قضايا

العدالة الضائعة وصوت الطفولة المغتصبة: قضية “جنات السياغي” وانتهاكات الميليشيا الحوثية

الطفلة جنات ووالدها المكلوم طاهر السياغي

والد الطفلةفي السجن بعد رفضه ضغوطا حوثية للتنازل عن قضية ابنته'”.

تصدرت قضية الطفلة اليمنية “جنات السياغي” مشهد الرأي العام في اليمن، وحملت معها صدمة اجتماعية وأخلاقية عميقة؛ فهذه الطفلة البريئة، ذات الأعوام التسعة، تعرضت لجريمة مروعة بيد مشرف حوثي، ليجعل منها جرحا نازفا في ضمير كل يمني حر. لم تتوقف الجريمة عند حدود الاعتداء، بل تجسدت بشكل أبشع عندما تحوّلت إلى قضية مستمرة من الانتهاكات، بدءا من محاولة المليشيا طمس معالمها، ووصولا إلى اعتقال والد الطفلة حين رفض ضغوط الميليشيا للتنازل عن قضيته.

 

قضية جنات ليست مجرد حادثة فردية، بل هي تعبير عن نظام قمعي يستخدم أدواته ليس فقط لإسكات الضحايا، بل أيضا لإرهاب كل من يرفع صوته للمطالبة بحقوقه. فبينما كان ينبغي أن تكون العدالة إلى جانب الضحية وأهلها، وقفت بدلا من ذلك بجانب الجاني، حيث أصدرت محكمة في صنعاء، بضغط من المليشيا، حكما لا يرقى إلى حجم الجريمة، مما أثار استياء واسعا بين المواطنين، ورفع الصوت الشعبي مطالبا بحكم أكثر عدالة يتماشى مع العقاب المنصوص عليه في الشريعة الإسلامية.

 

في هذا السياق، واجه والد جنات ضغوطا مكثفة للتنازل عن القضية، من قبل شخصيات حوثية تسعى لحماية الجاني وتبييض صورته، وتجنب تحميل الجماعة مسؤولية الاعتداء. ورغم العروض المالية الكبيرة والتهديدات، أصرّ والد الطفلة على مواقفه، ليُعتقل دون وجه حق، في محاولة من المليشيا لقطع سبل العدالة ولإجباره على الصمت.

 

تعدّ هذه القضية، التي لم تجد حلا منصفا، نقطة سوداء في سجل القضاء التابع للحوثيين، الذي أضحى أداة في يد الجماعة لفرض رؤيتها الخاصة وشرعنة الظلم، بدلا من أن يكون مصدرا للعدل والإنصاف. ومما يزيد من وقع هذه الفاجعة، تحويل قضية الطفلة جنات إلى نموذج لقمع العائلات والأفراد، واعتبارها محنة وطنية تستحق دعما شعبيا واسعا، ليس فقط من أجل هذه الأسرة المكلومة، بل من أجل الأطفال وكل الضحايا القابعين في مواجهة قمع الميليشيا.

شاهد فيديو صرخة قهر من والد الطفلة جنات بسبب الحكم الظالم على مغتصب طفلته.

أصبحت جنات رمزا لصوت الطفولة المستباحة وصرخة للأبوة المكافحة، ومرآة للمعاناة الإنسانية تحت وطأة سلطة لا تتردد في استخدام القوة والنفوذ لسحق أصوات الأبرياء.

 

منذ ثلاثة أيام يقبع والد الطفلة “جنات “..”طاهر السياغي” التي تعرضت للاغتصاب في وقت سابق، من قبل مشرف تابع لميليشيا الحوتي، في السجن التابع لنيابة الاستئناف بصنعاء، إثر رفضه الاستجابة لضغوط من قبل قيادات في الميليشيا للتنازل عن القضية.

يقول الناشط الحقوقي وليد عن جريمة اغتصاب الطفلة جنات، أنها “انتهاك فظيع للطفولة و وتعبير عن قهر الرجال” ويضيف”إن الطفلة جنات ليست مجرد اسم، بل هي رمز لكل طفل يُنتهك حقه. هي عرض وشرف لكل يمني حر شريف، ويجب علينا جميعًا أن نكون صوتًا لها ولأسرتها. إن قضية جنات تبرز الحاجة الملحة لتغيير القوانين وتعزيز حماية الأطفال، وكذلك محاسبة كل من يتهاون في واجبه.”

 

وقالت مصادر محلية، للمصدر اونلاين إنه و”في تمام الساعة 10صباحا من السبت، وأثناء حضور والد الطفلة جنات إلى النيابة مع محاميه للمطالبة برفع الملف وتحويله للاستئناف، وجه القاضي، شفهيا، أمن النيابة بحبس الوالد”.

 

وأضافت المصادر، أن الأمر بالحبس جاء “بعد أخذ ورد مع القاضي”، مشيرة إلى أنه “وعند محاولة المحامي مراجعة القاضي قوبل بالرفض والتهديد”.

 

ووفقا للمصادر فقد برر القاضي الأمر بالحبس بذريعة “شتم والد الطفلة وتطاوله ع القاضي”، لكن المصادر أكدت أن أيا من ذلك لم يحدث، “والحقيقة أن والد الطفلة رفض طلبات وضغوطات مورست عليه للتنازل عن القضية”

أما د. نادين الماوري وهي اكاديمية ودبلوماسية سابقاً ،فقد كتبت في صفحتها على الفيسبوك أنه “في مشهد يوضح انحراف العدالة عن مسارها وتلاشي القيم الإنسانية، تشهد اليمن واحدة من أبشع الانتهاكات، حيث تم اغتصاب الطفلة جنات السياغي على يد مشرف حوثي يدعى أحمد نجاد، دون أدنى شعور بالمسؤولية أو احترام لحقوق الإنسان. وبينما كان يجب أن يتلقى الجاني العقاب الرادع على جريمته الشنيعة، اتجهت المليشيا الحوثية إلى حماية المجرم وإعادة توجيه الأمور لصالحه، في تجاهل تام للعدالة.

 

وبدل أن يُحاكم الجاني، تواجه عائلة جنات اليوم مزيدا من الانتهاكات. فوالدها الذي يبحث عن العدالة لابنته بات ضحية للاختطاف والاعتقال، في خطوة تسعى فيها الجماعة الحوثية إلى الضغط عليه لقبول حكم جائر صدر عن محكمة تابعة لهم، تبرّئ المجرم وتلزم الأب بالصمت وتجرده من حقه في محاسبة المعتدي.

 

هذه الجريمة تعكس الطريقة التي تستخدم بها الجماعة الحوثية سلطتها المزعومة للسيطرة على القضاء وإخضاعه لأجنداتها. فبدلاً من أن تكون المحاكم ملاذا للعدالة وملجأ للضحايا، تحولت إلى أدوات تُستخدم لترهيب الأبرياء وإجبارهم على القبول بالظلم. ومن خلال اختطاف والد جنات، تُظهر المليشيا استعدادها لاتباع أبشع الوسائل لترسيخ هيمنتها، حتى وإن كان ذلك يعني هدم الأخلاق والقيم الأساسية.”

 

وقالت المصادر إن والد الطفلة تعرض لضغوط كبيرة من أجل “وقف النشر عن قضية ابنته في مواقع التواصل الاجتماعي والاعتذار أمام وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، والقول بأن الجاني لا يتبع الجماعة ولا تربطه بهم اي صلة”.

 

وتمارس تلك الضغوط من قبل “مدير المنطقة الأمنية الرابعة علي نجاد، وهو أخو الجاني، ومدير قسم حدة، التابعين للميليشيا”، فيما أكدت المصادر أن والد الطفلة رفض تلك الضغوطات، كما رفض سابقا عروض مالية مقابل التنازل عن القضية، وقرر التمسك بقضية طفلته التي اختطفها واعتدى عليها جنسيا شقيق مشرف حوثي.

 

وكانت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في صنعاء، أصدرت السبت قبل الماضي، برئاسة القاضي “يحيى المنصور” الحكم في قضية المتهم باغتصاب الطفلة البالغة من العمر 9 سنوات، قضى منطوقه بسجن الجاني “أحمد حسن نجاد” لمدة 15عاما، وتعويض مالي قدره مبلغ 6 مليون ريال لأسرة الطفلة.

 

ولاقى الحكم استياء واستهجان شعبي واسع من قبل المواطنين وفي مقدمتهم والد الطفلة “جنات”، الذي دعا اليمنيين إلى التضامن معه وطالب ومعه جموع غفيرة من المواطنين من أمام المحكمة الجزائية في صنعاء بعد النطق بالحكم، بتنفيذ حكم الإعدام بحق الجاني.

 

وظهر والد الطفلة يطالب والعشرات من المواطنين في تجمع لهم أمام المحكمة الجزائية بصنعاء، بتنفيذ حكم الإعدام وتطبيق شرع الله بحق مغتصب الطفلة جنات، مؤكدين أن ما حكمت به المحكمة مخالف للقانون والشريعة الإسلامية، متهمين القضاء بالفساد.

ومنتصف يونيو الماضي، أقدم المدعو “أحمد حسن نجاد” على اختطاف الطفلة “جنات طاهر عبد الواحد السياغي” البالغة من العمر 9 سنوات وتلا ذلك اغتصابها جنسياً في منطقة ارتل بمديرية سنحان في محافظة صنعاء.

المواطن عماد الراعي كتب عن القضية التي تعاطف مع والدها الرأي العام في صفحته على الفيسبوك.. وقال”كل يوم قضيه اغتصاب ياحكومة صنعاء حسبنا الله ونعم الوكيل بس هذه القضيه حق جنات طاهر السياغي الذي تبلغ من العمر 9سنوات اغتصبها وتهددها الكلب البشري احمد نجاد متزوج ولديه ابناء.. القضيه لها 4 شهور بما ان اعترافات احمد نجاد اعترف ولادله وكل شيء واضح مثل العين الشمس بس القضاه ثم القضاه يتلاعبون بالقضيه ويرشونهم ولا يسطر اي حكم وين أشرفا اذا في شرفا وين العداله وين الرجال وين القبايل هذا قضيه كل يمني حره ما هيش قضيه جنات او ابو جنات فقط او بيت السياغي فقط قضيه كل يمني حر.