عمار النجار: عمق المشاعر الإنسانية وجمال الطبيعة
باسم المحرر الثقافي لمنصة انزياحات، يسعدني أن أقدم للقارئ العربي هذه المختارات الشعرية من الشاعر اليمني المبدع، الذي تألق في سماء الشعرية المكثفة التي تشبه شعر الهايكو الياباني. قبل الحرب، كان الشاعر يملك مؤسسة الشرق، التي كانت منارة للثقافة والإبداع في اليمن، وصار لاجئا في دولة الاكوادور جراء الانقلاب الحوثي الغاشم على الشرعية واسقاطه للعاصمة صنعاء. إن شعره ينسج بين الكلمات لوحات فنية تعكس عمق المشاعر الإنسانية وجمال الطبيعة. نقدم هذه المختارات بفخر، داعين القارئ إلى التمتع برحلة شعرية غنية ومتنوعة تبرز الروح اليمنية الأصيلة في أجمل صورها.
**
رهــــان
يتراهن حطابـان
يخسر أحدهما فأسه
فتبتهــج شجــرة
يتراهن شحاذا ن
يخسر أحدهما زوجته
فتبتهج ا لأماسى الباردة
***
يتراهن ملكــان
كلاهما يخســر مملكتــه
فتعم البهجـــة
***
تتراهن الحياة مع الموت
نخسر متعة الرهــان
وتوارب البهجة نوافذها
المهتـرئة
الفـــرح
***
الطائر دخل من النافذه
الطائر خرج من النافذة
بين دخوله وخروجه
نقر قبعاتهم جميعاً
إلا أنــا
ربما لأنى كنت بلا قبعه
ربما لأنى ماكنت معهم
***
سيعود الطائــر
سيجدهم قد غادروا
والنافذة
سيجدها موصدة
***
درب يتسع
للكلاب المتشردة
وأنا من يتســـع لي
فتاة تحزن
على الكلاب المتشردة
وأنا من سيحزن عليْ
**
لاعصفـور فى اليــد
لا عَشرةَ على الشجــرة
فــراغ بهيج
ولاشجرة أيضا
***
ثمة صَدَفة
رأت السر
الذى لم يره أحد
إنها الصَدَفةً
التى لم يرها أحد
ثمة صَدَفة طوت
كل المحيطـات
هرباً من وجع يتورم
فى أحشائهـا
..وبحثاً عن لؤلؤة
تخاصرات الرجل والصخر
//
الأنسـان الأول
ضاجـع حجـراً
فصارت أمرأة
.. واليوم
أضاجع أمرأة
فتصـير حجـرا
***
اتبنى صخـرة
ولا
أصحو إلا فى
حضنهـا
***
اليد أكثـر من شاغرة
المسـاء أوحش من عـدم
الصخرة طريق
وحيــــــد
الى عوالـم
لدنــة
***
أصيــر ذئبــاً
فتكتمـل آدميتى
فهل أتحجـر
لأصيــــر
حركةً
مطلقة
***
هذه الصخـرة الكبيرة
التى يسمونهـا رأسي
تتلون بأوجاع باهتة
أدق بها
جدار الأبدية الرخو
فيتكسـر الجدار
وتسيل رأسي
***
أضاجع صخرة
من جديد
الصخرة التى تنبت
فى حافتهـا
عشبة رمادية
بعد وهلة
ذلك الرمـاد
هـو أنـــــــا
***
على هذا القلب
تفتتت كل صخـور العالم
أما صخرة القلب
فلم تتفتت
إلا على الخيط
الواهى
للابتسامةالشاحبة
لميت..
***
أنقش قصيدة ما
على صخرةٍ سوداء
بعد مليون عام
رعـشة ما
تَـنُـد عن صخـرة
مجهولة
***
أمشى على الصخر
أسكن داخل الصخـر
أحلم بالصخور
وسيكون تابوتى
صخرة ملسـاء..
كيف لى أن أرى
أبعـد من اليباس
***
مرة تدحرجت
صخرة كبيرة
وسحقت المدينة ..
لعلهم حزنوا على الأجساد
المسحوقة
لكن أحداً لايدرى
أن الدم الذى يلطخ الصخرة
من نزيف جراحها
الدفينة…
***
عبثاً أحاول التصخـر
..كلما خشيت مصيرى
الداكن
هتَفتْ فىّ صخرة:
لاتهدّم جدران الوقـت..
***
كـان الانسـان صخـراً
وسيعــود صخـراً
ثم يدركه السرمـــد
ثم لا يدركه شـيء
***
شجرة سرخسية
تشمخ عالياً
كأنما لاشىء
يستحق
بالأسفــل
***
كان السرخس
وكانت الأرض
جافةً
إلا من هذه
الألفـة المجنونــة
***
كان السرخس
يتمايل بموازاة
الأزل ،
للأزل طيبته
فى احتواء
أشيـاء الزوال
حيث لامعنى للسرمدية
بدونـه