إلى الإله القمر أو المقه العظيم
لك العظمة والمجد يا نور الرعاة الفقراء في الليالي المظلمة
لك الخلود والأبدية
يا سارق النار الشمسية من خلف الغلاف المعتم
لتمتد أشعتك في كل الآفاق
وتفترش كل السهول والتلال في بلادي
ليداعب نورك القمري وجوهنا الشاحبة
آمالاً بعيدة ترفرف في كل الأبعاد
أحلاماً خضراء
وكم نود بحب ومودة ملامستها
أيها المقه العظيم
حين تنأى تصيب القلب رجفة
لكن حين تقترب يحضر الفرح
اقترب ولا تنأَ
لتزيل الجفاف من حياتنا أرضاً وقلباً
تنعكس وجوهنا لتحكي لك قسوة التأوهات وحرقة الدموع
لك الخلود والأبدية
دَثِّر ظهورنا العارية
ورشّ نورك الإلهي في القلوب
وأعطنا الحب والسلام
لتطل الأجساد بالتآلف والمودة
أيها المتوسد وجه السماء ليلاً
الزائر مضارب القبائل نهاراً
ووجوه الطيبين الباحثين عن خضرة الأرض وعطائها ..
لابد تزهر الأرض ، وتتبرعم التلال المجاورة
لو تحدق بقوة تذيب الرصاص إلى ” سدّي المائي “
تستطيع الحبيبة بعدها الاغتسال تحت ينابيعه
وينور وجهها ، وتغني رفيقاتها أغنية للوجه وعظمة العناق
إن الفأر أيها المقه العظيم مازال يمتص ضروع غنمي
ويتشكل الملعون بوجوهٍ عديدة .
أحياناً القتل المجاني ..
وأحياناً شبح غريب يقلق زراع العنب في حقول المعبد في كل المخالف والطرق
هذا اللعين مازال ينحت جدار حياتنا
فيأكل الأطراف ويحولنا إلى أرقام حجرية
ليس لوجهك أيها الرحيم لكن لوجه الشيطان اللعين
هذا الوجه الغائب .. والخاسر مازال يزعج الخضرة والسلام
الأطفال .. وجوه الرعاة الفقراء .
وكل الطيبين .. تتطلع نحوك لتزيل لعنة الجوع الملعون
لتتشكل حبة العنب عبر شفافية ضوئك إلى جوهرة
رائعة تنير أعياد الصراب
ولابد أن ينقض الآن ” النسر السبائي ” ذو القوة الخرافية
على كل الحياة
فتنعم تعريشة العنب بالسلام
ويعود الفلاح والراعي إلى زوجته مرحاً
تعطيه ” فناجيل القشر ” بعد الغروب
ويضمك العالم يا قنديل المساء
ونرقص بعدها في لياليك المقمرة
رقصات الحب والحرية
ونقهر الجوع .
ونتراشق بزهرة العوسج
ونلون الحياة عملاً وحياة
…………………………
صُدم الوسط الثقافي والصحفي اليمني حين رحل اشهر كاتب عمود في الصحافة اليمنية ” لحظة يازمن”
وللاستاذ محمد المساح شعرا عذبا شبه مجهول
أما القصيدة أعلاه فهي مؤرخة عام ١٩٨٢م