شعر ونثر

أزقة الشبق

خاص| انزياحات

البائسات على الرصيف ، والسعيدات في الوقت ذاته
المدن والطاعون وقطارات الليل
المتلذذات بملابس ضيقة ومبهرجة وشراب اللعنة والرقص
كل هذا لا يبدو مسالماً
قصة حب تختنق أمام مرابين وسفلة
إنهم لا يعترفون بملائكة سفن القراصنة.
من يبيد كل هؤلاء الأطفال
ويعود سعيداً إلى منزله
الشجر المذبوح والعاهرات
وظل زيتونة محترقة
أغنية تأتي من وراء الغمام
عن جنود ذهبوا إلى معركة الرّب
استشهدوا للمرة التاسعة
البائسات والشاعر وحيداً على الطاولة يكتب معلقة أيروسية ويحلم بالهجرة
في لحظة الضوء يموت الإنسان وحيدا وسعيدا
في لحظة العناق تتورد جمرة بلا أهداب
في لحظة القول ينطفئ الشعر وقمر نهاية الصيف
يتحلّق سكارى حول الحقيقة ويرقصون
الضائعات بحبور لا نهائي ورحلة الغد الذي لا يأتي
المنجل وخزف القصص المجدورة وبطاقة مرور نحو المحبة الكاملة
من لم يشفه الموت
من لم تتلقفه الجدة التي تربي الأوبئة في الحكايات كالشبق
من لم يستقل من ركضه المحموم نحو الزيت
وهم يذبحون المدن
يجعلون معابد للقردة
البائسات بقمصان مطرّزة وقطط النهر الجاف لحضارة لا تأتي أبدا
مجهول وجع الإنسان
لغته حيّة تسعى
يداه بروق الجدري القادم
القمح وبياض الثلج والحنين
الوردة بلا معنى والسياج والقتلة الطيبون
ماء الولادة في الإصحاح الأول
بين زمن السرير وفقرة أما بعد
بين الويلات والناخبين
البائسات وإعلان موت المؤلف والهواء الأصفر
يمر بوادٍ يشبه القاتل والمقتول
يرفض الخليلة وعبارات التكوين
يجدل من مسائه لحظة حب
البائسات والشاعر وشباب بلا عدد
مصابون بالسّل يتوعّدون الخرائط بالغيبوبة البكر
بحرٌ من اللغة الطاردة
من أبادني دون أن يشتري الكفن اللائق
كمن أبادني أول مرة
لكن امرأةً لا تزال تغني على قبري
أن أكون قاتلا
وأن أعبر بين عالمين
البائسات بمعاطف شتاء الساسة يظهرن من منعطف ما
كبتلةٍ واحدة
ويغنين أيضاً:
ليس للقراصنة أن يولدوا مرّتين
ليس للريح لا
ليس للحب لا.
وكان هذا يبدو مسالما بلا نهاية،

.