وليمة شاهقة
وعرس من نخيل وجمر، وصحراء تصهّد إرثها.
هكذا
حين لم تقبل الساحرة بغير خمسين فارساً لإطفاء
بصيرتها، كان الكائن يختنق بنبيذ ثدييها
كان يذهب في انشطاره
كان متخفياً بفم مكتظ بالفحولة ومزاج الذئب
كان مرتدياً عينين حارقتين كالبهار
كان منتضياً جبيناً كالأعالي
هكذا كان قبل أن ينام علي نخب جمراتها
كان يكمل سيرة يديه حينما داهمته ملعقة الأيام بقطرة من
رنين الجسد وأبهة الرخام
الجسد ذو المعارج، الساطع كالهواء، كان يشبه لمعان الشفرة العالية، وكان يترجم شفرة الرغبات.
كان الكائن يتكثر في أبهة الرخام المصقول الذي يسمي جسداً،
ويتمزغ في الجسد الذي يسمي أبهة الرخام
ساطعاً كان
قبل أن يتفتق النرجس في صحن البرية،
وساطعاً كان
حين رمي غيابه عند مشجب عينين منذورتين للتثاؤب.
ما الذي يتشابه فينا، يقول، وأنت التي كل شيء يقود إليك.
يقول أعلق قلبي من صمت ياقته عند أعتاب عينيك.
قلبي من فرط ياقته يتدحرج في وهج لوعته صارخاً:
من الحرمان
من نص الحنان المكتسب
من تراكم الفتنة
من حمولة الكائن
من القهقهات الحصيفة
من هذيان الشفاه
شاهق هذا الظلام بحيث إن الكائن لم يستطع أن يري صوته الضخم.
مع ذلك،
كان يغني كي يطرد صوت الخوف الذي لمع في هاوية الظلام.
ولما كان الغناء غير كافٍ راح يرتل أسماءها:
أيتها المعشوقة العليا أغيثيني فإني لم أعد أقوي علي أحمال بعضي
إن بعضي يتكثر
إن بعضي يتبدد
إن بعضي يتكسر
إن بعضي يتمدد
إن بعضي ليس يكفيني لأمشي فوق أقدامي ولا يكفي لأرضِ
إن بعضي دائماً يربك ركضي.
نحن نشبهنا في التفاصيل، في ارتباطات خرائبنا، في جنون
احتراقنا، في جرأتنا المحنكة، وفي صهيل خميرتنا. ولكننا
بعد ملعقتين من العواصف والخطوات
وعند منتصف الخليقة
ما بين الكائن وحمولته
عندما تلاصقت أحوالنا في المرآة
عندما ارتبكت شمسنا
وعندما إلخ، إلخ، إلخ…
تكامل واحدنا: في الكلام
وفي السكوت
في الأبراج
في الأجداد
في سلالة النعناع
في ميراث الظلام
في ركامات البصيرة
نحن نتشابه في خطوات يدينا، في انخفاض سمائنا
ونتشابه حتي في اللاتشابه
كم سنحصي لنحدد تشابهنا
وكم سنقول ليحتشد الكلام
في علو خطانا الذي ليس يشبهه أحد،
في علو خطانا التي ليس يشبهها أحد نتراكض صوب المسرة،
نتلو أناشيد قهوتنا
ثم نعلو
ونعلو إلي مطلق القصد.
شدي يديَّ إذن واتبعيني.
أنا ملك الخوف. لا قصر عندي سوي لمعان يديك
علي جسدي.
آه من لوعتي..
آه يا لوعتي!!