ذاكرة

بيان قومي يمني بذكرى المولد النبوي

بيان قومي يمني بذكرى المولد النبوي
منصة انزياحات

في ظل الظروف السياسية والاجتماعية المعقدة التي تشهدها بلادنا، يبرز الاحتفال بذكرى المولد النبوي، كفرصة لزيادة الانقسام والتباين بين مختلف الأطراف السياسية، وأبرزها الحركة الحوثية التي تتخذ من هذه المناسبة ساحة لتعزيز شرعيتها وبث رسائل سياسية تخدم أهدافها الخاصة، بعيداً عن الجوهر الروحي لهذه الذكرى.

لقد شهدنا كيف قامت الحركة الحوثية بتحويل الاحتفال بالمولد النبوي إلى مهرجان سياسي هائل، يتضمن عرضاً للألوان الخضراء التي تجتاح الفضاء العام ، وكأنها خطابات سياسية، مما يفرغ المناسبة من معناها الديني ويجعلها ساحة لصراعاتها السياسية. وهذا التحول يشير إلى محاولة الحوثيين لدمج الشعائر الدينية في الصراع السياسي، مما يشوه بالضرورة جوهر المناسبة ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب بين اليمنيين.

إن التقديس المبالغ فيه لرمزية المولد النبوي من قبل الحوثيين، في وقت تتصاعد فيه الأزمات الاقتصادية وتؤثر على حياة المواطنين بشكل مباشر، يثير تساؤلات جدية حول أولوياتهم. بينما يعاني الشعب اليمني من نقص حاد في الرواتب والخدمات الأساسية، تستمر الحركة الحوثية في صرف الموارد على احتفالات ضخمة تساهم في تعزيز هيمنتهم السياسية على حساب معاناة الشعب. هذا التناقض بين الاحتفالات الباذخة والاحتياجات المعيشية الضرورية يعكس سياسة استغلالية تضر بمصلحة المواطن اليمني.

إن الاحتفال بالمولد النبوي وبقية المناسبات الدينية يجب أن يظل بعيداً عن الاستخدام السياسي، ويجب أن يتمحور حول تعزيز القيم الدينية والروحية التي تحث على الوحدة والتفاهم. من غير المقبول أن يتم استغلال هذه المناسبات كأدوات لترويج الرسائل السياسية أو لتبرير الإخفاقات الاقتصادية والسياسية.

إننا، كدعاة للعدالة والمساواة، ندعو إلى تفريق واضح بين الدين والسياسة، ونطالب بأن تكون الاحتفالات الدينية وسيلة لتعزيز القيم الإنسانية والروحية، وليس لتوسيع الفجوة بين مختلف الأطراف. كما ندعو إلى ضرورة التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية بدلاً من إهدار الموارد على فعاليات سياسية.

وإذ نؤكد على ضرورة تعزيز الحوار البناء والمشاركة الفعالة بين جميع الأطراف في اليمن، بهدف تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية. نشدد في أن تكون الأولوية لمصلحة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية.

إننا على ثقة بأن استمرار هذا النهج سيفضي إلى المزيد من التوتر والانقسام، ونأمل أن يعيد الجميع النظر في أولوياتهم ويعملوا من أجل بناء يمن يعم فيه السلام والازدهار، والصدق والإخلاص لحلم غالبية الشعب ” يمن حر ديمقراطي موحد”

 

صادر عن منصة انزياحات الثقافية الاجتماعية السياسية المستقلة