قضايا

بيان تضامني: في حب أيوب طارش عبسي وحماية إرثه الفني العظيم والحذار من استغلال الجنيد له 

أيوب طارش عبسي (شبكات تواصل)
أيوب طارش عبسي
منصة انزياحات

 

ما الذي حدث لأيوب طارش عبسي؟”

..

أولا: أيوب طارش عبسي هو رمز وطني كبير، وأغانيه ستظل خالدة في وجدان كل يمني. لكن الحذر مطلوب من القوى التي تحاول استغلال مكانته أو التأثير عليه لتحقيق أهدافها الخاصة. نحن هنا لنعبر عن حبنا وتضامننا مع أيوب، ولندعو الجميع إلى الحفاظ على إرثه الفني وحمايته من الانحدار.

 

أيوب طارش عبسي، الصوت الوطني الذي تسامى فوق كل الخلافات والاختلافات، الذي أنشد لليمن وأهلها بصوت مملوء بالعزة والشموخ. هو الفنان الذي لحن وأدى النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، فأصبح رمزاً لأجيال اليمنيين الذين ارتبطوا بصوته وتفاصيل أغانيه الوطنية والعاطفية التي جسدت الروح اليمنية الأصيلة.

 

من خلال مسيرته الطويلة التي امتدت لعقود، استطاع أيوب طارش أن يصنع اسمه كأحد أعمدة الفن اليمني، حيث لم يقتصر فنه على الغناء، بل تجاوز ذلك ليصبح رمزاً من رموز اليمن الحديث، أحد القامات الوطنية التي توحد حولها اليمنيون في لحظات الفرح والحزن، وأحد الأصوات التي لم تخفت رغم تغير الأزمنة والظروف.

 

ما الذي حدث لأيوب طارش عبسي؟

 

في الآونة الأخيرة، شُوهد أيوب طارش وهو يؤدي أغنية تحتوي على كلمات غير لائقة بمستواه الفني، مما أثار موجة من السخرية والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. القصيدة الغريبة التي أدّاها وتحمل كلمات مثل “تعز مدينتي نعم المدينة، فليس لها من الدنيا طبينة”، أثارت استهجان الجمهور اليمني ومحبي فنه، حيث رأى الكثيرون أن هذه الكلمات لا ترتقي إلى مستوى أيوب طارش المعروف ولا تتناسب مع تاريخه الفني الرفيع.

 

تساؤلات الصحفي زكريا الكمالي والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما يحدث للفنان الكبير تعكس قلقا حقيقياً حول التأثيرات التي يتعرض لها أيوب، بما في ذلك سيطرة مدير أعماله الذي يبدو أنه يتخذ قرارات قد تضر بإرث الفنان وتقلل من انتشار أغانيه الوطنية بين الجمهور. إن محاولة حصر حقوق الأغاني الوطنية ومنع استخدامها في الفعاليات العامة والمنصات مثل “الاستوري” على مواقع التواصل الاجتماعي، تجعلنا نتساءل: ما الغاية من ذلك؟ هل الهدف هو الربح المادي فقط؟ وكيف يمكن لمثل هذه القرارات أن تخدم قضية نشر الفن الوطني الذي لطالما كان رمزاً للهوية اليمنية؟

 

تأثير القوى المحيطة

 

بعض المؤشرات تشير إلى أن هناك تأثيراً على أيوب طارش من قبل أشخاص معينين قد لا يكونون بالضرورة ذوي نوايا حسنة. إذ أن هناك تقارير تتحدث عن تأثير محمد يحيى عبد المعطي الجنيد على أيوب، وهو شخصية مثيرة للجدل، حيث كتب كلمات القصيدة المذكورة آنفا والتي أدّاها أيوب. بعض المثقفين اليمنيين، مثل الكاتب محيي الدين علي سعيد، اعتبروا هذا التأثير إهانة للفنان الكبير، خصوصاً عندما شوهد أيوب وهو يقبّل جبهة الجنيد في مناسبة اجتماعية، في حين لم يبادر الجنيد حتى بالوقوف لتحية الفنان. يُستغل التصوف الذي يحبه أيوب طارش بشكل سلبي من قبل بعض الأطراف، بما في ذلك المتصوفة المزعومين، مثل آل البيت، الذين يحاولون استغلال قرب أيوب منهم لتحقيق مكاسبهم الخاصة.

 

الحاجة إلى حماية إرثه

 

أيوب طارش عبسي لا يحتاج من يدافع عنه سوى إرثه الفني الخالد، هذا الإرث الذي يجمع اليمنيين حول قيم الوطنية والحب والحرية. لكن هناك حاجة ملحة لحمايته من الانحدار الذي قد يتسبب به بعض المؤثرين الذين لا يقدّرون حقًا قيمة هذا الإرث. الأغاني الوطنية التي قدمها أيوب طارش يجب أن تبقى ملكاً للشعب اليمني بأكمله، لا يُسمح لأحد أن يحصرها أو يمنع تداولها لأغراض تجارية بحتة.

 

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، تبقى الأغاني الوطنية التي قدمها أيوب منارة تجمع اليمنيين وتوحدهم تحت راية واحدة. أيوب لم يكن مجرد فنان يؤدي الأغاني، بل كان صوتاً للوطن الذي يعاني ويأمل في المستقبل الأفضل. لهذا، فإن أي محاولة لحصر فنه أو تقليص انتشاره تحت ذرائع تجارية ضيقة هو خيانة لفن أيوب نفسه ولما يمثله من قيمة وطنية عالية.

 

رسالة إلى أيوب

 

عزيزي أيوب طارش عبسي، نحن محبوك، وممن يعترفون بجميلك وإسهامك الفني والوطني الذي لا يُقدّر بثمن. لكننا نرى أن هناك من يحاول التأثير عليك وتحريف مسارك الفني الذي بدأته بكل صدق وإخلاص لهذا الوطن. نحن ندرك تماما أن قلبك مع اليمن، وأن كل ما قدمته هو من أجل رفعته. لذا نطلب منك أن تعيد النظر فيمن يؤثر عليك ويسيطر على قراراتك الفنية.

 

ندعوك لأن تكون أكثر حرصاً على إرثك العظيم، ذلك الإرث الذي صنعته بعرقك وصوتك وإحساسك. لا تسمح لأحد أن يتلاعب باسمك أو يستغلك لتحقيق أهداف ضيقة قد تضر بتاريخك الذي نفتخر به جميعاً.

 

رسالة إلى الجمهور

 

إلى جمهور ومحبي أيوب طارش، علينا أن نقف مع هذا الفنان الكبير في لحظاته الصعبة، وندعمه في كل خطوة. لكن في نفس الوقت، علينا أن نكون واعين لأي محاولات لاستغلال اسمه وفنه. هذا الإرث الذي صنعه أيوب ليس ملكًا لأحد بل هو ملك لليمنيين جميعاً، ويجب أن نحميه ونصونه كما نحرص على وطننا.

 

 

صادر عن مؤسسة انزياحات للتنمية الثقافية والإعلامية تحت التأسيس

منصة انزياحات الثقافية الاجتماعية السياسية المستقلة