إشراق المقطري، هي واحدة من أبرز الناشطات اليمنيات في مجال حقوق الإنسان، والتي نذرت نفسها منذ عشرين عاماً للدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن. وُلِدت في تعز، وهي المدينة التي لطالما كانت رمزاً للمقاومة والتحدي في وجه الظلم والاستبداد. إشراق المقطري عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات انتهاكات حقوق الإنسان
***
بداياتها ومسيرتها المهنية
تخرجت إشراق المقطري من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، حيث بدأت حياتها المهنية كمديرة للشؤون الإدارية والقانونية في إذاعة تعز. كان لها حضور مميز ورائد في هذا المنصب، وكانت إذاعة تعز هي نقطة انطلاق مسيرتها المهنية.
واصلت تحصيلها العلمي في تخصصها القانوني، حيث حصلت على درجة الماجستير من جامعة أسيوط في جمهورية مصر العربية. وهي تعمل حالياً على أطروحة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة تعز.
في الجانب الحقوقي، تشغل إشراق المقطري منذ عام 2015 منصب قاضي تحقيق في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وتعمل أيضاً كناطق رسمي للجنة. بالإضافة إلى ذلك، وهي مدير الشؤون القانونية في اتحاد نساء اليمن – تعز.
***
العمل في الميدان
ما يميز إشراق المقطري هو عملها الميداني، حيث عاشت عدة سنوات مع أسرتها في سهول ووديان وديم وهي تتنقل لرصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عن قرب. لم تكتفِ بالعمل من خلف المكاتب، بل كانت دائماً في مقدمة الصفوف، ترصد وتنقل معاناة الضحايا، مما أكسبها مصداقية عالية واحتراماً كبيراً بين زملائها في الميدان.
***
أدوارها القيادية
كانت إشراق أحد القيادات الشبابية في الثورة اليمنية في الحادي عشر من فبراير، حيث لعبت دوراً كبيراً في تحفيز الشباب والمشاركة في المظاهرات والمسيرات التي طالبت بإسقاط النظام. ولم تتوقف.
***
الإنجازات والاعترافات
إشراق المقطري ليست فقط ناشطة حقوقية بل هي أيضاً خبيرة في آليات حماية حقوق الإنسان. على مدار سنوات عملها، تمكنت من بناء شبكة قوية من العلاقات مع منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية. جهودها لم تمر دون ملاحظة، فقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من مؤسسات حقوقية عالمية تقديراً لعملها الشجاع والدؤوب.
***
دورها في حماية الطفل
تشير المقطري إلى أن هناك تحديات عديدة ومتشابكة تواجه حماية الطفل اليمني وحقوقه في ضوء الواقع الذي أفرزته الحرب، سواء كان ذلك على الصعيد الصحي أو التعليمي. تعمل جاهدةً على توفير الدعم للأطفال الذين تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالحرب، وتسعى لضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة والأمان.
***
تأثيرها في المجتمع
إشراق المقطري تركت بصمة واضحة في المجتمع اليمني، سواء من خلال عملها الميداني أو من خلال أدوارها القيادية. كان لها تأثير كبير في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان وضرورة الدفاع عنها. هي ليست فقط رمزاً للنضال من أجل حقوق الإنسان.
***
انتماؤها السياسي
إشراق المقطري ليست فقط ناشطة حقوقية، بل هي أيضاً عضو بارز في الحزب الاشتراكي اليمني. انتماؤها لهذا الحزب يعكس التزامها العميق بالقيم والمبادئ التي يدافع عنها، مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والمساواة. الحزب الاشتراكي اليمني كان له دور كبير في تشكيل وعيها السياسي والاجتماعي، وكان دائماً يدعم جهودها في مجال حقوق الإنسان.
***
إشراق كأم عظيمة
إشراق المقطري، الناشطة البارزة في مجال حقوق الإنسان، لم تقتصر على دورها كمناضلة وشخصية قيادية، بل امتدت عظمتها إلى حياتها الشخصية كأم مثالية. عرفت إشراق كيف توازن بين مسؤولياتها العامة وواجباتها الأسرية، لتكون مثالاً يُحتذى به في تقديم الحب والرعاية لأبنائها.
كأم، كانت إشراق تجسد الحنان والقوة في آن واحد. لم يكن دورها في تربية أبنائها مقتصراً على توفير الاحتياجات اليومية فحسب، بل كانت تغرس فيهم قيم الشجاعة والاستقامة والنزاهة التي تؤمن بها. كانت تتحدث معهم عن أهمية الحق والعدالة، وتعلمهم كيف يكونون أفراداً مؤثرين في مجتمعهم. رغم انشغالها الدائم بقضايا حقوق الإنسان، إلا أنها لم تهمل أبداً تواجدها مع أبنائها، بل كانت تشاركهم كل همومهم وماشاء الله أنفال صارت طبيبة ، وايلاف التي كانت وهي صغيرة معقدة جداً من الانجليزي صارت تتحدث الانجليزي بريفكت.
أما الياس المشاغب الماهر في كرة القدم واتذكره حين في الخامسة من عمره يهزم كل الحارات كلها على مستوى عمره بل ويهزمني أيضا حين كنت أواجهه ،صار اليوم رزينا وفي مستوى ثالث إدارة أعمال.
***
إشراق المقطري كابنة لرجل جليل
إشراق المقطري ليست فقط رمزاً للنضال والدفاع عن حقوق الإنسان، ولا أيضاً أم عظيمة وزوجة ملتزمة، بل أبنة لرجل جليل تفاخر به، إذ علمها قيم الشجاعة والاستقامة والنزاهة. هذه القيم التي غرسها والدها فيها جعلت منها نموذجاً يُحتذى به في المجتمع اليمني والعربي.
صعوبات أوجدتها الحرب
تقول إشراق المقطري أن الحرب أوجدت صعوبات كبيرة للعامل في مجال حقوق الإنسان، مثلا: قد يتعرض العامل في مجال حقوق الإنسان للانتهاك وللاعتقال وللمساءلة، ولسوء الفهم، وصعوبة الوصول للمعلومة، وعدم اعتراف الضحايا، ورفض الشهود التحدث خصوصا مع القبضة الأمنية في بعض المحافظات اليمنية بشكل عام، خاصة في مناطق الجماعات المتطرفة، مثلا: جماعة الحوثيين حيث هناك منظمات أغلقت بسبب صعوبات العمل، لكن هذه الصعوبات لا تعني الاستسلام، بل تعني بذل جهد أكبر ومضاعف.