شعر ونثر

لماذا غاب عبد الوكيل السروري؟!

 

,, تجربة عبد الوكيل الاغبر السروري هي تجربة شاعر عاش في الظل، لكنه قدم نصوصا حية تفيض بالعاطفة والإدراك الحاد للتفاصيل الصغيرة والكبيرة في الحياة؛؛

 

عبد الوكيل الأغبر السروري هو شاعر يمني كبير يحمل بين كلماته كثيرا من الألم والتأمل العميق في الحياة والواقع الذي يحيط به. قصائده تعكس روحًطا متقدة بالتجارب الشخصية والهموم المجتمعية، ما يضيف إلى نصوصه طبقات من الغموض والحدة والعاطفة المتفجرة.

نجد في قصائده تأملا عميقا حول الوحدة والانعزال، حيث يبحر الشاعر في تفاصيل حياته الشخصية وصراعاته الداخلية. يتنقل عبد الوكيل بين الخاص والعام، حيث يستعرض ذكريات قاسية وحقائق مرة تمزج بين الحميمية والانكسار.

عبد الوكيل السروري هو الشاعر الذي يأخذنا في رحلة أخرى من التوتر بين الواقع والقدر. هناك صراع داخلي مع القوى التي تتحكم بمصائر البشر، ليس فقط على المستوى الشخصي بل على مستوى العلاقات الاجتماعية الأكبر، حيث يعبر عن فلسفة مريرة حول السقوط الحتمي في الحياة.

تأتي قصائده محملة بالحنين إلى الماضي والمكان.. القرى التي تتغير، الأشجار التي تختفي، والحب الذي يتحدى واقعا معقدا ومتغيرا. تعكس آلاما عن فقدان البساطة والجوهر الأصيل للبيئة والمجتمع، وتستدعي عواطف عميقة تجاه التراث والهوية.

تجربة عبد الوكيل الاغبر السروري هي تجربة شاعر عاش في الظل، لكنه قدم نصوصا حية تفيض بالعاطفة والإدراك الحاد للتفاصيل الصغيرة والكبيرة في الحياة. قد يكون غيابه عن المشهد الثقافي نتيجة لتهميش قسري أو خيار شخصي، ولكن بلا شك، فإن إنتاجه الشعري يستحق أن يعود إلى الضوء، ليعيد جمهور الشعر إلى ذلك العمق الفلسفي والعاطفي الذي يحمله.

قصائد عبدالوكيل  الاغبر السروري 

(1)

فقط أعِيْريني صمتَك 

لبعض الوقت 

سوف أركن إلى روحي 

وأنسى كل شيء, 

الأقدام التي تتناسب وحجم الجثة 

لاتتوفر حاليا 

وكنت الغبي بنظرك حين رسمت عصفورين 

بجناح واحد, 

غدا سأكتب مالم تتوقعيه 

–ذكرياتك الوسخة 

–شتيمتك بحمولاتها العنيفة على السرير 

— فساتينك التي ضاقت بجسد ترهلت عضلاته بفعل الأيام 

سوف أكتب عن أشياء لستُ مسؤولا عن حدوثها:

— عن الشاي الأحمر ومذاقه المر 

— العصافير أيضا حين تموت داخل اللوحة

— وسقوط الغيووم على قلل الجبال,

في بني السرور لاشيء ثابت 

كل مافيها يتحرك بفوضى بمافي ذلك الأضرحة 

الصورة تشبه القيامة 

بينما انت لاتزالين تفكرين بالكوافير 

وليلة الحناء 

هناك ستعودين امرأة بألسنة متعددة 

والبيت لايحتمل

       أكثر من لسان !!! 

 

(2)

      غالبا ما يقع المخلوق من حيث لايدري 

هناك معايير في أذهانهم 

لاتظن أنك ستسقط فيها 

أنت ساقط على أي حال, 

هذا الطريق ملغوم وكارثي 

عليك تتفهم حالة السير فيه 

قبل دخولك الحمام 

برجلك اليسرى 

دخول الحمام ليس كما الخروج منه,  

ستتعوذ من الخبث والخبائث 

لن تكون الوحيد

محظورا من هذه الميزة 

وهذا لايعني نهاية العقاب؟  

فهل تعرف لماذاتعاقبك الجنيات

 والشركات العابرة أيضا ؟!

ليس لأنك عصفور تغني 

ولكن لأن حظك الملعون 

وضعك في طريق 

لاتعرف له نهاية 

الجميع مثلك سوف يبدأ

 لا لكي يصل

 ولكن لأن هناك شيئا ما 

يسير بنا صوب النهاية !!!

 

 

(3)

في القرية لاشي يبدو سويا

فقط أنا وحبيبتي 

ننتظر دورنا في تأدية فريضة الحج 

قبل أن نهجر الأرض

هذا الجنون يعربد في كل بيت 

والخوف من رصاصة متسيحة 

تقطف قلبي ياوردة الكاذي,

حتى طائر البلح 

هو الآخر صار مفتونا بمنقاره الطويل 

يكذب على العنصرة الصفراء 

حين يواعدها بالزواج 

أين شجرة المانجو التي كانت هنا 

هل اقتلعها الأوغاد ؟! 

الأوغاد يستثمرون كل شيء بمافي ذلك الحياة 

وتلك المرأة أعطبها العيد. 

افتقدت الجرأة على السير بعيدا 

من دون ستارة صنعانية 

صنعاء مسيرة ألفي عام من الغناء 

فماذا يعني أن تتوقف عن الرقص ؟! 

الأبعاد في زواياها تحكي عن متلازمة العشق في قاع اليهود 

بينما حبيبتي هناك في الجهة المقابلة 

تؤدي رقصة الحصان بتعب قليل 

لكنها تستمتع بالجنون 

وتكذب علي : بأن الجيران ينتظرون دورهم في الرقص

 لست أدري كم من الزمن تبقى 

حتى أصل

هذه الشجرة أبدا لاتأبه لرغائبي,

ولكنني أحبها !!