في مدينة عدن، لم تكن ليلة الأمس كسابقاتها، فقد شهدت مأساةً مروعة هزّت أركان المدينة وأدخلتها في حالة من الصدمة والحزن العميق. اندلع حريق هائل في إحدى محطات الوقود، بشارع التسعين ،مما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية مفجعة. ألسنة اللهب التهمت كل ما في طريقها، مخلفة وراءها أكثر من عشرين ضحية بين قتيل وجريح، وأحرقت عشرات المركبات التي كانت متوقفة في المكان.
كان السبب وراء هذا الحريق المأساوي هو الإهمال والتسيب الذي بات يهدد حياة المواطنين في كل لحظة.. فمن دون مراعاة لأدنى معايير السلامة والأمان، تُدار هذه المحطات في ظروف غير ملائمة، حيث تتكدس المركبات وتتحرك بين الأرجاء دون تنظيم أو رقابة، وكأن أرواح الناس وممتلكاتهم أصبحت رهينة بيد الفوضى.
هذه المأساة تعكس مشكلة أعمق، فهي ليست حادثا معزولا، بل هي نتيجة للتسيب المستمر في إدارة الخدمات العامة والبنية التحتية. فعدم وجود رقابة فعالة وإجراءات صارمة للسلامة يؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث الكارثية التي تحصد أرواح الأبرياء وتدمر ممتلكاتهم.
إن ما حدث في عدن يجب أن يكون جرس إنذار يدق في آذان كل المسؤولين والمجتمع، ليعيدوا النظر في كيفية إدارة هذه المرافق الحيوية. فالأمر لم يعد يتعلق بمسألة إدارية فقط، بل أصبح قضية اجتماعية كبرى تتعلق بأمن وسلامة المواطنين.