يقول الشاعر فتحي أبو النصر رئيس تحرير موقع انزياحات الثقافي الاجتماعي السياسي المستقل، لـ”العربي الجديد”: “إن اليمن البلد الذي يزخر بتراث ثقافي وفني غني، يعاني الآن من تدهور شديد في المجال الفني بسبب ممارسات المليشيات الحوثية، هذه الجماعة التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، تفرض قيوداً صارمة على الفن والفنانين، مما يؤدي إلى تجفيف منابع الإبداع والفرح في المجتمع اليمني”.
وأكد أبو النصر أن منع الحوثيين للفن والغناء في اليمن، حتى في الأعراس، يعد تعدياً صارخاً على حقوق الإنسان وحرية التعبير، وبدلاً من السماح للفنانين بالتعبير عن أنفسهم والمساهمة في إثراء الثقافة اليمنية، تفرض المليشيات ما تسميه “الزوامل” – وهي أهازيج حربية كانت تستخدمها القبائل اليمنية قديماً، هذا الاتجاه الإقصائي يحرم اليمنيين من التنوع الثقافي والفني الذي يعبّر عن تطلعاتهم وآمالهم في السلام والتطور”. وأشار إلى أن جماعة الحوثيين تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور الثقافي، فهي “لا تمنع الفنانين من ممارسة فنهم فقط، بل تعتقلهم وتكفرهم أيضا، مما يعرض حياتهم للخطر ويقتل الروح الإبداعية في المجتمع، هذه التصرفات تخلق بيئة خانقة، تقمع كل مظاهر الحياة الجميلة وتغذي ثقافة الحرب والدمار”.
وأشار أبو النصر إلى أنه على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أن “تدين هذه الممارسات وأن تعمل على حماية الفنانين والمفكرين اليمنيين من بطش المليشيات الحوثية، ويجب أن تكون هناك جهود جدية لإيقاف هذا العبث الثقافي، وضمان حق الشعب اليمني في التعبير عن نفسه والتمتع بحياة كريمة مليئة بالسلام والفرح”.