قضايا

بيان استنكاري ضد وزارة الثقافة تضامناً مع الشاعرين الكبيرين عبد الودود سيف ومبارك سالمين

كنا قد وجهنا بيانا استنكاريا ضد وزارة الثقافة التي طنشت مطالبتنا بدعم الشاعر اليمني الكبير عبد الودود سيف الذي تعاني ابنته إيمان من ورم سرطاني يحتاج عملية تكلف على الأقل خمسة آلاف دولار.

وقلنا أنه في هذا العالم القاسي، حين يقف الإنسان على حافة الألم واليأس، يأمل أن يجد في وطنه ومجتمعه ما يخفف عنه ويعزز قوته. لكن للأسف، نجد أنفسنا اليوم أمام موقف يثير الغضب والاستنكار، موقف يكشف عن إهمال مؤسستنا الثقافية تجاه المبدعين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن.

 

الشاعر الكبير عبد الودود سيف، الذي يُعتبر أحد أعمدة الأدب اليمني، يعيش في هذه الأيام تجربة مؤلمة مع ابنته إيمان التي تُصارع مرض السرطان. إن هذه التجربة الصعبة ليست مجرد معاناة شخصية لشاعرنا الكبير، بل هي محنة تكشف عن تقصير فاضح من وزارة الثقافة اليمنية التي فشلت في إظهار أدنى درجات التضامن والدعم اللازمين في مثل هذه الظروف.

 

منذ سنوات طويلة، يقدم عبد الودود سيف لوطنه من خلال قصائده وكلماته ومواقفه الوطنية النضالية العصامية التي عبرت عن آلام وآمال الشعب اليمني. واليوم، في أشد لحظات حاجته للدعم، نجد أن المؤسسة التي كان يفترض بها أن تكون أولى بالدعم تقف صامتة، متجاهلة معاناته، وكأن هذا المثقف العضوي والشاعر الكبير لا ينتمي إلى نسيج هذا المجتمع.

 

إننا في انزياحات نعبر عن غضبنا الشديد من هذا الصمت والتجاهل، اللذين يُعتبران وصمة عار على جبين وزارة الثقافة كيف يُمكن أن نقبل أن يُترك مبدع مثل عبد الودود سيف ليواجه هذه المحنة دون أن يجد من يقف إلى جانبه؟ كيف يُمكن لوزارة الثقافة أن تظل صامتة بينما واحد من أهم أدبائنا يعاني؟

 

نطالب وزارة الثقافة  بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والثقافية تجاه عبد الودود سيف وأسرته. يجب أن يتحركوا فورا لتقديم الدعم اللازم، ليس كمنة أو تفضّل، بل كحق مُستحق لهذا الشاعر الذي خدم اليمن بكل ما يملك من قوة وإبداع.

 

ولكن، لم يتوقف الوضع عند هذا الحد. فالأكثر صدمة وإحباطا هو أن يُفاجئنا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الدكتور مبارك سالمين، بأنه كان يُعاني من جلطة قبل أشهر وهو في أحد المستشفيات الحكومية بعدن، دون أن يلتفت إليه أحد من وزارة معمر وأتباعه. كيف يُعقل أن يتم تجاهل رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في مثل هذه الظروف، وهو يُعاني من حالة صحية حرجة؟

بل إن ميزانية الإتحاد مقطوعة منذُ سنوات فقط بالمناشدات الطيبة وأهل الخير الذين يحترمون عالم الاجتماع والشاعر الكبير د. مبارك سالمين استطاع النجاة وقد كلفته العملية أربعة آلاف دولار لازالت كديون عليه.

إن هذا التجاهل ليس فقط إهانة شخصية للشاعر والدكتور مبارك سالمين، بل هو انعكاس للوضع الكارثي الذي تعيشه المؤسسة الثقافية في اليمن. هؤلاء الذين يُمسكون بزمام السلطة في وزارة الثقافة لا يمتون بأي صلة للفعل الثقافي الحقيقي. إنهم مجموعة من الأشخاص الفاسدين، الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، تاركين المبدعين والفنانين يعانون وحدهم.

نقول لهؤلاء المسؤولين الفاسدين في وزارة الثقافة: نحن في انزياحات لن نصمت أمام هذا الظلم والإهمال. سنظل نرفع صوتنا عاليا حتى يتحقق الإنصاف لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي كان يستحق الرعاية والاهتمام أكثر من أي وقت مضى. ” يكفي أنه حافظ على اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين من لم يبارك مايسمى إتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين..نعم إنه يكابد اكثر لأن هناك من يصفه بخيانة القضية الجنوبية..كيف يمكن أن نسمح لمثل هؤلاء المسؤولين الذين يغرقون في الفساد والفساد، بينما يترك المبدعون الحقيقيون لمصيرهم؟ المبدعون الذين يحترمون القضية الجنوبية ومطالبها العادلة ، كما يحترمون الوحدة اليمنية.

إننا نرفض بكل قوة هذا الإهمال الجائر، ونطالب بإجراء فوري لمحاسبة هؤلاء المسؤولين الذين يخونون أمانة الثقافة والفكر في اليمن. نريد أن نرى دعما حقيقيا للشاعر عبد الودود سيف ولرئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الدكتور مبارك سالمين، فيما يفترض بوزارة الثقافة أن تكون أكثر إنسانية وأكثر تعبيرا عن الرحمة.

سنواصل رفع أصواتنا حتى يتحقق العدل والإنصاف لهؤلاء الذين قدموا الكثير لليمن، ولن نتوقف حتى ينالوا حقوقهم كاملة، والتي يجب أن تُقدَّم لهم كواجب وليس كمنة.

 

انزياحات

 

30 أغسطس 2024