شعر ونثر

متسعٌ من الوغـد

عمرو الإرياني - انزياحات
عمرو الإرياني - انزياحات

في هشاشةِ اليقين، في الوقت المطرز بالعويل، في الجلطة التي استهدفت أبي، في حزن أمي المطبوخ على نار هادئة، في شكل الدولة، في البنطال الفاره الفارغ، في صديقي الخالي من الأيديولوجيا والكحول، في اللايك المفخخ، في الغبار يخرج منه القيح، في ساندوتش المجنونة، في الخروج من منفضة السجائر ،في وريدٍ ولحاء شجرة لا تكره أحدْ، في النصف الأيمن من دماغي، في رأس رفيقي اليساري، في العلاقي الذي مساحته 555000كم2، في شكل القات ، في الدبابة التي تربت على دهس الأعزل، في الكرافتة الناظمة للبؤس، في الانتباه المغاير للشفاه، في البوست المنتظر ، في المجيب الآلي لهاتف صديقة لا تجيب، في النظرة الخاطفة والمسترخية للغوط، في السيجارة البنية، في الحرب الأهلية، في السودوكو، في عناد الأسئلة، في المسلسل التركي المعاد، في لوحة البهلوان قبل الأخيرة، في العصفور كما فكر ،في الونشات التي لا ترفع رأسي، في الثورة والثورة المضادة للثورة وفي الثورة المضادة للثورة المضادة، وفي قلب النشوان، في توقيت خجولةٍ لا ترتدي شيئًا سواي، وفي عام ٢٠٢٥ ،، ثمة متسعُ من الوغد. . .

 

***

 

“نشـــــــــــوان”

عمرو الإرياني 

إلى صديقي الشاعر فتحي أبو النصر

ها أنتَ العائدُ بعد منتصفٍ منك

  وقد شربتكَ الأماكنُ

 والكائناتُ التي لا تُرى

 والجبال التي تعرت

 ورمت بقميصها للشمس ،

 فامتلأ بك البحر ،

واستعارت من عينيك الرياحُ

 دفعتها الثانية

ودفتها الأولى ،

 وضمدتَ حنين” لاورا”

 لأديس بابا بلكنتك العدنية الزرقاء

  وغنيت بصوتك الرديء :

“لم يعرفوني في الظلال التي تمتص لوني”

ولم يغنٍِّ معك أحد

وقبلت “جواهر ” التي أضافت لكأسك المنقوصِ نصف الربع وذابت في الزبد

وصاحبتَ الجدار الذي تنحى عنك بهدوء ضامر

وحضنتَ الدَّامـَر

وأنصتَ للُغزِهِ المستدام :

ما الشيء الذي يحتاجه كل شيء ؟

وصافحت الكلبة التي تلاعب القمرَ بين المقاعدِ

 وبكيت من مسامك المفتوحة للألوان حتى الهذيان

 وكتبت بعصارة الليمون أسماء الأصدقاء

 الأصدقاء الذين غابوا

عن أصابع قلبك النشوان .