تعتز إنزياحات بنشر رواية الرهينة بصيغة pdf
زيد مطيع دماج، الروائي والقصصي اليمني الكبير، هو أحد أبرز الأصوات الأدبية في اليمن و العالم العربي. ولِد دماج في محافظة إب عام 1943، وهو نجل المناضل والسياسي المعروف مطيع دماج، الذي كان له دور كبير في الحياة السياسية والثقافية في اليمن. منذ نعومة أظافره، ففي 14 مايو 1944م فـرَّ والده الشيخ المناضل مطيع بن عبدالله دماج من سجن “الشبكة” في تعز إلى عدن وبدأ يكتب مقالاته الشهيرة في صحيفة “فتاة الجزيرة” ضد نظام حكم الإمام يحيى وبنيه وأسس مع رفاقه فيما بعد “حزب الأحرار”، نما دماج في بيئة مشبعة بالأدب والسياسة، مما أثر بشكل كبير على توجهاته الأدبية والفكرية.
البداية والتكوين
بدأ زيد مطيع دماج مسيرته الأدبية في سِن مُبكرة، حيث أظهر موهبة فذة في الكتابة منذ شبابه. تأثر بأدباء كبار مثل نجيب محفوظ و يوسف إدريس، أيضًا بالأدب العالمي مما ساعده في تطوير أسلوبه الخاص الذي يمزج بين الواقعية والرمزية. تعكس كتاباته عمق الحياة اليمنية وتعقيداتها، وهو ما يتجلَّى بوضوح في رواياته وقصصه القصيرة.
“الرهينة”: الرواية الأيقونية
تُعد رواية “الرهينة” التي نُشرت عام 1984، من أشهر أعمال زيد مطيع دماج وأكثرها تأثيرًا. تستند الرواية إلى فترة حكم الإمامة في اليمن، وتتناول قصة شاب يُحتجز كرهينة في قصر الإمام. من خلال هذا العمل، يستعرض دماج بمهارة شديدة الفروق الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع اليمني، ويقدم نقدًا لاذعًا لنظام الحكم الاستبدادي.
العمق الثقافي والرمزية
يمتاز أسلوب زيد مطيع دماج بقدرته الفائقة على استخدام الرمزية لعرض القضايا الاجتماعية و السياسية. فشخصياته ليست مجرد شخصيات خيالية، بل هي انعكاس لواقع المجتمع اليمني بكل ما يحمله من تناقضات وصراعات. يبرز هذا بشكل خاص في شخصيات روايته “الرهينة”، حيث يستخدمها لدراسة العلاقات بين السلطة والفرد، الجماعة و المجتمع.
التنوع القصصي
إلى جانب “الرهينة”، كتب دماج العديد من القصص القصيرة التي تميزت بتنوعها وعمقها، من أشهر المجاميع القصصية ” طاهش الحوبان” و ” العقرب” و ” أحزان البنت ميَّاسة”، من خلال هذه القصص، يعكس دماج حياة الناس العاديين في اليمن، بما في ذلك مشاقهم وأفراحهم وآمالهم. قصصه تتميز بالواقعية السحرية التي تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث بنفسه.
التأثير الأدبي
لم تكن إسهامات دماج الأدبية مقتصرة على الكتابة فقط، بل كان له دور كبير في دعم وتطوير الأدب اليمني. عمل في العديد من المناصب الثقافية، وساهم في نشر العديد من الأعمال الأدبية لأدباء شباب،
كان يؤمن بقدرة الأدب على إحداث تغيير اجتماعي و سياسي، وسعى دائمًا إلى استخدام قلمه كأداة للنقد البنَّاء.
الإرث الأدبي
تُعتبر أعمال زيد مطيع دماج جزءًا لا يتجزأ من الأدب اليمني والعربي. تُرجمت رواياته إلى العديد من اللغات، و حازت على إعجاب القراء والنقاد في جميع أنحاء العالم. رغم رحيله في عام 2000، إلا أن إرثه الأدبي لا يزال حيًا، و يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الكتاب اليمنيين و العرب.
تلقى زيد مطيع دماج تعليمه الأولي في المعلامة “الكُتَّاب” مع أقرانه في القرية فحفظ القرآن الكريم وبعد ذلك توَّلى والده عملية تعليمه وتثقيفه من مكتبته الخاصة التي عاد بها من عدن فقرأ كتب الأدب والتاريخ والسياسة وكان من أهمها “روايات الإسلام” لجرجي زيدان.
ألحقه والده بالمدرسة الأحمدية في تعز وحصل فيها على الشهادة الابتدائية سنة 1957م. استطاع والده بواسطة صديق له إرساله إلى مصر عام 1958م فحصل على الشهادة الإعدادية من مدينة “بني سويف” بصعيد مصر عام 1960م والشهادة الثانوية من مدرسة “المقاصد” بطنطا عام 1963م.
التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1964م لكنه تركها بعد سنتين والتحق بكلية الآداب، قسم صحافة، بعد أن برز توجهه الأدبي.
بدأ يكتب المقالات السياسية و بواكير أعماله القصصية في مجلة “اليمن الجديدة”.
في عام 1968م استدعاه والده إلى أرض الوطن، فغادر مصر إلى اليمن للمشاركة في العمل الوطني وبقائه مع والده الذي كان رافضاً التنازل عن أهداف الثورة اليمنية والصلح مع الملكيين. ولم يكمل دراسته لظروف والده الصحية و اعتكافه للعمل السياسي.
تمَّ انتخابه عضواً في مجلس الشورى أول برلمان منتخب في البلاد سنة 1970م عن ناحية السياني وكان رئيسًا للجنة الاقتراحات و العرائض وتقصِّي المظالم.
في 14 يناير 1972م رحل والده إلى مثواه الأخير، وكان لذلك أثر كبير في حياته الشخصية والأدبية و السياسية.
في يناير 1976م عُيَّن محافظاً للواء المحويت و عضواً في مجلس الشعب لفترتين متتاليتين منذ عام 1979م.
_عين وزيراً مفوضاً و قائماً بالأعمال في دولة الكويت عام 1980م.
في عام 1982م أنتخب عضواً في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ومقرراً للجنة السياسية فيه.
_ عضو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
_ عضو إتحاد الأدباء والكتاب العرب.
_ عضو إتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
_ سكرتير عام مجلس السِلم و التضامن اليمني.
_ عضو مجلس السلم العالمي.
– مؤسس، وصاحب امتياز، مجلة “أصوات” الأدبية، والتي كانت واحدة من أهم المجلات الأدبية في اليمن وتخصصت في إبراز الأجد في الأدب العربي، ركان يرأس تحريرها الشاعر محمد حسين هيثم.
– عين مستشاراً لوزير الخارجية ثم وزيراً مفوضاً في بريطانيا عام 1997م.
- صدر له:
1. طاهش الحوبان مجموعة قصصية صدرت عام 1973م.
( الطبعة الثانية 1979م)، (الطبعة الثالثة 1980م).
2. العقرب – مجموعة قصصية صدرت عام 1982م.
3. الرهينة – رواية (صدرت عام 1984م عن دار الآداب في بيروت)،
(ط2-1988م عن دار الشؤون الثقافية – بغداد)،
(ط3-1997م عن دار رياض الريس – بيروت)
(ط4-1999م- مهرجان القراءة للجميع – القاهرة)،
(ط5-2010م- اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – صنعاء)،
– ترجمت إلى الفرنسية عام 1991م عن دار EDIFRA ثم ترجمت مرة أخرى عام 2013 عن دار ZOE – سويسرا
– ترجمت إلى الإنجليزية عام 1994م عن دار INTERLINK BOOK
– ترجمت إلى الألمانية عام 1999م
– ترجمت إلى لروسية واليابانية والأسبانية (1988م-2003م).
– ترجمت إلى الهندية عام 2006م
– ترجمت إلى الصربية عام 2007م
– اختيرت ضمن مشروع اليونسكو “كتاب في جريدة” عام 1998م.
– في أوائل 2000م اختيرت من قبل إتحاد الكتاب المصريين واحدة من أفضل مائة رواية عربية في القرن العشرين.
4. الجسر – مجموعة قصصية صدرت عام 1986م.
5. أحزان البنت مياسة – مجموعة قصصية صدرت عام 1990م.
6. الانبهار والدهشة – كتاب سردي من الذاكرة صدر عام 2000م.
7. المدفع الأصفر – مجموعة قصصية صدرت عام 2001م.
8. المدرسة الأحمدية – رواية (تحت الطبع).
إلى جانب عدد كبير من المقالات السياسية والإجتماعية التي نشرت في الصحف والمجلات المحلية والعربية وتدرس معظم أعماله الإبداعية في المدارس والجامعات.
في 20 مارس 2000م وافته المنية في المستشفى الجامعي MIDDLESEX في لندن عن عمر ناهز السبعة والخمسين عاماً قضاها دفاعاً عن قضايا الإنسان والوطن ومستقبله بعد أن أثرى الساحة اليمنية والعربية بأعمال إبداعية أوصلته إلى العالمية.