يا لهذي البلادِ الحزينةِ
مذْ خُلقتْ وهي واقفةٌ
في مهبِّ الرماحِ
تباهي بتأريخها والجراحِ
ولا فرقَ إن خيَّمَ الليلُ من فوقها
أو تأخرَ عنها الصباحُ
فليستْ على أحدٍ حاقدةْ.
بلدٌ صدرها حينَ تفرحُ شلَّالُ
نزفٍ كثيفٍ
وأيامها حينَ تحزنُ مقبرةٌ باردةْ.
بلدةٌ تركَ الفأرُ أحفادهُ
يحرسونَ مداخلها ومخارجها
منذُ غادرها الأهلُ إلَّا القليلُ
فهمْ حصةُ الفأرِ حاكمها الأبدي
وزادُ سلالتهِ “الماجدةْ” .
بلدٌ مؤمنٌ بالرسالةِ يأكلهُ المرسلونَ
وممتثلٌ للقيادةِ
يطحنهُ الحاكمونَ
وأعداؤهُ والرفاقُ
وحراسهُ واللصوصُ
ينامونَ في غرفةٍ واحدةْ.
يا بلادي التي يتوزعُ بينَ شفاهِ
العدا لحمها
منذُ ألفٍ ونيفٍ
أما حانَ أن تتركي لبنيكِ
ولو عظمةً أو قليلاً
من اللحمِ في المائدةْ؟.
يا بلادي التي ليسَ تشبهُ
إلَّا الطغاةَ
وما أدخلتْ لمخادعها
كلما مسَّها الضرُّ
إلا الغزاةَ
ويوجعني يجرحُ الروحَ
هذا الرثاءُ الصريحُ
ولكنهُ الحبُ
ظلٌ يعيشُ بلا فائدةْ.
يا بلادي التي أشهرتْ صوبَ قلبي بنادقها
وأنا عاشقٌ تتساقطُ
أيامهْ في رحابكِ
في بابِ قلبكِ
حتى يثيرَ عواطفكِ الراكدةْ.
أما حانَ أن تخلعي عنكِ ثوبَ الضحيةِ
إن المسافاتِ أفعى
وحمراء عينُ الدروبِ
ومنْ حولنا للجهاتِ مآربها…
يا بلادي لقدْ سئمتْ من سوادِ
معاطفها الذكرياتُ
وأنتِ وإن أثخنتكِ الحياةُ
فلازلتِ بالمشتهى واعدةْ.
…