أخبار

استقالة جماعية لعميد وأساتذة كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار بسبب اعتداءات نجل رئيس الجامعة

قدم عميد وأساتذة كلية العلوم التطبيقية بجامعة ذمار اليوم استقالتهم إلى رئيس الجامعة المعين من قبل مليشيا الحوثي، وذلك بسبب اعتداء وتهجم نجل الأخير على كوادر الكلية وموظفيها. وكشفت وثيقة نشرها المصدر اونلاين عن استقالة عميد الكلية، فهمي سعيد مقبل، وسبعة من رؤساء الأقسام والعاملين في الكلية، مشيرين إلى أن سبب الاستقالة هو صعوبة تسيير أعمال الكلية، في إشارة إلى الفوضى والاعتداءات التي تعرضوا لها.

وأكدت مصادر أكاديمية لـ”المصدر أونلاين” أن حسن محمد محمد الحيفي، وهو طالب دراسات عليا، قام بالاعتداء اللفظي والجسدي على مدير إدارة الدراسات العليا بالكلية، وليد عبدالرزاق، كما قام بشتم وإهانة عميد الكلية ونوابه.

الدكتور محمد الحيفي رئيس جامعة ذمار المعين من قبل جماعة الحوثي

كما قام محمد الحيفي، رئيس الجامعة، بالنزول إلى الكلية وشتم عميد الكلية ووبخه على الإجراءات التي اتخذتها لجنة العقوبات بحق نجله، مما اضطر قيادة الكلية إلى تقديم الاستقالة.

 

وثيقة الإستقالة

 

 

السيكولوجية النفسية لهؤلاء المعتدين
المحرر الاجتماعي

“ما يحدث في جامعة ذمار هو نموذج صارخ للفوضى والانحدار الذي تعيشه العديد من المؤسسات في ظل الهيمنة الحوثية.”
….
هذا الوضع يعكس حالة من الفساد والانحطاط التي تجتاح بعض المؤسسات التعليمية في اليمن تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ويثير غضباً كبيراً لدى كل من يسعى لبلد يحترم القانون ويضمن العدالة والمساواة للجميع. فما يحدث في جامعة ذمار، عندما يقدم عميد وأساتذة كلية العلوم التطبيقية استقالتهم الجماعية بسبب اعتداءات نجل رئيس الجامعة، هو دليل قاطع على انهيار القيم الأكاديمية والمهنية في هذه المؤسسة، واستبدالها بمنطق القوة والابتزاز.
لتفهم هذه التصرفات علينا أن نتعمق في سيكولوجية الأفراد الذين يتصرفون بهذا الشكل، كحسن محمد محمد الحيفي، نجل رئيس الجامعة، وأمثاله من المستفيدين من الوضع الراهن في اليمن. هذه الشخصيات غالباً ما تشترك في سمات نفسية متشابهة تجعلهم يتصرفون بلا أي احترام للأعراف والقوانين.

1. الشعور بالتفوق الزائف: هؤلاء الأفراد غالباً ما يشعرون بتفوق زائف يجعلهم يعتقدون أن لهم الحق في ممارسة السلطة والتجاوزات دون خوف من العقاب. هذا الشعور بالتفوق ينشأ من الانتماء إلى شبكة قوة تحميهم، سواء كانت عائلية أو سياسية. في حالة الحيفي، استغلاله لمنصبه ومنصب والده يظهر شعوراً واضحاً بأنه فوق القانون وأنه قادر على التصرف بأي طريقة دون أن يتعرض للعقوبة.

2. انعدام الأخلاق المهنية: يفتقر هؤلاء الأفراد إلى أي التزام بالأخلاق المهنية أو الأكاديمية. في جامعة ذمار، يتجلى ذلك في الطريقة التي تعامل بها الحيفي مع عميد الكلية وزملائه. إذ ليس هناك أي اعتبار لكرامة الآخرين أو لواجبات المنصب الذي يشغله. هذا النقص في الأخلاق المهنية ينبع من الاعتقاد بأن المنصب أو النفوذ الذي يتمتع به يعطيه الحق في تجاهل القيم والقوانين.

3. النرجسية المفرطة: النرجسية هي سمة مشتركة بين هذه الشخصيات. هؤلاء الأفراد غالباً ما يرون أنفسهم كمركز للكون، ويعتقدون أن جميع الأمور يجب أن تدور حول رغباتهم واحتياجاتهم. في سياق جامعة ذمار، نرى هذا في تصرفات حسن محمد محمد الحيفي، حيث أنه لم يتحمل أي انتقاد أو عقوبة موجهة إليه، بل رد بعنف على كل من اعتقد أنهم وقفوا في طريقه.

4. التعلق بالسلطة والسيطرة: هؤلاء الأفراد غالباً ما يكونون مدمنين على السلطة والسيطرة. لا يستطيعون تحمل فكرة أن يفقدوا السيطرة على الآخرين أو أن يتعرضوا لأي تحدي لسلطتهم. تصرفات رئيس الجامعة ونزوله إلى الكلية لتوبيخ العميد تعكس هذا التعلق المرضي بالسلطة. إذ لم يستطع أن يرى ابنه يتعرض للعقوبة دون أن يتدخل ليعزز سيطرته ويثبت قوته على الآخرين.

5. العدوانية والتصرف العنيف: العدوانية والتصرف العنيف هي سمة أخرى لهؤلاء الأفراد. عندما يشعرون بأن سلطتهم أو نفوذهم مهدد، يلجأون إلى العنف، سواء كان لفظياً أو جسدياً، كما حدث في الاعتداء على مدير إدارة الدراسات العليا. هذه العدوانية ليست فقط وسيلة لفرض السيطرة، بل هي أيضاً انعكاس للخوف الداخلي من فقدان النفوذ أو التعرض للانتقاد.

6. الافتقار إلى الندم والشعور بالذنب: هذه الشخصيات نادراً ما تشعر بالندم أو الذنب على أفعالها. فهم يبررون تصرفاتهم على أنها حق طبيعي لهم أو أنها ضرورية للحفاظ على مكانتهم. في حالة حسن الحيفي، يمكننا أن نفترض أنه لا يشعر بأي ذنب تجاه تصرفاته العنيفة، بل قد يرى نفسه ضحية لظلم الآخرين الذين لم يعترفوا بمكانته “المستحقة”.
**”
انعكاسات هذه السيكولوجية على المجتمع

هذه السلوكيات النفسية المرضية لا تؤثر فقط على الأفراد المحيطين بهؤلاء الأشخاص، بل تتسبب في تآكل نسيج المجتمع بأكمله. عندما يصبح الفساد والمحسوبية والعنف هو القانون السائد، فإن الأفراد الذين يحاولون الحفاظ على النزاهة والشرف يواجهون تحديات هائلة. كما أن الأجيال القادمة قد تتأثر سلبياً، حيث يمكن أن يصبح هذا النمط من السلوك هو “الوضع الطبيعي” في عيونهم، مما يؤدي إلى المزيد من الفساد والانحدار الأخلاقي.
إن ما يحدث في جامعة ذمار هو نموذج صارخ للفوضى والانحدار الذي تعيشه العديد من المؤسسات في ظل الهيمنة الحوثية. هذه الحادثة ليست مجرد مشكلة تعليمية، بل هي مرآة تعكس الحالة النفسية المتأزمة التي يعيشها المجتمع تحت وطأة الفساد والمحسوبية والاعتداء على الكرامة الإنسانية. إذا لم يتم التصدي لهذا النوع من السلوكيات ومعالجته، فإن مستقبل اليمن سيكون محفوفاً بالمزيد من الأزمات والانهيارات على كافة الأصعدة.