شعر ونثر

إغفاءة!

إغفاءة - عبدالودود سيف
إغفاءة - عبدالودود سيف

أغادر آخر أسئلتي، وألجُّ إلى توبةٍ روّعتْ كل من سبقوني إلى بابها.

قال لي واقفٌ (ربما حاجبٌ) (كان في الباب):

هل خضتَ، من قبلُ، حرباً ومُتَّ بها؟

خفتُ إن قلتُ: لا، أن أقول: بلى، وتذكرتُ: أن الذين بنوا (كربلاءْ ) سوروها بسنبلة التيه والخيلاء.

تذكّرتُ – أيضاً – بأني أغادرُ أسئلتي، فتذرّعتُ مستغفرا:

بأن الذي كانَ: كانْ

وأوشكتُ أرجع عن غفلتي، وأردّدُ في السر – مستذكرا:

بأن الذي كان منهم، كما لم يكن قـط في.. ( شاهدٍ أثقلته المعاصي فتابْ)

تذكّرتُ أخرى:

بأني ألجُّ إلى توبةٍ. فأعدّتُ السؤال لصاحبه، دونما توبةٍ… أوجوابْ.

كلما أخمدوا في القرار لظى

أوقدوا في الشرار الدخان

* * *

كأني أُساقُ لهاويةٍ، لانهايةَ فيها لمنتحرٍ

ويُساقُ معي من تبقّى على الأرض من شعراءْ

أرى ما ترى النارُ، بعد أنفضاَض مواقدها حفنةً من بقايا تسمى: رمادْ.

 

أجاهد أن اعتلي شلوّ أيَّ جوادٍ، معادٍ لصهوته من سروج العنادْ

وأعيا…

وأهوي إلى قاعها.

قلتُ: أرجع من حيثُ جئتُ إلى جثّتي،

قبل أن يسطع الصبحُ من شفتي

أرجعُ القهقري….

مقبضاً كفناً. هكذا سأعود!

وهَا… كلُّ أمتعتي !

وأشرتُ إلى قبضتي

قيل كانت بلادا.