في سطور

الفنان الكبير جابر علي أحمد.. الرائد الذي لم ينصفه أحد

جابر علي أحمد - انزياحات
جابر علي أحمد - انزياحات

كتب _ رئيس التحرير 

الموسيقار والناقد الموسيقي اليمني البارز، الذي جمع بين الإبداع الفني والنقد الموسيقي بامتياز. ولد في مدينة الحديدة عام 1952، حيث بدأ مشواره الفني من المدرسة، متأثراً بأخيه الأكبر الذي كان يمارس الموسيقى عزفاً وغناءً. تعمق جابر في دراسة الموسيقى والفلسفة، وحصل على تعليمه العالي من جامعة دمشق والمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة.

 

الرائد الذي لم ينصفه أحد

 

جابر علي أحمد الذي يُعد رائداً في مجال النقد الموسيقي في اليمن، لم ينصفه أحد، لا السلطات ولا القائمين على فعل الثقافة اليوم في اليمن .

كان ليساريته دور كبير في تعمد السلطات إقصائه، عمل جابر علي أحمد، على تحليل وتقديم رؤى نقدية شاملة حول واقع الموسيقى اليمنية بجهد لافت لم تنجزه المؤسسة.

وفي كتابه “من المشهد الموسيقي اليمني”، ناقش جابر الحاجة الماسة للنقد الموسيقي كأداة لتقييم وتطوير الفن. يستشهد بقول البردوني: “نحن أكثر حاجة إلى من يرينا عيوبنا أكثر ممن يطري إحساسنا”، مؤكداً على أن النقد يسهم في تصحيح المفاهيم الفنية وتحقيق توازن في الحياة الثقافية.

 

عن الموسيقى وعلاقتها بالسياسة

 

يتناول جابر في كتاباته العلاقة المعقدة بين الموسيقى والسياسة، ويشير إلى الازدواجية الغريبة بين التفكير السياسي المتقدم والتفكير الفني المتخلف عند بعض السياسيين. يؤكد أن الموسيقى ليست بعيدة عن مركز الدراسة المنهجية في اليمن، وأنَّ هذا الإهمال يؤثر سلباً على الحياة الفنية والثقافية. يبرز جابر دور الموسيقى في إثراء وجدان

الشعوب وتحقيق الوحدة الوطنية، مشددا على أهمية التعليم الموسيقي منذ سن مبكرة.

 

تحديات كبيرة في مشواره الفني 

 

واجه جابر علي أحمد تحديات كبيرة في مشواره الفني، خاصة في ظل انتشار الأمية الموسيقية في اليمن؛ وتكفير الفنانين. يؤكد على ضرورة مواجهة هذا الخطر من خلال التعليم والتوعية الموسيقية. وفي كتابه “تيارات تجديد الغناء في اليمن”، يناقش جابر أهمية تطوير الموسيقى وحمايتها من التشويه وسوء الاستخدام.. إنَّ الفنان جابر علي أحمد يعد رمزاً في النقد الموسيقي والإبداع الفني في اليمن. من خلال مؤلفاته وأبحاثه، قدم رؤى نقدية ومنهجية لتطوير الموسيقى اليمنية وحمايتها من التشويه. إسهاماته في التعليم والتوعية الموسيقية تظل ملهمة للأجيال القادمة، وكل يوم يبرز دوره الريادي في إثراء الحياة الفنية والثقافية في اليمن.

يرى جابر أن الموسيقى تلعب دوراً حيوياً في حياة الإنسان، ويؤكد على أهمية تنمية التذوق الموسيقي منذ سن مبكرة. يوضح أن الموسيقى ليست مجرد فن ترفيهي، بل هي وسيلة لتطوير الذائقة الجمالية وتعزيز الروابط وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية.

 

تأثر جابر بالعديد من الفنانين اليمنيين والعرب، منهم محمد مرشد ناجي وأحمد قاسم، وأحمد علي مروعي. شارك في العديد من لجان التحكيم في مسابقات وبرامج تشجيعية للمواهب، وساهم في تحريك مياه الموسيقى، رغم التحديات التي تواجه الأصوات الواعدة في ظل غياب الدعم اللازم.

 

علي عبد العزيز نصر: احترم في جابر أنه يعتبر الموسيقى عنصرا أساسيا ومهما في حياة التلميذ.

 

أتذكر في بداية التسعينيات من القرن الماضي والأستاذ جابر علي أحمد يدرس الموسيقى في مدارس الفتح النموذجية في مدينة الحديدة.

كانت أختي عبير تدرس في المدرسة المرموقة ذاتها. حين التقيته في صنعاء في عام ٢٠٠٢ قلت له أختي عبير تشكرك لأنك علمتها الأورج وهي صغيرة… كانت المدرسة قد أسسها الشاعر اليمني الكبير علي عبد العزيز نصر. أتذكر أن ابنته منى علي عبد العزيز نصر هي من كانت تديرها. ذات يوم قبل رحيله باسبوع أجريت مع الاستاذ علي عبد العزيز نصر حوارا صحفياً وكنت في بداية مشواري الصحفي، نشر حينها الحوار في صحيفة الشوري التي تصدر عن اتحاد القوى الشعبية فيما يعد علي عبد العزيز من أهم مؤسسيه إلى جانب مالكيه- بيت الوزير!.، ولقد كان علي عبد العزيز نصر من الداعين لحركة 48 الدستورية، بل والخطيب باسمها، موالين عبد الله الوزير إماما عن الإمام يحيى بن حميد الدين. المهم فشلت الحركة، فسجن بالحديدة، ثم غادر الحديدة قاسما أن لا يعود إلا وقد سقط النظام الإمامي غير الدستوري إلى الأبد، وصل عدن ودرس بها وبأبين، وعمل مع الاتحاد اليمني والجمعية اليمانية الكبرى، ثم أصبح أمين عام الاتحاد، وعمل مع كل الأحزاب، من مؤسسي المؤتمر العمالي ثم الجبهة الوطنية المتحدة، إلخ.. سالته لماذا أوليت الأستاذ جابر علي أحمد تدريس الموسيقى في المدرسة ، قال:” أحترم في الأستاذ جابر علي أحمد لأنه يعتبر الموسيقى عنصراً أساسياً ومهما في حياة التلميذ، وهو يحمل قيمة فنية وثقافية راقية”.

 

فرقة جابر المكونة من طلابه الصغار الأولى في الجمهورية 

 

طبعا ساهم جابر علي أحمد في تنمية موسيقية شاملة لطلابه الصغار، وفق معايير وطنية خالصة، وفي الاحتفالات الوطنية سواء سبتمبر أو أكتوبر أو مايو كانت فرقة مدارس الفتح النموذجية في مدينة الحديدة هي الأولى سواء أمام فرق المدارس الأخرى في الحديدة، أو على مستوى الجمهورية.

 

مؤلفاته وإسهاماته

 

له العديد من المؤلفات ومئات الأبحاث والدراسات في مجال الفن والموسيقى، منها: “حاضر الغناء في اليمن”، “تيارات تجديد الغناء في اليمن”، و”الموشح اليمني النشأة والخصوصية”. هذه الأعمال تبرز تحليلاته العميقة ورؤاه النقدية لتطوير الموسيقى اليمنية.

تيارات تجديد الغناء في اليمن - جابر علي أحمد
تيارات تجديد الغناء في اليمن – جابر علي أحمد

لذلك تناشد انزياحات وزارة الثقافة اليمنية بطباعة مقالات وأبحاث ودراسات جابر علي أحمد، وهي بالمئات.