عالم المناهج الجليل د. محمد المخلافي كفصل مؤلم من فصول القمع الفكري
كيف يمكن لأشخاص لا يمتلكون حتى أبسط المؤهلات التعليمية، مثل عبد الملك الحوثي، أن يقودوا حملة تشويه ضد عالم كبير كالمخلافي
سالم الخبجي
عالم جليل في المناهج، توجه له الميليشيات تهمة الالحاد لمجرد أنه قال في المنهج أن المطر يسقط من السماء تصوروا .
ما يحدث للعالم الجليل الدكتور محمد المخلافي يجسد فصلا مؤلما من فصول القمع الفكري والتطرف الأيديولوجي، حيث تتجاوز الميليشيات حدود التعسف والتضييق الفكري إلى مستوى جديد من الاضطهاد. تُتهم عقول رائدة، مثل الدكتور المخلافي، بالإلحاد لمجرد تقديمها تفسيرًا علميًا بسيطًا لسقوط المطر. هذه التهمة الباطلة تمثل إهانة ليس فقط للعالم نفسه، بل للعلم وللعقل الإنساني بأسره.
كيف يمكن أن يتحول قول بسيط، أن المطر يسقط من السماء، إلى جريمة تستحق العقاب؟ هذا السؤال يستدعي تأملًا عميقًا في طبيعة المجتمعات التي تسودها هذه الأفكار، حيث يغلب التعصب والجهل على المنطق والعقل. في هذه المجتمعات، لا يكون العلم أداة للتنوير أو التقدم، بل يتحول إلى ساحة معركة، يُحارب فيها العلماء من قبل جماعات تتشبث بأفكار ضيقة وتروج لها بالقوة والعنف.
ما تعرض له الدكتور المخلافي من اختطاف وتعذيب يعكس حالة الانحطاط التي وصلنا إليها. في هذا العصر، الذي يجب أن يكون عصر التنوير والتقدم العلمي، نجد أنفسنا في مواجهة واقع مرير يحكمه الجهل والتعصب. تُحارب الأفكار العلمية، وتُتهم العقول المبدعة بالإلحاد أو الكفر، فقط لأنها لا تنسجم مع الأفكار الرجعية المتسلطة.
المخلافي ليس ضحية وحيدة في هذا السياق. هو رمز لمعركة أكبر تدور رحاها في مجتمعات التخلف.
ويبدو التناقض بين من يتهمون الدكتور المخلافي وبين مستواه العلمي هو صورة صارخة للوضع المأساوي الذي نعيشه. كيف يمكن لأشخاص لا يمتلكون حتى أبسط المؤهلات التعليمية، مثل عبد الملك الحوثي، أن يقودوا حملة تشويه ضد عالم كبير كالمخلافي، الذي تخرج من أرقى الجامعات والمعاهد الأمريكية؟ هذه الميليشيات لا تهاجم المخلافي بسبب أفكاره العلمية فقط، بل لأنها ترى في علمه تهديدا لجهلها وسلطتها المبنية على الخرافة والتضليل.
إن عقدة النقص التي يعاني منها هؤلاء الجهلة تجاه التعليم واضحة جدًا. إنهم يمقتون كل ما يمثل التقدم والتطور أيضا.