أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم المانحة لجائزة نوبل قبل ساعات اليوم الخميس فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل في الأدب لعام 2024 “لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية”.
وأشارت الأكاديمية في بيانها إلى أنه منذ صدور مجموعتها القصصية الأولى “حب يوسو” عام 1995، جلبت هان كانغ الانتباه إليها لتصويرها المأسأة الإنسانية بلغة شعرية، بحسب توصيفات النقّاد، وتركيزها بشكل بارع على ضوء خافت يمكن الوصول إليه عند هاوية اليأس فقط.
في مجمل أعمالها، تواجه هان كانغ الصدمات التاريخية ومجموعات الأعراف والقواعد المجتمعية غير المرئية، وفي كل من أعمالها تكشف عن هشاشة الحياة البشرية، ولديها وعي فريد بالعلاقات بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، وقد أصبحت بأسلوبها الشعري والتجريبي مبتكرة في النثر المعاصر، حسب تعبير الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل.
ولدت هان كانغ في عام 1970 في مدينة غوانغجو في كوريا الجنوبية، وانتقلت مع عائلتها إلى سول في سن التاسعة. تأتي من خلفية أدبية، إذ كان والدها روائيًا مشهورًا. بجانب كتاباتها، كرست نفسها أيضًا للفن والموسيقى، وهو ما ينعكس في إنتاجها الأدبي كله، كما لاحظ رئيس لجنة الجائزة أندرس أولسون.
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم بعد الإعلان عن الفائز: “تمكنت من التحدث إلى هان كانج عبر الهاتف. بدا الأمر وكأنها تعيش يوماً عادياً – فقد انتهت للتو من العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة حقًا لهذا، لكننا بدأنا في مناقشة الاستعدادات لشهر كانون الأول/ ديسمبر”، عندما سيتم تقديم جائزة نوبل لكانغ.
وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).
ولاحظت الأكاديمية السويدية أن “أعمال هان كانغ تتميز بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والعذاب الجسدي، في ارتباط وثيق بالفكر الشرقي”. وقال رئيس لجنة نوبل أندرس أولسون للصحافيين إن الكاتبة المولودة في 27 تشرين الأول/ نوفمبر 1970 في غوانغجو بكوريا الجنوبية، تتمتع “بوعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، ومن خلال أسلوبها الشعري والتجريبي، تعتبر مبتكرة في مجال النثر المعاصر”.
وحققت هان كانغ التي تقيم في العاصمة سول، نجاحا عالميا بروايتها “النباتية”The Vegetarian الصادرة عام 2007 التي فازت بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2016. وتصور الرواية المؤلفة في ثلاثة أجزاء العواقب العنيفة لرفض بطلة الرواية يونغ هاي أكل اللحوم، مما جعل محيطها ينبذها بقساوة.
وكرّست هان كانغ نفسها للفن والموسيقى أيضا، إلى جانب الكتابة، وهو ما ينعكس في مجمل نتاجها الأدبي.
وباتت هان كانغ أول كورية جنوبية تفوز بجائزة نوبل الآداب، إلاّ أن الرئيس السابق كيم داي جونغ الذي تولى السلطة بين 1998 و2003 سبقها عام 2000 إلى نيل جائزة نوبل، ولكن تلك المخصصة للسلام، عن “جهوده من أجل السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية”.