كان اللون أزرق
في البدءِ يكتبنا اليقينْ
نصحوا على الشرفاتِ ورداً أحمراً
ويداً تحيّي العابرينْ…
في البدءِ نكتشفُ القصيدةَ خلسةً
ويشُدنا الإيقاعُ نحو الله
نوغلُ في المجازِ ونقتفي آثارنا
ها نحن نختصرُ القصيدةَ قُبلةً
ونزُجُّ كل مرافئ السفنِ القديمةِ
نحو عناقنا المشدوه بالأنداءْ…
***
في البدءِ
كان اللون أزرقْ
والسماء قريبةٌ جداً
وكنا نقطف الغيمات أحياناً
وتقطفنا أغانينا
ويقطفنا الجنون…
في البدءِ كان دمي صبياً طيباً
والوجدُ كان معلّقاً كتميمةٍ
في صدرِ هذا السهو
كانْ..
وكان سرُ الخلقِ مرسوماً على هذا الجبينْ!
***
شابَ الصبيُّ
وذابَ
في ملحِ الحياةِ كقطرةٍ نَسِيتْ
فصاحتها
وأثقلها وداعٌ كالحٌ
وهَوَت على الصحراءِ
والصحراءُ لعنتُها الضياع.
فكيف ضاعَ العمر يا ليلى..
وكيف أضعتُ وجه الله والكلمات
في غبشِ القصيدةْ؟!
***
أنا والقصيدةُ
والهوى وحبيبتي ضِعنا
بعيداً في ضبابِ السعي،
ألفُ يدٍ تودّعنا
وألفُ سفينةٍ غرقى
ورؤيا لا تجيءُ هنا وذاكرةٌ عنيدةْ
ونحن العراةُ القادمونَ من الصحارى
نكتسي أوجاعنا،
أسمالنا،
وندقُ باب مدينة صماء
يقتلنا انتظارٌ مُزمنٌ
ثَقبٌ بحجمِ القلبْ
عيوننا مفتوحة ٌ..
مقروحةٌ أجفانُنا
يا رب الصحارى، يا إله الطيبينْ
من أين نأتِي نحو شاطئك الرحيمْ..
ومن سيهدي في محيطِ الشكِ والذكرى
مراكبنا الوحيدةْ..
ومتى تؤوبُ قلوبُنا من رحلةٍ في الغيبْ؟
أيُّ مدينةٍ مولاي تُدخلُنا
سئمنا الحزنَ والنسيانَ والغَصصَ الشريدةْ
يا ربَ هذا البدء والترحال
والشوق المقدسْ..
هل تـُرى ضِعنا؟
وهل جوعُ الصحارى موحشٌ حقاً…
هل عتبُ الحبيبِ سوى غرامْ؟
وهل أتى نبأ الذين سعوْا وتاهوا
في عناقِ العاشقينْ…؟!
….
2012-06-4
نشرت القصيدة في ذات العام