بقلوب يملؤها الحزن والأسى، نودّع اليوم واحداً من أعظم شعراء العالم العربي، الشاعر العماني زاهر الغافري، الذي غادرنا بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الثمانية والستين عاما، تاركا وراءه إرثا شعريا عميقا ومؤثرا يتخطى حدود الزمان والمكان. رحل الغافري في منفاه بالسويد، بعيداً عن قريته الأم “سرور” في سلطنة عمان، لكنه أبقى قلبه في موطنه الذي ظل حاضراً في قصائده التي امتلأت بالحنين، والألم، والتجوال.
زاهر الغافري، الذي وُلد في سلطنة عمان عام 1956، ليس مجرد شاعر عادي، بل هو رمز لشاعر الترحال والاغتراب، يحمل في داخله قلبا مليئا بتجارب الوجود وتحديات المنفى. في أعماله الشعرية، تتجلى رحلته الفكرية والجمالية، تلك الرحلة التي قطعها بين عواصم عدة مثل بغداد، باريس، لندن، والرباط، نيويورك ومالمو والقاهرة. لم تكن حياته مجرد انتقال جسدي بين البلدان، بل كانت رحلة روحية عميقة في جماليات الأمكنة والثقافات، تلك التي تراكمت في ذاكرته وأثمرت في قصائده التي لم تخلُ أبدا من صوت الوطن، عمان.
درس الغافري الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث عمّق دراسته للشعر والفكر، مما أسهم في تشكيل عالمه الشعري الفريد. وعلى الرغم من هذه الدراسة الأكاديمية العميقة، فإن روح البساطة كانت دائما حاضرة في أعماله؛ حيث استطاع أن يمزج بين العمق الفكري والنقاء الشعري، وبين الترحال الجغرافي والانتماء الوجداني إلى بلده عمان.
كانت سنوات الغافري في بغداد محطة بارزة في مسيرته، حيث انخرط في الساحة الشعرية العربية هناك وتعرف على أسماء كبيرة مثل بدر شاكر السياب ومحمود البريكان. تلك الفترة شكلت بداية نضوج تجربته الشعرية التي ستستمر على مدى عقود، وسيكون لها أثر كبير في تكوين شخصيته الإبداعية. ومع كل ترحال، ومع كل بلد جديد زاره، كانت قصيدته تتألق أكثر وتتشرب من تلك الثقافات المختلفة.
رحيل الغافري عن عالمنا اليوم يُعد خسارة فادحة، ليس فقط للشعر العربي، بل للثقافة الإنسانية ككل. لقد استطاع خلال مسيرته الطويلة أن يؤسس لما يمكن تسميته “بالقصيدة العربية الحديثة”، قصيدة متحررة من القيود التقليدية، تبحث عن الجمال في العلاقات الإنسانية والجغرافية والثقافية. كانت لغته تجمع بين الوضوح والغموض، بين الشفافية والعمق، وبين التأمل الفلسفي والتجربة الشخصية. لقد جعل من الشعر مساحة للتأمل في الذات والعالم، واستطاع من خلال كلماته أن يلامس قلوب قرائه في جميع أنحاء العالم.
تُرجمت أعمال الغافري إلى سبع لغات، الإسبانية، الإنجليزية، الألمانية، السويدية، الفارسية، الهندية، والصينية، ما يبرز الطابع الإنساني العالمي لشعره. كان دائم البحث عن الجمال في كل مكان، سواء في طبيعة عمان أو في المنفى في السويد. ولم يتخلَ عن انتمائه الجغرافي، بل ظل حنينه إلى مسقط رأسه حاضرا في كل نصوصه. قصائده كانت دائما تحمل رائحة الحجارة والأودية العمانية، وأحزان الطفولة وأفراحها.
كان زاهر الغافري شاعرا ينسج قصائده من نسيج الأمكنة التي زارها، يجمع بين عبق الصحراء العمانية وأناقة شوارع باريس، بين صخب بغداد وهدوء السويد. إنه شاعر يجيد التقاط التفاصيل الصغيرة ويحولها إلى قصائد تخاطب النفس البشرية بأبعادها المتعددة. في كل قصيدة كتبها، كان يضيف إلى التجربة الشعرية العربية بعدا جديدا، يجمع بين الأصالة والتجديد، بين الهوية والانفتاح على الآخر.
في حياته، لم يكن الغافري شاعرا يبحث عن الأضواء أو الشهرة، بل كان دائما يختار العزلة ليكتب عن تلك اللحظات الإنسانية العميقة. لقد كان يعيش في عالمه الشعري الخاص، بعيدا عن صخب العالم، يتأمل في تفاصيل الحياة اليومية، ويعيد صياغتها بطريقة تجعل منها لحظات خالدة في قصائده. كانت أعماله تمثل مرآة تعكس روحه المعذبة والمتمردة، ولكنها في الوقت نفسه تحمل نورا داخليا يجعلها قريبة من قلب كل من يقرأها.
لقد فقدنا اليوم شاعراً من طراز خاص، شاعرا نادرا في هذا العالم المزدحم بالأصوات المتشابهة. كان زاهر الغافري صوتا منفردأ، لا يشبه إلا نفسه، ولا يسير إلا في طريقه الخاص. إنه شاعر الترحال والاغتراب، شاعر الوطن والمنفى، شاعر الجمال والألم.
لقد ترك لنا زاهر الغافري إرثا شعريأ غنيا، مجموعة من القصائد التي ستظل خالدة في وجدان كل من يحب الشعر، كل من يؤمن بأن القصيدة ليست مجرد كلمات، بل هي رحلة في عمق النفس البشرية. ستبقى قصائده مصدر إلهام للشعراء الشباب، وستظل تذكيرا بأن الشعر يمكنه أن يكون جسرا بين الثقافات، بين الأمكنة، بين القلوب.
أفنى زاهر الغافري روحه في مهبات الشعر، وظل حتى آخر أيامه ملتزما بتلك الروح الشعرية، بعيدا عن الأضواء، قريبا من الجمال. رحيله خسارة، ولكنه في الوقت نفسه انتصار للجمال الذي كرّس حياته له. ستظل كلماته تضيء لنا الطريق، وستبقى روحه حاضرة في كل قصيدة نقرأها.
إلى اللقاء أيها الشاعر الكبير، نم قرير العين، فقد تركت لنا من الجمال ما يكفي لنذكرك دائما بكل حب وامتنان.
استدراك
كيف ارثيك ياعم زاهر الغافري.. يامن أفنيت روحك الحلوة في مهبات الشعر.. يقولون أننا نتشابه.. يقولون شاعر الربع الخالي رحل ومات.
يقولون ما يقولون ؟!
ماهمني بيننا موعد غفير يا أحد أعظم من كتب قصيدة نثر عربية.
***
مختارات شعرية للشاعر العماني الكبير زاهر الغافري
(1)
حيرة الشاعر
يستيقظ الشاعرُ وفي رأسه جملةٌ مثقلة
بالظلام. يهذي، يهذي طوال الوقت دون
أن يصادف باباً يطيرُ منه الضوء.
علامةُ الحيرة في وجهه هي الرسالةُ
الأخيرةُ التي لن تصل إلى أحد
النوافذ مغلقة
وعليه أن يخرج إلى أرض أحلامه
ليقطف تلك الزهرة المسمومة التي
سمع بها دون أن يراها.
ومثل سجين يُدحرجُ صخرةً
يقوده الكلام مع نفسه إلى آبار الطفولة
فيسمع صوتاً يناديه من بعيد
لن تشفى أبداً أيها المجنون.
(2)
الغريب
لا يأبه الجالسون بالغريب.
لقد تركتُ حياتي هناك بين الأحجار
وها أنا الآن كمنْ يصطاد أضواء الغروب
هل كان ينبغي أن تمضي
كل تلك السنوات
كي أكتشف أنني صيحةٌ عائدة من الموت.
من عزلةٍ أخفّ من ريشة طائر
يحمل إليّ رائحة الندم
والظلال.
نظرتي الشاردة
تنسجُ فخاً من ماضيّ البعيد
وكلّ كلام أقولهُ
يرفع مصيري العالي كأنه قوسٌ
مكسور على سُلّم.
مطرٌ خفيف على النافذة
وجهٌ مُؤطرٌ بسحابةٍ سوداء
هكذا يهبطُ أمير العالم السفلي وفي
يدهِ أيقونة تتأرجح مثل قلادةٍ
من النحاس.
وأقولُ لن يهدأ البالُ. لن تهدأ الغابة
الحقيقة تمُرّ كالمنجل أمام عينيّ.
من مدينةٍ إلى أخرى
عبر بقاع العالم أخوض في أنهار خاليةٍ
من الصداقات
أستعين بالخوف، بالتعاويذ، بسحر الأيام
الخوالي وأعرفُ بأن السهم لن يكُف عن
الإنطلاق في أية لحظة.
قلبي ديرُ ملاكٍ وخطوة أولى فوق
عشب الحديقة تكفي.
يا ربُّ أكلما نظرتُ إلى نافذةٍ
لا أرى غير يدٍ بيضاء في النهر
لا الأب ولا الأم ولا سريراً يقول
لي: نمْ تحت شمس العافية.
الخسارةُ أكيدةٌ في ما ملكتُ وما ملكتُ
منزلاً ولا بصيرة الآلهة.
على الأرجح أنني كائن مفقود، تحت
نجمةٍ
خلف ضوء ستارةٍ ما.
الندمُ ثيابُ من أحببتُ وأغصاني
لم تزل بيضاء.
لهذا أرفع يديّ لأكتب.
(3)
إذهبْ وقل وداعا
تلك البلدةُ، النائمةُ في أحضان الجبال
تلك البلدةُ، ذلك الوهمُ الأسيرُ في
يد القَدر، الحقائقُ التي كانت ريحاً
من الرمل، الحجارةُ التي هي أيقونةٌ من
الإشارات.
تلك الإغفاءةُ الباردة فوق سرير
المجهول.
ذلك المصير الذي تلاشى خلف ضباب
العالم.
إذهب وقل وداعاً لتلك البلدة
الصغيرة.
(4)
شمس صغيرة
أجلس الآن وحدي أمام النافذة
قرب الأشجار
في الأرض المُعشبة يسابق الحلزون
نفسهُ للوصول حتى النهاية
لكن من أين تبدأ النهاية طالما
أفكرُ بطرقةٍ على الباب
وأنتظرُ منكِ كلمةً تأتي من
أبعد الضفاف
تعلمّتُ منكِ أسرارَ
الصبر الطويل
تعلمتُ أن أتنزّه في بلداتٍ
تطفو فوق المتاريس
لكن ها أنا أنتظرُ وحدي شعلة
في البيت
طرقةً على الباب
شمساً صغيرةً فوق المائدة
تدعوني للبحثِ بين الأيقونات المكسورة
ربما أضعتُ البوصلة
في أنهارٍ مُلطخةٍ برسائل
لا تصل إلى أحد
ليس مصادفةً أن أكون هنا بينما تبحثُ يداي
عن دليل الوصول
إلى ظهركِ العالي في الماضي السحيق
كأن الذكرى موطنٌ أول في مدينة
مقصوفة
حيث تُهاجرُ إلى أصقاع العالم
وفي الأخير تختاركَ المدينة لتجثوَ على ركبتيك
وتصادق الحلزون.
(5)
موتٌ مُضاعف
ميتٌ في السرير
لكنني أرى، لهذا سأتركُ
لكم الشعرَ
يكفيني أن أرى تلويحة اليد
من أعلى السحابة
وأن أرى خيط الحلزون
في ممرِ الصالةِ مُضاء
بشمس الشتاء
هذه الظلال تنمو كما ينمو الكرزُ فوق شجرة
الكف.
لا بد أن هناك من كان يرمي
خفيةً إبرةً مغموسةً في الفيروزات
في الخزان الكبير،
يا للخسارة
لقد وصلنا جميعاً إلى الأرض المُحرمة
أرض الذكرى والينابيع الجافة
وصلنا جميعاً بلغة الإشارات
ولن تكون العودةُ إلا بأنوارٍ جريحةٍ
محمولةٍ فوق الأيدي
أرى الخوفَ في الأمواجِ مسبوقاً بلذةٍ مريرة
بينما البحرُ قد اختفى كلياً.
(6)
خشب الطفولة
لا، أنا لستُ من هنا،
كنتُ فارساً يخطف صبيّةً
على حصانٍ من خشب الطفولة ثم متُّ.
اذهب واطرق ذلك الباب
سيأتي إليك الصوتُ
لك وحدكَ من وراء القبر
لأنّكَ أتيتَ
لترى القطعة النقدية المحمولة بالهواء
وهي تسقط فوق طاولة الكتابة.
أجل أنه قرش ماري تيريزا الفضيّ
اذهبْ وخذه،
كنتُ أشتري به الآفاق قبل أن يولدَ العالم
لكنَّ الألمَ خاطفٌ في أجسادنا
ولا يمكن ترميمه
ثم إن المسافةَ بيني وبينكَ
تحملها عاصفةٌ وشيكة ستحتالُ عليك.
سيأمركَ الصوتُ لتصغي إلى ڤيڤالدي،
الفصول الأربعة
وعندما تحتار كأنكَ مضروبٌ بحربةٍ
في الصدر ستقول.
لا، أنا لستُ من هنا
كنتُ فارساً يخطف صبيّةً
على حصانٍ من خشبِ الطفولة ثم متُّ
***
الشاعر الكبير الراحل زاهر الغافري رؤية وشهادة
إلى متى؟
زاهر الغافري
(عمان/السويد)
من الصعب أحياناً كثيرة فهم النقاش الذي يدور بشأن الشعر العربي الحديث حالياً، ثم إنني لا أفهم لماذا كلما جدّ نقاش بشأن الشعر العربي الحديث وقصيدة النثر، يتم في أغلب الأحيان تكرار أوليات الخطاب الذي طُرح مراراً بأشكال مختلفة، كأننا بذلك نلغي ذاكرة شاسعة وتجارب بالغة الأهمية إذا نُظر إليها في سياقها التاريخي، منذ «جماعة الخبز والحرية» بمصر في الأربعينيات الى مجلتي شعر وحوار وشعراء كــ أورخان ميسّر، توفيق صايغ، محمد الماغوط، انسي الحاج، شوقي أبي شقرا، حتى حسين مردان في ما يتعلق بقصيدة النثر على الأقل، وها هو يطلع علينا احمد عبد المعطي حجازي بكتابه «قصيدة النثر أو القصيدة الخرساء»، إمعاناً في السخرية من قصيدة النثر.
إني أتساءل ببساطة شديدة ونحن في الألفية الثالثة وتجارب استنساخ الكائن الحي: ألن ننتهي مرة واحدة والى الأبد من إعادة تكرار مفاهيم الوزن والقافية وعمود الشعر… إلخ؟
شخصياً أرى المسألة كالتالي: لقد رسخت قصيدة النثر منذ الستينيات حتى اللحظة الراهنة وعبر حقول واتجاهات وأشكال وأساليب تناول مختلفة، ملامحها التعبيرية، ولم يحدث هذا بالطبع من دون المرور بمصادمات عنيفة في أغلب الأحيان مع منظومة الأشكال التقليدية السائدة حينئذ، وفي تقديري لم يعُد مهماً الآن التساؤل عن مرجعية لشعرية قصيدة النثر، سواء أكانت هذه المرجعية تتعلق بـ«الآخر» أي الغرب، أم بعض أشكال التعبير القديمة عند المتصوفة، بل ينبغي النظر الى الشعرية الجديدة في إطار منجزها الإبداعي الراهن.
ثم إن التشكيك في شعرية قصيدة النثر هو من باب النقاش غير الخلّاق، إذ أن مفهوم الشعرية نفسه قد اتسع وطال أشكالاً تعبيرية اخرى كالسينما والمسرح، بحيث يمكن الحديث الآن عن السينما الشعرية كما عند تاركوفسكي أو بريسون، أو بيرغمان أو في المسرح كما عند المسرحي البولندي كانتور والاسباني آرابال.
يصعب أحياناً فهم هذا النقاش الذي يبدو انه يتجاوز حدود ثنائية الوزن والنثر الى بنية وتركيب المجتمع العربي كله، الذي لا يرى سوى ثنائيات لا حصر لها.
لقد كانت القصيدة العربية السائدة في أغلب نماذجها شكلاً متعالياً على الذات والعالم، واتسمت بمطلقات ذات طابع يقيني، لكن قصيدة النثر حالياً لم تعُد بحاجة الى آلية دفاع عن نفسها، إذ يكفي أن نتأمل في المشهد الشعري المعاصر لكي ندرك مدى ثراء المنجز الذي اجترحته هذه التجربة والأسماء في هذا المجال ليست خافية على أحد.
كما أن النماذج الإبداعية في قصيدة النثر هي الآن في مصاف الطليعة الشعرية في عالمنا العربي، طبعاً هذا لا يعني أن كل قصيدة نثر هي قصيدة جيدة وناجحة بالضرورة، استناداً الى «شكلها» فحسب إذ لا بد أن تتوافر عند الشاعر عناصر تتعلق بالموهبة وتوظيف اللغة والتأمل والقدرة على التصعيد الشعري… إلخ.
لم يكتب النقاد إلا في ما ندر عن التجارب الشعرية الراهنة، وربما كان عليهم قراءة النص الشعري بنوع من الانفتاح الحضاري والفهم المعرفي، وبروح عالية وأدوات استقصاء جديدة، فالشعر الراهن ليس واحداً بل هو مركّب ومتنوّع ومرتبط بإيقاع الحياة الحديثة بكل إشكالياتها، ان اي قراءة جادة بحاجة بالضرورة الى أدوات كشف مغايرة لاستبطان الجمالية الشعرية الجديدة، لا الاستناد إلى عناصر شكلية في النص فحسب.
هذا الأمر أيضاً ينسحب على المتلقي الجديد الذي من المفترض ان يشارك ليس فقط في تكوين قراءة مغايرة، بل حتى في تفكيك وتركيب العمل الشعري، لإعادة كتابة النص من جديد.
.. نقلا عن جهة الشعر
***
مات زاهر الغافري
إنه يمزح
منذ خمسة آلاف سنة وأنا أقرأ لزاهر الغافري
ثمة كنز مدفون في الربع الخالي
وحدي أنا وهو نعرف مكانه
مات زاهر الغافري
ومازالت أصابعه تربت على كتفي
كان يضحك كأنه يتعذب
كان يدمع كأنه سيدخل إلى كرنفال
في شوارع القاهرة غامرنا في طرقات لانعرفها وكدنا أن نضيع
كل هذا من أجل أن نأكل الحنيذ اليمني
كان يأكل الحنيذ ويغني
في شوارع القاهرة سرنا إلى لا ندري إلى أين
فقط ..كنا نسير وندندن بألحان نكتشفها للتو
زاهر الغافري ملك طرائد غامضة وسليل قراصنة نبلاء
عاش حياته كعلامة تعجب مطمئنة
يهذي فيتحول إلى ضوء أزرق
يتذكر صديقه بدر شاكر السياب فيريد أن ينهش السماء
ثم فجأة يترنم بصوت الدان
يقول لي الأرض ليست كروية انها مربعة
أقول له بالضبط..الأرض ليست كروية انها مربعة
عند الفجر يتفقد أحوال النبيذ ويمدح “ذات مزر”
آلهة النبيذ عند اليمنيين القدماء
في الظهيرة أخبره كيف أن كل يمني الآن يتجه إلى سوق القات هههههههههههه يضحك زاهر الغافري ويقول لي من امنياتي أن امضغ القات ، اضحك بدوري هههههههههههه وعد يا زاهر يقول طبعا لن اموت إلا وقد رحت سوق القات
لكن زاهر الغافري اخلف وعده
وسيبدو طعم قاتي هذا المساء مرير