش الى السوق وعاد محملا بالمانوليا
– الجنيات اللائي خبأن الضوء في كم الجارية
والشمس التي ستشرق في منتصف المساء
في حكاية الجدات ..
فما الذي يحملك على البكاء..!؟
هذه اللعنات التي تبصقها في وجه القذائف
تستفز القبائل المسبحة في ملكوت الحرب
وأنت وحيد،
وحيدٌ كـ شوكة،!
وحدك من يتذكر وجه الحب
ووحدك من يلعن وجه الحرب..

أنت فقط تجيد عنونة الأشياء
وتفشل عند أول قبلة كما تفشل تماما عند أول طلقة
فما الذي كنته قبل الحرب..!؟
أبدا،
فقط كنت تنام على الرصيف
وأصبح
نظيفا
بدونك..
ـــــــــــــ