أغادر آخر أسئلتي، وألجُّ إلى توبةٍ روّعتْ كل من سبقوني إلى بابها.
قال لي واقفٌ (ربما حاجبٌ) (كان في الباب):
هل خضتَ، من قبلُ، حرباً ومُتَّ بها؟
خفتُ إن قلتُ: لا، أن أقول: بلى، وتذكرتُ: أن الذين بنوا (كربلاءْ ) سوروها بسنبلة التيه والخيلاء.
تذكّرتُ – أيضاً – بأني أغادرُ أسئلتي، فتذرّعتُ مستغفرا:
بأن الذي كانَ: كانْ
وأوشكتُ أرجع عن غفلتي، وأردّدُ في السر – مستذكرا:
بأن الذي كان منهم، كما لم يكن قـط في.. ( شاهدٍ أثقلته المعاصي فتابْ)
تذكّرتُ أخرى:
بأني ألجُّ إلى توبةٍ. فأعدّتُ السؤال لصاحبه، دونما توبةٍ… أوجوابْ.
كلما أخمدوا في القرار لظى
أوقدوا في الشرار الدخان
* * *
كأني أُساقُ لهاويةٍ، لانهايةَ فيها لمنتحرٍ
ويُساقُ معي من تبقّى على الأرض من شعراءْ
أرى ما ترى النارُ، بعد أنفضاَض مواقدها حفنةً من بقايا تسمى: رمادْ.
أجاهد أن اعتلي شلوّ أيَّ جوادٍ، معادٍ لصهوته من سروج العنادْ
وأعيا…
وأهوي إلى قاعها.
قلتُ: أرجع من حيثُ جئتُ إلى جثّتي،
قبل أن يسطع الصبحُ من شفتي
أرجعُ القهقري….
مقبضاً كفناً. هكذا سأعود!
وهَا… كلُّ أمتعتي !
وأشرتُ إلى قبضتي
قيل كانت بلادا.