شعر ونثر

من نصوص المس والكآبة

فتحي أبو النصر - انزياحات
فتحي أبو النصر - انزياحات

 

 

[1]

 

لم تودعنا الحرب بعد/ مازالت تجري خلفنا/ كل قتيل يتكرر في روحي/ أنا ورفيقي الأخير لم نعد نضحك.

 

لهذا المساء أغنية خبيثة/ لهذا الفقد رائحة الجيف.

 

تعالي أيتها الذئاب وانقذينا مجددًا/ نكتب بقسوة ونحن نرتعش.

 

يكبر العواء حتى في قطرات المطر/ سبتمبر الموحش جعلنا بين الوهم والحقيقة.

 

كل شيء محاط بالخذلانات/ قطاع الطرق يكتبون قصائد نثر/ سأوقد الحطب وأشتم أولاد الحرام.

 

صنعاء تخلت عن صنعاء/ صنعاء رؤوفة مع الريح والغبار والقتلة.

 

خطواتي فارغة من المعنى/ الخوف هو الشرف الوحيد المتبقي في المرحلة.

 

الرومانسية في المنفضة/ الوقت رطب ودبق كعرق ديكتاتور.

 

من الذي سيعيدنا إلى الحقول التي حاصرها النسيان؟

 

 

 

[2]

 

مثل شجرة قديمة نسقط فجأة ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والقذائف/ نترنح في الشظايا بدون حواس/ الوجوم سيد المرايا والذل.

 

طيور خرساء/ همهمات حامضة لأشباح.

 

تطردنا الأرصفة وليس من الوعي أن تسأل الحبيبات عن ذنوبهن/ نذرف العمر كله مثل جدات هرمات.

 

تأوهات قطة الحي الجائعة تطاردني/ شاحنة حربية غريبة دهستها.

 

كان الوقت أصفر ولطالما تلاقينا عند النبع السري مع أغنامنا البريات/ كانت القبيلة لا ترانا جيدًا/ هربنا باتجاه لا نعرفه.

 

كان الحزب يسقط/ كان الجيش في خيانة إجبارية.

 

لا شيء أقبض عليه سوى جنوني/ يلتبس البن في الأقاصي/ يهيئُنا القات لليتم الأخير/ يمانيون يشعرون بالامتنان من البكاء.

 

الحرب سوء فهم خرقاء تمامًا كالأطفال في زمن البوبجي وما بعد العولمة.

 

اللاشيء مزدحم وأمي تخبز البراءات الطويلة/ مشينا في العزلة الأبدية وما تبقى من أصدقائي مازالوا يلهثون خلف صرخاتهم الدخانية فقط.

 

صنعاء – القاهرة