ملكود بحُبِّ عدن
ملكود بالنوايا الهائمة للنوارس
ملكود هكذا بلا سبب حتَّى
ملكود لأنَّ عدن صارت روحي ومركزي
ملكود بكينونتها كمدينة كونيَّة
ملكود ولا أعرف لماذا أو كيف حتَّى
ملكود وياسين على عدن
ملكود منذُ الأزل
منذُ البداية والنهاية والوسط
ملكود بعُنقها وظفيرتها وهزّة المؤخرة في وجه إنزياحاتي
ملكود ومحمود أنَّها شغفتني إلى آخر الشغف
رأيتها تهتز تخيلت نفسي مصبوب على خصرها الأنيق
دمت بكل ودك تشهرين عشقي للملأ
ملكود لأنني أعرف القصة المخيالية
اعنيك كذاتي في الملكوت السماوي المطلق
ملكود كلمة قليلة بحقك
ملكود لاستخدامك ذلك السِّر الذي بيننا وبين نفسي
ونفسك كحُروز وتمائم تحمينا
ملكود برعشتِك العتيقة الأنيقة ساعة الخامسة من طعنة المساء
ملكود وأنا سأطعنني بطعنتك فجرا
سأتي لي عبرك
وستأتين لي عبرك أيضًا
ثم ستاخذيني معك
ستوخبينني في سرتك
ستفتحين سُرِّتك لفتحي أبو النصر
ثم ستحكين حكاية كانت تحكيها لك جدتك عن وصول العاشقين متأخرين دائما
سلام على سورتك وأنتِ تَهُزِّين الخيال حتى منتهاه
صدِّقيني راح عمري كهباء منثور حتى رأيت رعشتِك
ملكود يامن تُضاهين جمال كليوباترا في النقوش الفرعونية
ملكود ثم ملكود ثم ملكود ثم ملكود
ملكود وأنتِ تلاحظين في هذه القصيدة ماذا فعل قوامك في خاصرة الليل وصورتك وصوتك لايفارقان خيالي
ملكود وأنا اطعنني بطعنتك
وانت تكعنزي في خيالي
قد تستغربين ماذا يعني تكعنزي
ليس مهما أن تفهمي
المهم أن تحسي بهذا الفتى المتيم
بالنبي الذي في ضلوعي
بالزحام الذي لا أراه لأنك تودين الحجر أن يتحول الى موسيقى
وأنا أُخاصِرك فاختصر المسافة الفردوسية للجحيم كله
أن جحيمك في خاطري أنثى عطرية سائلة على رخام رغبتنا المشتركة
أنثى مكتملة
أنثى عمدها المولى لتفتيح الفرج
ملكود وأنا أعني ما أقصُد
ملكود ويومًا ما سيغني الماء لسِّرنا المُشترك كما ستبتهج النيران فينا
ملكود وأنا منذ رأيتك مكتملة الأركان والفيوضات صرت كالمجاذيب
كالمستحيل في مؤخرتك الرجراجة
كالرخام في يوم عيد
لا أتنصل من خيالي لا استطيع الدخول في معناك إلاَّ وأنا معِك
ملكود على فكرة كانت كلها أنتِ وستظُّل الفكرة التي كانت تعمل في مجالي الحيوي فعلة اللازورد
ملكود ياعدن فساعديني
دعيني أحبِّك أكثر
دعيني من خلال نصِف ساعة أُنقِّحُ مسودة الرغبة في هذه القصيدة
ومن خلال رعشة أخرى شاءها الله أن تكون شخصيتي في غرامك المبين
ملكود بحبك يا عدن فأين سنهرب منا
ملكود وأنا أعني ما أقول
تلك الرغبة الجامحة هي رغبتنا الحقيقية
هل أدركت الآن ماذا فعلت ياعدن بالفتى الولهان
ملكود وسارميك بالوردة الصوفية الفاجرة
ملكود ستوخبينني من عيون الناس الحاسدين والكايدين
يا ابنة الريح
يا ابنة المواثيق السرية
وفري لي خصرك الرجراج
انثريني في نهدتك
وبين نهودك دعيني اغرسني للأبد.
***
عدن تشتُمني الآن ..
لأنَّي فركت بِها عند الظهيرة !
وجدتُها لا ترتعِش لغيابي ؛
وجدتُها تجمعُ مسودات قصائدي المغذّاة بالسرد ثُمَّ تحاوِل أن ترميها في البحر ؛
عاتبتها بنصِف طبقٍ من المعصُوبة !
كنتُ أعرِف أنَّ طعم القشطة مع العسل والحبَّة السوداء والموز و اللوز والزبيب سيجعل لطعمِ القات معنى .
إنَّ عدن تغدِق عليا بالمعصُوبة يا أُمِّي ..
إنَّ المعصُوبة هائلة الحنان كحنانِكِ و حنان عدن .
***
قضمة من العريكة هي رحلة إلى قلب عدن
في زوايا مطِابخ عدن القديمة، تُغمر العريكة بأريج التوابِل واللوز، حلاوة تختبئ في طبقات العجين المرصوصة بعناية. رائحة القِرفة والهيل تتراقص في الهواء، تأخذك إلى حارات ضيقة حيث تتعانق الأرواح والجدران، يلتقي الشاي العدني بالبخور العتيق. كل قضمة من العريكة هي رحلة إلى قلب عدن، حيث تختلط الأصالة بالتجدد، وتنبض الحياة في كل حبة سكر.
***
كُلّ لقمة، تجِد أثراً لأُم عدنية
تتدفق الحكايات في عجين العريكة مثل ماء الفلج، تحمل معها ذكريات الصباحات الباكرة والأمسيات الدافئة. حين يجتمِع الأهل حول الطاولة، تتراقص العيون فرحًا، وتنسجِ الأيدي قصصاً من الحُبّ والتراحم. في كُلّ لقمة، تجد أثرا لأم عدنية، عجنها ملؤه الحب وصبرها حلو كالعسل. العريكة هي ليست مُجرّد حلوى، بل هي سَفَرَ إلى أعماق الروح العدنية.
***
العريكة ..كأنَّها أُغنية قديمة
تغمرنا العريكة بسحِرها الفريد، تذوب في الفمْ كأنَّها أغنية قديمة تعيد لنا ذكريات الماضي الجميل. في أحد المقاهي الصغيرة المُطِلَّة على البحر، تتبادل الأحاديث بين الأصدقاء مع أكواب الشاي العدني والعريكة التي تذيبُ برد الصباح. في ذلك الطعم الكريمي، تجِد لمسة من سماء عدن الصافية، ونسمات البحر الدافئة، وتعرف أنَّ المدينة تُحِبَّك كما تُحِبَّها.
***
الحلاوة مع الطراوة، والسعادة مع الحنين
كل حبة لوز تزين العريكة هي نجمة في سماء عدن، تلمع وتضيء الطريق إلى قلبك. حين تقطع قطعة من العريكة، تكتشِف فيها طبقات من النكهات والذكريات، تتداخل فيها الحلاوة مع الطراوة، والسعادة مع الحنين. في كّلّ مرّة تذوقها، تنطلِق في رحلة جديدة، إلى زوايا وأزقَّة عدن، حيث تلتقِّ الأصوات المألوفة وتملأ الروح بالفرح.
***
العريكة العدنية هي قصيدة في حُبّ الحياة
في ساعات الصباح الأولى، تنبعِث رائحة العريكة من نوافذ البيوت، تملأ الأحياء بروح البهجة. تتسرّب رائحتها من الحارات لتصِل إلى قلوب العابرين، وتدعوهم للدخول إلى عالم من الدفء والحلاوة. في مطابِخ عدن، حيث تَصَنع الأمهات العريكة بُحبٍّ وإتقان، يُكتب تاريخ المدينة في كل عجينة، وتغنى أغاني الفرح في كُلّ ملعقة. العريكة العدنية هي قصيدة في حُبّ الحياة، تُقرأ بلذة وتُحكى بشغف.
***
كُلّ عُقدة في الكَمَرْ تروي قصة من قصص الأجداد!
في حارات عدن القديمة، رأيته عند جولة البط ، في خور مكسر ،يتجسَّد كرمز للأصالة والعراقة، يلتف حول خِصر الرجل بحنو ورقِّة، يشدُّ المعاوز والفوط ليحكمها بإحكام،
كل عقدة في الكَمَرْ تروي قصة من قصص الأجداد، تحمل معها عبق الماضي وأصالة الحاضر.
إنَّه ليس مُجرّد قِطعة قماش، بل هو تُراث يعيش في نفوس الرجال، يربطهم بالأرض والجذور، ويمنحهم الثبات والقوة.
***
يدمج الكَمَرْ بين الرجولة والحنان!
في كل صباح، حين يلِف الرجل الكَمَرْ حول خصره، يشعر بفخر لا يضاهى.
ينقل حركة اليد الخبيرة عبر الأجيال، حيث تعلَّم الصغير من الكبير كيف يشدُّ الكَمَرْ، ليُصِبح جزءًا من هويته. في تلك اللحظة، يتجسَّد التراث في حركة بسيطة، تدمِج بين الرجولة والحنان، وتؤكِّد على استمرارية العادات والتقاليد. الكَمَرْ هو أكثر من زينة، هو رمز للحُبّ والإنتماء.
***
الكَمَرْ حين يعلن انتماءه إلى مدينة البحر والجبل!
تتراقصُ أنغام الحياة في شوارع عدن حين يمرُّ الرجل مرتديًا الكَمَرْ، تتحدث الألوان والنقوش على القماش الأخضر بلغةٍ خاصة، تحمِل في طيَّاتها حكايات من زمنٍ بعيد. ينظُر النَّاس إليه بإحترام وإعجاب، فهو يرتدي التراث بفخر، ويُعلِن انتماءه إلى مدينة البحر والجبل. الكَمَرْ هو شارة تُميَّز الرجُل العدني، تجعل منه جزءًا من لوحة فنيّة كبيرة ترسمها الحياة كل يوم.
***
الكَمَرْ كصديقٍ قديم !
في الأعياد والمناسبات، يُصبِح الكَمَرْ جزءًا من الاحتفالات، يتمايل مع خطوات الرجِال، ويُضفي لمسة من الجمال على الأجواء. تحت ظِلّ النخيل، وفي ضوء القمر، يتجمَّع الرجِال حول النار، يتبادلون الحكايات والأغاني، والكَمَرْ يحتضِن خصورهم كصديق قديم. في تلك اللحظات، يتحوّل الكَمَرْ إلى رمز للوحدة والتآخي، يُعزِّز الروابط بين القلوب.
***
الكَمَرْ كرمز للرجولة الحقيقية!
في كل بيت عدني، يحتفِظ الرجُل بكَمَرهِ كما يحتفظ بأثمن كنوزه، يعِرف أنَّ فيه تكمُن ذكريات الأجداد وتعاليمهم. يتعلَّم الأبناء من آبائهم كيف يحترمِون هذه القِطعة من التُراث، وكيف يجعلونها جزءًا من حياتهم اليومية. الكَمَرْ هو ليس مُجرّد زينة أو تقليد، بل هو رمز للرجولة الحقيقية، تلك التي تمزِج بين القوّة والرِّقِّة، وتَجَمَعُ بين الماضي والحاضر في نسيجٍ واحد.
***
خُبَزْ الذكريات
في مخبازة البهنسا، تتناثر الذكريات كالطحين،
تحت ظِلال النهار، بين الحنين والأفران .
سَنَجَلْ الصباح، تسرُد قِصِّة الحي،
وحكايا الجيران، في لحظةِ الانتظار والدفء.
***
نفحات الحنين
بين سحاوق الجُبَنْ الجرشة ،تنبثِق نفحات الحنين،
وتتردّد أصوات الطفولة، في زوايا المكان القديم.
هنا، حيث كانت الأمهات تتبادلنَْ الوصفات، منقولات على ألسنة رجالهِن
وصفة سحاوق الجُبَنْ الجرشة السحرية
كل صباح ومساء.
***
عَبَقْ السمك
في مخبازة البهنسا، يُصنع السمك بحُبّ،
يتسلّل عَبَقْهُ إلى الأنفُس، ويُحيي الروح بلا عجب.
هنا، في هذا الركن العتيق،
كل سمكة تحمِل في طيّاتها ذكرى وصديق.
***
كِبدة الأمل
في كل صباح، تنهض الآمال من كِبدة الأمل، كبدة الرضيع البلدي
تنضج في حرارة الحُبّ، وتصبِح قوتًا للوطن.
هنا، حيث يجتمِع النّاس على كبدة السلام،
وتتجدّد النشوات، مع كُلّ صباح ويوم جديد.
في مخبازة البهنسا، تتحدّث الأيادي بلغتها،
فتة البرم تشبه حضن الأمهات.
كل قضمة من فتَّة البرم هنا، تحمل في طيّاتها دُعاء،
وتصبِح رسالة حُبّ، تسافر عبر البقاء والزمن .
***
في مساء البهنسا، تتوهجّ الذكريات، وهبلو نفر دقّة بلدي
نَزِّل يا وليد
باشره
وتنصهِر الدقّة في دفء الأفران، كقصِص السنين العتيقات.
هُنا، حيث يجتمِع الأهل والأحباب،
ويتشاركون الدقّة مع سلام وابتسامات وكعكعات.
***
في مخبازة البهنسا، تُصنع عقدة الدجاج
تحمل في طيّاتِها نكهة الفرح، وأثر العيون.
هُنا، حيث يجتمِع النّاس على الحُبّ،
ويغمسون خُبز الرطِب في لحظة من السعادة والحبور.
***
في مخبازة البهنسا، تنبّعِثُ رائحة الوطن،
تتسرَّب إلى الأرواح، وتُعيدها إلى حِضن المكان.
هُنا، حيث يتلاقى العابِرون والسُّكَّان،
ويتذوقّون عريكة الذكريات، في لحظة من الحُبّ والأمان.
***
في مخبازة البهنسا، تُصنع أجمل صانونة ثَمَدْ في العالم
يتناثر في الأجواء، عبيرها، كنغمات الأمل والصباح.
هنا، حيث يجتمِع الأهل والأصدقاء،
ويتشاركون الصانونة، مع ضحكة وصدى.
***
المِندي
في مخبازة البهنسا، تُسرد لحظات المندي،
المُثخنْ بتوابِل الحنان، والمُعَطَّر بقلوب الناس.
هنا، حيث تتلاقَ الأرواح،
وتتجدّد الذكريات..
يا مِندي اللحم في البهنسا
من قال أنَّه سيتمكَّن من مقاومتك يكذِبْ.
***
مقهى الشجرة: ملاذ الأرواح وظلال الذكريات
حكايات الظِّل
في قلب المدينة، حيث تتشابك الجذور وتتلاقى الفروع، يقع مقهى الشجرة. تحت ظلها الوارف، يجلس الزوار ليهربوا من حرارة النهار. كل ورقة تتمايل تحمل معها نسمة باردة تروي عطش الروح. هنا، يتحدث الناس عن أحلامهم، عن تلك اللحظات التي تُنسج تحت الشجرة، وكأنهم يستمدون من ظلها الحكمة والصفاء.
***
لحن الحياة اليومية
في مقهى الشجرة، يتناغم صوت الفناجين مع أصوات الطيور التي تبني أعشاشها بين الأغصان.
الحياة هنا تسير بإيقاع بطيء،
متناغم،
حيث يروي الزوّار قصصهم بهدوء،
وكأنَّهم يعزفون لحنًا مشتركًا
هنا، تتلاقى الأجيال، يتعلَّم الشِّبان من حُكماء المدينة، ويتبادلون الخبرات والأحلام.
***
مأوى الكُتَّاب والشعراء
تحت الشجرة الوارفة، يجِد الكُتَّاب والشعراء ملاذاً للإبداع.
الأوراق المتساقطِة تتحول إلى صفحات بيضاء، والأغصان المتشابِكة تُشكِّل إلهاماً لنصوص جديدة.
هنا، تتشكَّل الكلمات، تَنسابُْ في هواء المقهى، تنمو كالأغصان وتزهِر كالأزهار.
كل قصيدة تُكتب تحت الشجرة تحمل جزءًا من روحها.
***
حكايا النجوم
مع حُلول الليل، يتحوّل مقهى الشجرة إلى سماء مفتوحة تحت النجوم. الجلسات المسائية تجمع الأصدقاء والعُشَّاق، يتحدَّثون عن أحلامهم تحت سماء مضيئة. النجوم تروي قصصًا قديمة، والأضواء الخافتة تُضفي جواً من السِحر والرومانسية. هُنا، تتلاشى الحواجز، وتذوب المسافات بين القلوب.
***
أغصان التاريخ
مقهى الشجرة ليس مُجرَّد مكان، بل هو ذاكرة حيّة لأجيال مرّت من هُنا. كُلّ غُصنٍ يحمل حكاية، وكُلّ ورقة تحكي عن زمن مضى. هُنا، يحتفِظ الزوّار بذكرياتهم، ويزرعون أحلامهم في تُربة المكان.
المقهى يشهد على تطُّور المدينة، ويظل شاهداً على حُبّ الناس لحياتِهم وأرضهِم.