عادت مجلة “انزياحات” كمنصة رقمية بعد غياب دام لأكثر من أربعة عشر عامًا، في وقت تراجعت فيه اليمن إلى الأسوأ، خاصة في المشهدين الثقافي والسياسي حيث باتت الشهرة تلعب دورًا بارزًا في تشكيل ذهنية عامة وسلبية غالبًا لدى الجمهور والرأي العام إذ أن غياب النخب المثقفة ترك فراغًا وفجوة كبيرة، لا يمكن سدّها إلا بحضور تفاعلي قوي من هذه النخب على كل المنصات والصحف والوسائل المتاحة.
على مدى الأشهر الماضية، منذ انطلاقة “انزياحات”، كانت هناك ردود فعل وانطباعات أعادت الأمل ودعتنا في الموقع إلى بذل جهود كبيرة لصنع محتوى مختلف ومتفرد لمنصة تليق بجمهور نخبوي. إذ تتيح المجلة مساحة لكل المبدعين. ومع انقضاء ليالي الغياب، ستعود المنصة مشرقة بالنور الذي لن ينطفئ بإذن الله. وعلى تفاعلكم وردودكم وحروفكم، ستظل شعلة القلب وقّادة بفيض التواصل المعرفي والثقافي والاجتماعي والسياسي. وما وصلتنا من انطباعات أولية كانت بمثابة مكعب ثلج أطفأ لظى الانتظار. إليكم بعضًا منها.
منصة ( انزياحات ) تفرد في تقنية النشر
كل المواقع والمنصات الاللكترونية متخذة لنفسها سياسة محددة أو صنفا أو نوعا أو لونا من الألوان الإبداعية الثقافية أو الأنشطة الفكرية والسياسية والاجتماعية أو الاخبارية ..وهذا هو مايمكن أن نسميه المألوف أو المشاع أو المعتاد .. أما الانزياح فهو تجاوز ذلك المألوف بالجمع في كل الالوان من حيث ماينشر ..
وهناك مايتعلق في محتوى مواد النشر فما هو مشاع تجده مكررا ويشبه غيره من المشاع والمعتاد في الاسلوب والأدوات .. أما في الانزياح فكونه غير مشاع وغير معتاد فيعني أنه يحمل تقنية إبداعية في العملية الفكرية والادبية والبحثية والاخبارية ..
ومنصة ( انزياحات ) تقدم نفسها كمنصة لاتشبه غيرها من المنصات..تقنية جديدة في النشر من حيث الجمع في مختلف فنون النشر وكذلك في طبيعة المنشور في أسلوبه الكتابي وخصائصه الفنية والجمالية..في النصوص الأدبية والفنية بوجه خاص وفي الأعمال الكتابية الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية بوجه عام ..
فاِنْزِيَاحَات : كلمة أصلها الاسم (اِنْزِياحٌ) في صورة جمع مؤنث سالم وجذرها (نزح) وجذعها (انزياح) وتحليلها (انزياح + ات )..وهو الابتعاد عن المألوف في النشر والكتابة بوجه عام وفي تشكيل النصوص الأدبية والفنية بشكل خاص.. وهو مفهوم ادبي وشعري جديد لكنه في جانب التقنية يتجاوز ذلك إلى فنون الكتابة الاخرى..ومالم يكن الانزياح خروجا عن المألوف والمشاع والمعتاد في مجمل العملية الفكرية والإبداعية لايسمى انزياحا ..
وجاء في تعريف منصة انزياحات بنفسها..، موقع ثقافي اجتماعي يهتم بالشعر والتشكيل والرواية والميديا والنقد الأدبي والسياسي كما يتيح حيزا للشؤون الإنسانية..كما تهتم المنصة بالمختارات والترجمات والملفات وقراءت الكتب والدراسات والحوارات واخبار المؤسسات الثقافية والريبوتاجات ..كما تنوي المساهمة في طرح أفكار لورش متخصصة في مجالها ومؤتمرات وفي خطها المستقبلية دار نشر ومنح جوائز تشجيعية وتقديرية للمبدعين..
وكصفحة وموقع الكتروني انطلقت منصة انزياحات يرأس تحريرها الصديق الزميل فتحي ابوالنصر .. تهانينا ..
“انزياحات” طائر الفينيق
الصحفي الاستقصائي أحمد الواسعي قال: “إن “انزياحات” هي طائر الفينيق الذي انطلق من بين رماد الحرب والتعب. أنا سعيد جدًا بها يا فتحي، وسعيد أنها أعادتك لنا بعد فترة غياب، بشكل يليق بعظيم كفتحي. أرجوك اهتم بها ولا تلتفت لأي شيء. لتكن هي استمرارًا لمشروع فتحي الثقافي التنويري الفكري الذي عرفناه.”
“انزياحات”: ضوء الصباح الأول
القاص والروائي حميد الرقمي كتب: “يا صديقي يا فتحي، يا ضوء الصباح الأول، ورعشة الدهشة الأولى، وقبلة الندى الموزع على أغصان الله في بقاعه الشاسعة. يا صديق الوجع، ورفيق الجوع والمأساة والصمت المكبوت في قلوبنا المهترئة. يا أغنية تقطعت أوتارها على أرصفة المنافي. يا رعفة الجرح الذي لا يبرأ ونزيف الذاكرة المحنطة بالياسمين. يا بسمة القصيدة الحزينة ورقصة النص الخجول. يا أبجدية التراجيديا القاتمة وحكايات الوصول الملغوم بغرائبية اللحظة، تلك التي تحاصرك بها ملامح لم تعد تعرفها وأصوات طارت منك بغتة ولم تعد لك.
يا فتحي، فاتحة الأنس المعتق بالضحكات الصاخبة ونصر الأوائل المعلق على أكتافهم أحلام شعب وأمنيات أمة. يا صيحة اليمني الشريد في أرضه، الباحث عن هويته، المشنوق بحلمه “انزياحات”.
قدرك أن تكون حيث أنت، تصارع يومك الذي تربطه بيوم شعب وبلاد وأرض دامية. قدرك أن ترقص كل صباح والدمع ينساب من جسدك كحبات العرق. أن تنام على مخدة من الأشلاء وبين جدران تطل منها الملامح الباهتة، غاضبة وحانقة. قدرك أن تحاكمك كل لحظة، أن ترسمها على سقف حياتك حتى لا تموت. لا يغفو ضميرك ولا يخمد الإنسان داخلك، ذلك الذي نحبه ونجله ونقدسه. تهانينا من القلب على “انزياحات”.”
كلمات تقدير من أحمد السلامي
الشاعر والناقد أحمد السلامي علق قائلاً: “أعتز كثيرًا بك وبإبداعك وحضورك المتجدد يا فتحي. الاحتفال بك هو احتفال بالأنا وبجيلنا الذي حاربته نكبات البلاد. ها أنت تقاوم الظروف السيئة وتكتب وتطبع الديوان العدني بإسناد من هاني الصلوي وأروقته الشاسعة الجمال. تحية وتباريك بعدد حروف الشعر وكلماته على مر الزمن وتم إرسال نص خاص لانزياحات.
.
جمع بين احساس الشاعر وروح المثقف وبندقية المقاتل
ابو بكر الحاتمي كتب إلى صديقه فتحي أبو النصر قائلا: المثقف النبيل الجريء الموسوعي بثقافته ؛ فتحي الرجل المنير ببساطته وتواضعه وأخلاقه النبيلة ؛ لم ألتقي به لكني أقرأ له مقالات ودواوين وأشعار و كأني أدركها أمامي شخصيًا.
صاحب قلم حر ورزين ؛ وسيظل نجما النجم ساطعاً ؛ لم يتغير رغم الغياب وقرصنة خصوصياته في التواصل الإجتماعي ؛ عاد لنا مؤخراً بتأسيس منصة إنزياحات التي ستبرز دوره في مجال الشعر والأدب والصحافة بإبداع متجدد منقطع النظير .
الصحفي المرموق فتحي ابو النصر لن يخذلك أبدا مهما خذلته الحياة والجهات الحكومية التي تخلت عن مسؤوليتها في دعم المبدعين من طينة أبو النصر .
لقد شعرت بالانبهار من أول لحظة سمعت فيها بمنصة انزياحات وتحديداً أن فتحي هو رئيس تحريرها ؛لم اعرفه لكن قرأت له الكثير وسمعت الزملاء يتحدثون عنه بإعجاب ودهشة خصوصا أنه صاحب فكر ثوري تحرري ويضيء بحروفه طريق المتعبين و يدافع بثبات عن قضايا المواطنين ولقمة عيشهم ؛ جمع بين احساس الشاعر وروح المثقف وبندقية المقاتل .
إطلالة مميزة لعبد الرحمن السماوي
الأديب عبد الرحمن السماوي قال: “قبل كل شيء، إطلالتك جميلة وذو حدث وموقف.”