نص مشترك
سعد الجوير (الكويت)
فتحي أبو النصر (اليمن)
عميق معناك أيها البسيط
العاطفة انبثقت في أعمالك : إنسانا تهفو للحرية وتهفو
الحرية تجلت في زفراتك : فنانا تلامس الخلاص وتتوغل
كنت شاعرا عظيما حتى في ضحكتك
أطلقت خيالك في همومنا
رهيف الحزن
راقي الروح
تورط فيك الشعر ومن زرقتك الفاتنة شرب وتملى
في عطاياك اكتملت رافضا أبهة القصر وصلاجين الجنرال
بريئا كنت تعلمنا أشياء كثيرة أيها الصعلوك
تتقدم ببصيرة حادة وتقطف ضجيج الأغبياء و نشوانا تصفر
برفقتك كانت تكمن الرؤيا ولازالت نبوءاتك تتحقق
كنت المفعم حبا لكنهم بادلوك التنكر والقسوة
كنت تسكن غزارة المطر وكانت أرواحهم قاحلة
هددوك بالخسران إن لم ترضخ وما علموا أن وصاياك تدخل في لحم الهواء
كنت اليقظة المستنفرة لا تزيف أعماقك ولا تستبدلها بالأقنعة مثلهم
قالوا بشعا وما فهموا انك سخرت- بمرارة -من وجهك المجدور بكل أنفة الشاعر
وكبريائه
قالوا رثا ولم يدروا أن أعماقهم هي التي كذلك
لم تتكئ يوما على عصا القبيلة بل اتكأت على هواجسك ولك أن تطمئن
كنت تعيش بقلب الإنسانية كلها
انهمكت في الحفر ولم تتأخر يوما
تعرت بين أصابعك القصيدة
غطتك زقزقات العصافير وعانقك العنب ونبض بك الطيبون
ومازلت ..مازلت في الواجهة
هذه الليلة فقط يابردوني تعزف روحك و توزع فراشات القات
على أحياء (خزيمة)*
وتقول للموتى في الشارع ..الشارع المزدحم بأسمالهم
“لا تنظروا إلينا هكذا
لا نريد أن نموت مبكرا”
هذه الليلة يابردوني
تخرج أصابعهم من الأكفان و تلوح صوب الألم بعشرين عجاف و قدمين لا تمشيان أبعد
من خطوتيهما و تندب صنعاء القديمة أبواب اليهود
خزيمة تلوح من بعيد و تعد الشاي المعتق ..صنعاء تبكي
خزيمة تنتظر الأحباء الذين تغيبوا طويلا
هذه الليلة يابردوني
نولد سبعا و نسكر سبعا و نغني أغنيتك السابعة.
________
* خزيمة أكبر مقبرة في صنعاء ومنها تخرج كل ليلة روح البردوني..