أعاتبني، أقتفي أثري، أتردد في صحن مسجد قريتنا كي أرى طرق النمل وهي تكافح في سبل العيش ثم أصلي وأتلو قليلا من الذكر في سورة الكهف، ثم أسب بصمت وأنسى كثيرا من الحزن حتى أعرج مشيا إلي وأنسى خلافي، وأشعل سيجارة وأسير بلا وجهة وأمل.
***
كيفما اتفق الوقت أسلك ثم أعاتبني وألوذ بأغنية، صوت أيوب أوضح من أي شيء هنا، أحظر أرقام من دخلوا جهة الاتصال بحكم الصداقة لكنهم كالأفاعي ثم أدردش حينا من الوقت كي يختفي قلق القات أو حدس محتمل.
***
أعاتبني، أمتطي صهوة الصمت، أركض في طرقات التأمل، تحضرني ضحكات الأنام ، أرتبها، لم أجد بصمة للبراءة إلا ابتسامات مصلحة أو دثار لما يبطنون من الحقد مثل الجمل.
***
أعاتبني، ثم أغفر لي، وأصالحني وأقلب ارشيف ذاكرتي وألوذ ببعض السويعات في النوم، فالنوم أنقى وأرقى وأدخل في حلم لا يمل.
***
كنت أمشي الطريق البعيدة تلك التي شقت الحرب وديانها، حين عادت طريق الطريق تعثرت، لم أستطع أن أعود، أعاتبني، وألوم أنا حسن ظني وأبصق منفعلا من رذاذ الميازيب، أنكث بي وأقرفص منكسر تحت ظل الشجيرة، أرسم خارطة في التراب وأسأل نفسي إذن : ما العمل؟>
***
وأنا ” هدف للرماة” ، أنا واحد من رعايا الأسى في بلاد مبللة بالدموع، الإمام الحقير بها، والزقاق الفقير بها ، والضمير العقير، لها شكل نعش جماعي وألسنة و ” همل”.
***
سأحاول ألا أثير متاعب نفسي وألا أباشر في كلماتي وأعزف عن وجع القلب في زمن لا يجيد من الأبجدية إلا حروف التشفي، وتكرار هلوسة الكهف والأخطبوط المقيت، وأنكب في غرفتي صامتا ريثما تعشب الحرف في رؤيتي والجمل.
***
أنتقي نوع قاتي وتبغي، وأتلو الذي يتيسر من سورة الجن، أصغي لثرثرة الناس في الباص، أكتم أنفي اذا ما عبرنا على فوهة للبلاليع، هذي المدينة ناقصة العقل، مشغولة بالشجار ومشروعها حين يصحو انثمل.
***
هو الشعر في لحظة الخلق كون تقطر من سلسبيل الغواية في ردهات السطور، وأمنية تتجول في أرخبيل الدراية مرشوشة بالعطور، وجرح اللغات الذي ما اندمل.
تعز
7 يوليو 2024.