باحث وكاتب. مدير تحرير مجلة دراسات يمنية. له 13 مؤلفًا في قضايا الفكر والثقافة والسياسة. قادري اليساري العتيق يكتب بمعدل ثلاث ساعات يوميًا وعند الفجر يبدأ الكتابة التي كأنه وهي توأم.
لطالما عرفته المعتقلات أيام العمل السري. تزوج بعد عمر الأربعين عامًا. الرقيق الداخل إلى بدايات السبعين عامًا مازال يدب بالنشاط الحلمي ولم ينكسر.
كل شيء مسكوت عنه تناوله بجرأة قل نظيرها. لم يتعصب قادري إلا لحلم دولة القانون والمواطنة المتساوية. من أهم الباحثين في ذلك السفر العظيم “آثار الهجرة اليمنية” في أصقاع العالم والذي يتناول بأجزائه السبعة أعلام يمانية في تاريخ الهجرة.
السياسي الملتزم الذي له انتقادات حادة ضد الهاشمية السياسية يحرك العقول الجامدة ضد التاريخ الدموي للزيدية الهادوية العنصرية التي مازالت ترتكب الجرائم ضد اليمنيين منذ ألف سنة. بل ويسخر ممن يقولون إن الإمامة أصل الدين. كتاباته عن الدولة العميقة في اليمن لا غنى لمهتم عنها.
أكثر شيء في حياته اليومية الكتابة والقراءة. يمكن للدارس أو الباحث الجاد في تاريخ الحركة الوطنية أن يستقي الحقيقة من كتاباته لا المهاترات.
لم يكن يومًا مناطقيًا بل جناحيه الشمال والجنوب دائمًا. أما الوحدة فهي بالنسبة له شيء مقدس.
قادري المسكون بالهم الوطني سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا. أكثر من يتمثل الرفاقية الحقة. مناضل يتسق مع مبادئه مهما كانت الظروف والإغراءات. له رؤى استشرافية جسورة. الصافي الزاهد العنيد في مواجهة التحديات والسلطة الغاشمة. في كل مكان سواء في مركز الدراسات والبحوث اليمني أو منتدى الجاوي الثقافي أو في المقهى أو بين أصدقائه لا تراه إلا مسكونًا بإدانة العولمة التي شوهت العالم. العالم الذي يتوحش على الفقراء دون ضوابط.
أظنه يفتقد صديقه التاريخي الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح. هو من الذين رافقوا الدكتور بإخلاص حقيقي.
والعم قادري هو المثقف المؤسسة. له كتابات مشهودة عن اليمن التاريخ والهوية.
من أهم كتبه “الصراع السياسي في مجرى الثورة اليمنية وقضية بناء الدولة”، “الدولة العميقة: مقاربة فكرية سياسية للحالة اليمنية”، “ثورة 26 سبتمبر: بين كتابة التاريخ وتحولات السلطة والثورة”، و”الأحزاب القومية في اليمن: النشأة، التطور، المصائر: دراسة سوسيو-سياسية، تاريخية، تحليلية، نقدية”.
لم يتعصب قادري إلا لحلم دولة القانون والمواطنة ويرى في العلمانية حلاً لمشاكل العقل السياسي والديني اليمني.