[1]
لم تودعنا الحرب بعد/ مازالت تجري خلفنا/ كل قتيل يتكرر في روحي/ أنا ورفيقي الأخير لم نعد نضحك.
لهذا المساء أغنية خبيثة/ لهذا الفقد رائحة الجيف.
تعالي أيتها الذئاب وانقذينا مجددًا/ نكتب بقسوة ونحن نرتعش.
يكبر العواء حتى في قطرات المطر/ سبتمبر الموحش جعلنا بين الوهم والحقيقة.
كل شيء محاط بالخذلانات/ قطاع الطرق يكتبون قصائد نثر/ سأوقد الحطب وأشتم أولاد الحرام.
صنعاء تخلت عن صنعاء/ صنعاء رؤوفة مع الريح والغبار والقتلة.
خطواتي فارغة من المعنى/ الخوف هو الشرف الوحيد المتبقي في المرحلة.
الرومانسية في المنفضة/ الوقت رطب ودبق كعرق ديكتاتور.
من الذي سيعيدنا إلى الحقول التي حاصرها النسيان؟
[2]
مثل شجرة قديمة نسقط فجأة ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والقذائف/ نترنح في الشظايا بدون حواس/ الوجوم سيد المرايا والذل.
طيور خرساء/ همهمات حامضة لأشباح.
تطردنا الأرصفة وليس من الوعي أن تسأل الحبيبات عن ذنوبهن/ نذرف العمر كله مثل جدات هرمات.
تأوهات قطة الحي الجائعة تطاردني/ شاحنة حربية غريبة دهستها.
كان الوقت أصفر ولطالما تلاقينا عند النبع السري مع أغنامنا البريات/ كانت القبيلة لا ترانا جيدًا/ هربنا باتجاه لا نعرفه.
كان الحزب يسقط/ كان الجيش في خيانة إجبارية.
لا شيء أقبض عليه سوى جنوني/ يلتبس البن في الأقاصي/ يهيئُنا القات لليتم الأخير/ يمانيون يشعرون بالامتنان من البكاء.
الحرب سوء فهم خرقاء تمامًا كالأطفال في زمن البوبجي وما بعد العولمة.
اللاشيء مزدحم وأمي تخبز البراءات الطويلة/ مشينا في العزلة الأبدية وما تبقى من أصدقائي مازالوا يلهثون خلف صرخاتهم الدخانية فقط.
صنعاء – القاهرة