-
نحن، كأبناء الوطن اليمني القومي، ندين بشدة هذا العمل الجبان الذي استهدف امرأة يمنية مناضلة.
-
كانت على موعد مع تقديم شهادتها أمام العالم حول فضائح الزينبيات.
-
اعتقلوها من بين أطفالها لأنها تطالب بالراتب وتحارب فساد المشرفين
هزت الأوساط اليمنية حادثة اختطاف الإعلامية الشجاعة فجر اليوم الخميس سحر الخولاني، التي جسدت بموقفها الجريء صوت الحقيقة في مواجهة الظلم والفساد الذي تمارسه ميليشيا الحوثي في اليمن. إن اختطافها جاء على خلفية إدانتها للمعاملة العنصرية التي تمارسها هذه الميليشيا ضد اليمنيين، وخاصة كشفها لممارسات الزينبيات اللواتي يستغلن مناصبهن في الإساءة للنساء اليمنيات.
نحن، كأبناء الوطن اليمني القومي، ندين بشدة هذا العمل الجبان الذي استهدف امرأة يمنية مناضلة، اختارت أن ترفع صوتها عالياً ضد الظلم في ظل قمع متزايد ومحاولات متكررة لإسكات كل من يجرؤ على فضح فساد الحوثيين. سحر الخولاني لم تكن مجرد إعلامية، بل رمزا للمقاومة المدنية، تتحدى بكل شجاعة الظلام الذي تفرضه هذه الميليشيات على العاصمة صنعاء.
إن ما تعرضت له سحر ليس مجرد حادثة فردية، بل هو جزء من سلسلة متواصلة من الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا ضد كل صوت معارض لسياساتها الدكتاتورية. إن استهداف النساء تحديداً يُظهر مدى الانحدار الأخلاقي الذي وصل إليه الحوثيون، فهم لا يتورعون عن استخدام أساليب الترهيب والاعتقال لإسكات من يجرؤ على الوقوف في وجههم. هذا العمل البغيض يعكس عمق الأزمة التي تعيشها اليمن اليوم تحت حكم هذه الجماعة المسلحة، التي لا تحترم أي من الأعراف الإنسانية أو القيم الوطنية.
سحر الخولاني التي دافعت عن كرامة اليمنيات وعن حقوق المواطنين في صنعاء، كانت على موعد مع تقديم شهادتها أمام العالم حول فضائح الزينبيات، تلك المجموعة التي تمثل وجها آخر للقمع الحوثي، حيث تُستخدم النساء في ممارسات السيطرة والرقابة على المجتمع بأساليب غير أخلاقية. ولذا فإن اختطافها قبيل إفصاحها عن تلك الجرائم يعكس الخوف الكبير الذي يشعر به الحوثيون من كشف الحقائق أمام الملأ.
اعتقلوها من بين أطفالها لأنها تطالب بالراتب وتحارب فساد المشرفين .
نحن نقف اليوم مع سحر الخولاني، ومع كل إعلامي وإعلامية يرفعون أصواتهم في وجه الظلم والفساد. ونقول للميليشيا الحوثية إن الشعب اليمني لا ينسى، وإن أفعالكم لن تمر دون حساب. إن تحرير اليمن من براثن الاستبداد الحوثي يبدأ بمثل هذه الأصوات الشجاعة التي لا تخشى التهديد ولا الاستبداد.
كما ندعو كل القوى الوطنية والقومية في اليمن إلى الوقوف صفاً واحداً لإدانة هذا الاعتداء السافر على الإعلامية سحر الخولاني، وندعو كل المنظمات الحقوقية والإعلامية إلى التضامن الفعلي معها والضغط على هذه الميليشيات للإفراج عنها فوراً دون أي قيد أو شرط. يجب ألا تمر هذه الجريمة مرور الكرام، ويجب أن يُحاسب مرتكبوها على أفعالهم، وأن يُسائلوا أمام العدالة، مهما طال الزمن.
وفي السياق ندعو جميع الشرفاء في الداخل والخارج إلى تكثيف الجهود لإنقاذ سحر الخولاني، وإعادتها إلى أهلها سالمة، وضمان أن تظل حرية الإعلام والرأي حقاً مقدساً لا يمكن لأي جهة كانت أن تنتهكه.
إن اليمن بحاجة ماسة اليوم إلى كل صوت حر، وإلى كل قلم يكتب من أجل كرامة الإنسان اليمني وحقوقه.
إن صنعاء، عاصمة اليمن التاريخية المخطوفة، لا يمكن أن تستمر في تحمل هذا العبث والظلم إلى الأبد. يجب أن يعرف الحوثيون أن القمع لن يسكت أصوات الحقيقة، وأن هناك دائماً من سيقف لمواجهة الاستبداد والكشف عن الفساد والجرائم التي ترتكب في حق الوطن والمواطنين.
لا للصمت، لا للتواطؤ مع الظلم. سحر الخولاني تمثلنا جميعاً، وواجبنا الوطني والأخلاقي أن نكون صفاً واحداً في الدفاع عنها وعن كل من يسعى لتحقيق العدالة في اليمن.
صادر عن: