شعر ونثر

قصائد جبلية وبحرية منتعشة بكت في “مناخة”

 

(تعريف)

ليل تهامة لا يراني .. ليل صنعاء يعضني ككلب .

(أوبئة لطيفة)

شوارع المدينة تتوهج وتتلظى .. التباينات الطبقية تهز ذيلها ككلب أيضا .. حشود من التائهين ..حشود من المتوهمين ..للعدالة الاجتماعية أوبئة لطيفة .. للإسفلت أن يراقب المشهد بحيوية وانسجام وبلا ارتباك .. المفارقة المغرية في هذا كله نظراتي الثقيلة وذهولي الداكن وكعك العيد الموحوش مثلي .

(فحوى الارتباك الحلو)

بتعاسات هائمة .. بحالات هوس مفاجئة في رتابة الهواجس .. بأغان طيبة وشعثاء وذات تصوف ووسواس قهري..بقصائد لئيمة كجنيات مثاليات .. بأصدقاء ظرفاء كمجد الوحشة .. بأخبار وطن مخبول ومتغطرس يكتظ بمنافيه .. بليل ثقيل يتحرر بخفة من فكرة الليل الثقيل كلما أودعناه حكايات الطفولة والأحلام والتهكم من فكرتي الوجود والعدم ومحاذير السياسة والحنين المستقبلي الصعب .. بأصالة الأوهام المدهشة كغثيان ماهر المحبة على الدوام.. بتحديقات مركزة على فحوى الارتباك الحلو فقط ..بأعالي البوح المنفلت لغرائز إنسانية وحيوانية غامضة لا تروض بسهولة .. بإرث الانفصام القسري الحميم كعلاج أخير للتوازن الضروري الذي لا يطاق .. بالاستهلاك غير المرشد للنسيان وبالاتفاق على ضرورة توفير هذه الطاقة الإستراتيجية من الآن وصاعداً .. بهذيانات عقلانية بارعة الخيبة بالطبع لكنها أكثر من يذكرنا الآن بألفتنا المفقودة كما بعاطفة ذلك الملحد الغريب الذي جن واختفى عن ديالكتيك وميتافيزيق أيامنا المتشعبة إلى الآبد بينما كان أسمى من عرفنا ابتهاجاً وحزناً وانتحاراً يومياً و أعمق معرفة منا جميعاً بروعة الله وبروعة الإنسان وبروعة الشيطان كذلك .

(فرح موارب)

حزني سيد الأرض حزني يواجهكم بأنفسكم حزني الخطأ الفاضل جداً حزني سلام وحروب حزني شر الخير وخير الشر أيضاً
حزني الداهية حزني المخبول حزني العظيم حزني التافه
حزني بحسٍ إنساني وحيواني وملائكي وشيطاني وإلهي
حزني المتطرف والمحايد واللامبالي معاً حزني كحراس السجن وكسجناء يهربون حزني كماركسي متدين وكمتصوف خليع
حزني المشهور ومع ذلك لم اعرف به إلا عبركم و بالصدفة
حزني الهمجي حزني الراقي حزني الوقح حزني الخجول للغاية
حزني الجبان الذي يجرؤ والشجاع الذي يخاف
حزني المعرفي المجنون والقاسي الرقيق لكنه حزني الذي اعتز به أكثر من أي شيء في هذا العالم
حزني المطمئن من كل فزع حزني الذي كبظرٍ محرومٍ لم يلعقه أحد منذ انفلات آدم وحواء إلى قصيدتي هذه بمنتهى فرحهم طبعاً .

(مراهنة)

يراهنون بالعبث كله.. يمز الأفق ليمونة أرواحهم . يبكون إلى الداخل .يمسكون بالبعيد من طرف ذيله .. يسهرون كأنهم شوكة العالم الأخيرة. يصنفهم البحر كعشاق أو كمجرمين لا فرق.. لكنهم أشقاء تعبي ، ومعاً نتقاسم مباهج الأحلام ومكائدها بالضرورة .

(نسيان)
نسيت عوائي في شرودك الجبلي ..نسيت بسمتك داخلي كشباك مفتوح يطل على البحر .!

____________

نقلا عن مجلة غيمان،
من مجموعة قادمة للشاعر اليمني فتحي أبو النصر، ستكون هي المجموعة الشعرية الخامسة بعد مجموعته الرابعة ” الديوان العدني”تحمل اسم ” سماء محدودبة كاحلامي”

مناخة منطقة مذهلة بين صنعاء والحديدة