شهدت الأغنية اليمنية تطورًا كبيرًا خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني، خاصة عبر الوسائل الإعلامية التي كانت تحت سيطرته مثل إذاعة وتلفزيون عدن. كانت هذه الفترة مزدهرة من الناحية الفنية، حيث لعبت دورًا كبيرًا في نشر الأغنية اليمنية وتعزيز الهوية الثقافية اليمنية.
كانت إذاعة عدن الثانية على مستوى الوطن العربي، وتلفزيون عدن واحدًا من أرقى وأقدم التلفزيونات العربية. قدمت هذه الوسائل الإعلامية منصة للفنانين اليمنيين لنشر أعمالهم، سواء الوطنية أو القومية أو الرومانسية. كان البث الإذاعي والتلفزيوني لعدن مصدرًا مهمًا لإيصال الموسيقى اليمنية إلى الجمهور المحلي والعربي.
ولقد لعب الحزب الاشتراكي اليمني دورًا محوريًا في تطوير البنية التحتية الثقافية والفنية في اليمن. عمل على توفير الموارد والدعم اللازم للفنانين والإذاعيين والموسيقيين، مما أدى إلى ازدهار الفن والموسيقى في تلك الفترة. كان الحزب ملتزمًا بتعزيز الثقافة اليمنية وتقديمها للعالم بطريقة احترافية ومنظمة.
كان أهم الفنانين اليمنيين في تلك المرحلة:
1. أبو بكر سالم بلفقيه: يعتبر واحدًا من أبرز الفنانين اليمنيين في تلك الفترة، حيث قدم العديد من الأغاني الوطنية والرومانسية التي لاقت شهرة واسعة.
2. فرسان خليفة: من الفنانين الذين أثروا في تطوير الموسيقى اليمنية وكان لهم حضور قوي على الساحة الفنية.
3. محمد سعد عبدالله: قدم العديد من الأغاني التي ما زالت تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وكان له دور بارز في نشر الأغنية اليمنية على المستوى العربي.
4. كوكب حمزة: من الفنانات اللواتي ساهمن في نشر الأغنية اليمنية، حيث قدمت أعمالاً موسيقية متميزة.
5. علي بن علي الأنسي: كان له دور كبير في تطوير الأغنية اليمنية من خلال أعماله المميزة التي انطلقت من عدن.
غير ان هناك عديد من التحديات التي واجهت الفنانين:؛فرغم الدعم الكبير من الحزب الاشتراكي، واجه الفنانون اليمنيون تحديات عديدة، خاصة من قبل الجماعات المتطرفة مثل الإخوان المسلمين، الذين قاموا بتكفير العديد من الفنانين ومحاربة الفن والثقافة. كانت هذه الجماعات ترى في الموسيقى والفن تهديدًا لأفكارهم المتشددة، مما أدى إلى محاولات لإسكات الأصوات الفنية؛بل وتكفيرها .
لقد كانت فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني مرحلة ذهبية في تاريخ الأغنية اليمنية. من خلال الدعم الكبير للفنانين والإعلام، تمكنت اليمن من تقديم تراثها الموسيقي الغني إلى العالم. ورغم التحديات، استطاع الفنانون اليمنيون أن يتركوا بصمة لا تُمحى في ذاكرة الفن العربي.