.و انتثرت على قلب طفل لم يذهب إلى مدرسته المهجورة بسبب الموت الساكن في الجبال.. فلا تنسوا أيها القلقون وأنتم تسحبون الأسلحة الثقيلة الاعتذار للنوافذ وأحجار البيوت، فقد صمدت طويلا قبل سقوطها، قوافل التعساء التي تتبعكم أيها المضطربون إلى حضرة الأسوار لا تدري كم ستقتل من أجل هوسكم…) .
يا خالقي
إذا انهمرت على مخاوف الضعفاء، أعلمهم حرية القصص التي يرويها المستلبون والمقتولون والواقفون على منافذ الرؤيا..
ساعدني فأنت الوعد..
إذا غنيت عن جن البحار على شواطئ الأرض الجنوبية
يشنون ضد الموت ربيعا آخرا
عن ملائكة تصد الضلال بحب النور
ثبتني بملء الوجد..
علمني الكتاب كما فصلته
مددا بمد..
السماوات تطل على مخاوف الضعفاء، تدرك أن هروبها المشحون صلب مستمر
ترتاد حزن هزيجها الواقف على قتل المكان فتلبس رحلة ثورية
قلب على باب الرجاء
زمن مقزز يرمق الأحرار بروح هازئة، ويمر على خطاهم ليمحو ما تقدم في الكتاب
ليس شراء مدينة بالجوع يفرح ،وليس موتها بالجوع يفرح
تظل في أحشائها أمنيات خلاصها من أثر السادة الأشرار
ينفتح باب فيغيب جرح
ينفتح على طل لعيني بريئة تقف في عري الطريق
ينفتح غربة
تلفح وجه العتيق المحتقن بحمرة الأوجاع
وهو يغرس الآن الفجيعة ويقبع خلف أهوال المصائب..
نسر ينقض بروحه الصماء صوت بقائنا
ينزع من فم الطفل المدجج بقمعه قطعة الخبز الأخيرة
ويأكلها ثم يأكلها حتى يحتوي ما فوقه وما تحته
هلا حدثتني قبل اعتداءك يا نسر عن الذي يكفي سره نفس الفقير..
ينفتح باب من عرق المساء وخوفنا فلا ينتصر ظل على أطلالنا
السماوات تدرب عزاءنا وتقول إنا سنلتقي في الساحة الكبرى
نبرهن الصبر برحيق الحرية النافذ إلى أقصى الصدور
السماوات ليس عليها أن تحنو أو تخبو،
قطعيا ككل كتابة حفرت على الأجساد منذ قبل موعدنا وحتى بعد موعدنا
هناك لن تدنو الكآبة
في تلك المدائن تعلو المواقف
راية تحملها راية وتسندها راية
السماوات ارتفاع الكائنات الهادئة حين تصبو
فترتقي في اتجاه النصر أفعال المحبة
فوران الشجون من هب العويل
السماوات نقر قطرات البداية على الصخور
رسائل السيول وهي تشكل الأرض اليباس..تنجلي من خد امرأة
ساق صبي.. كف فلاح
ووهج ثائر عبر المدى ينتشل دمه من لحن الكفاف
لا يملك الدنيا
لن يملك الدنيا
لكنه يدري أن أوردة اليدين كساء
والقلب بوصلة يأخذه إلى أجمل التاريخ والأحلام
السماوات تمنح الحكم لكل الناس
لأصحاب المخيلة المليئة بالخير للأبناء
يا أبناء
عند وقوفكم وعبوركم ووصلوكم
كونوا كما شئتم من الألوان البهية واحتضنوا الأفق
رددوا كل الأناشيد التي نامت قبل مجيئكم
قولوا لهم أن الحرية صرح وقفتم عليه سنوات طويلة
وتأكدوا أن السماوات تحبكم
وتحبكم كلما جئتم إليها مثل الهواء الطلق حرا
وأنتم تعرفون…
نشرت في صحيفة التجمع في عام ٢٠٠٨م وهي احدى نصوص القسم الثالث من مجموعة (العقد) الصادرة حديثا عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر- يوليو 2024م.