قضايا

أثينا..التمثال اليمني الذي أصبح جزءا من مجموعة الصباح في الكويت

( يفتح الموضوع بابا واسعا للنقاش حول قضية الآثار المنهوبة، وحق الشعوب في استرداد تراثها الثقافي والحضاري.)

تاريخ التمثال وأهميته

التمثال البرونزي المكتمل الذي يُعتقد أنه لأميرة أو سيدة يمنية من الجوف، استُخرج من معبد الإله ذي سماوي، وهو من أبرز الشواهد على حضارة اليمن القديمة. النقوش التي تزين ذراعيه وخط عنقه بالخط المسند تؤكد على أهميته الثقافية والدينية في تلك الفترة. هذا التمثال ليس مجرد قطعة فنية؛ بل هو جزء من الهوية اليمنية التي تعود لآلاف السنين.
***
أهمية مجموعة الصباح

مجموعة الصباح في الكويت تحتوي على العديد من الآثار اليمنية الفريدة التي تمتد عبر العصور المختلفة. تضم المجموعة قطعا من المرمر والحجر الجيري والبرونز والفضة، إلى جانب حلي ذهبية مذهلة تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى ما قبل الإسلام. هذه المجموعة تعكس التاريخ الطويل والغني لليمن ودوره المركزي في تاريخ المنطقة. لكنها، في الوقت نفسه، تثير قضية شائكة: ملكية هذه الآثار.
***
إن التمثال البرونزي الموجود في مجموعة الصباح ليس مجرد قطعة أثرية، بل هو جزء من تاريخ اليمن وهويته. اليمنيون لهم الحق في المطالبة بإعادة هذا التمثال وغيره من الآثار المنهوبة. حان الوقت للعمل على استعادة هذا الإرث الحضاري الغني ليعود إلى موطنه الأصلي، حيث ينتمي.

يجب أن يُنظر إلى هذه القطع الأثرية على أنها ليست مجرد ممتلكات مادية، بل هي جزء من الروح الثقافية للشعب الذي أنتجته.
**”
حق اليمنيين في استعادة آثارهم

لا شك أن قضية الآثار المنهوبة قضية عالمية تمس العديد من الدول التي تعرضت للغزو أو الاحتلال. اليمن، بثرائه التاريخي والحضاري، كان هدفا للكثير من حملات التنقيب والنهب. على مر العصور، فقدت اليمن العديد من كنوزها الأثرية التي أصبحت الآن موزعة بين المتاحف والمجموعات الخاصة حول العالم.

التمثال الموجود في مجموعة الصباح يعكس هذه الحقيقة، ويدفع اليمنيين للمطالبة بحقهم في استعادة هذا الإرث. استعادة الآثار ليست مجرد قضية قانونية؛ بل هي قضية هوية وثقافة. هذه الآثار تحمل في طياتها قصص الأجداد وتعبر عن الحضارات التي كانت موجودة على هذه الأرض.
***
التحديات والحلول

إعادة الآثار المنهوبة ليست أمرا سهلا. تتطلب هذه العملية تعاونا دوليا بين الدول والمؤسسات المعنية. في حالات كثيرة، تمتلك المتاحف والمجموعات الخاصة الآثار بشكل قانوني بعد شرائها من مزادات أو تجار آثار. لهذا السبب، يتطلب الأمر عادةً مفاوضات دبلوماسية وقانونية مطولة.

ولكن، يبقى حق الشعوب في استعادة تراثها أمرا لا يمكن التنازل عنه. اليمن، مثل العديد من الدول الأخرى، له الحق في استعادة هذه القطع الأثرية. من الضروري أن تقوم الجهات اليمنية المعنية بتوثيق هذه الآثار وملاحقة استعادتها عبر القنوات القانونية. أين دور وزارة الثقافة.. أين دور الدكتور محمد جميح مندوب اليمن لدى اليونسكو ؟!