د. عبد الله عوبل، شخصية يمنية بارزة ووزير الثقافة اليمني السابق، يشغل حالياً منصب الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني. الحزب الذي نادى بالوحدة قبل تحقيقها بينما كان كل وحدوي يمني بمثابة الغريب.
عبد الله عوبل هو شخصية مميزة في السياسة اليمنية، يجمع بين الأكاديمية والسياسة برؤية وطنية تركز على حقوق المواطنين وتعزيز الديمقراطية. إن مواقفه وآرائه تعكس تفانيه في خدمة اليمن وشعبه، ورؤيته لضرورة بناء دولة حديثة تعتمد على القانون والدستور بعيداً عن الأعراف القبلية والتدخلات الخارجية.
وُلد ونشأ في اليمن أبين، حيث كانت تعليمه الأكاديمي والمراحل الأولى من حياته المهنية متجذرة في بيئة تشهد تحولات سياسية واجتماعية متسارعة. كأستاذ محاضر في جامعة عدن، أثرى عوبل الأجيال الجديدة من الطلاب برؤيته الثقافية والسياسية، وكان له دور كبير في تعزيز التعليم العالي في اليمن.
يرى د. عوبل أن المرحلة الانتقالية التي شهدتها اليمن كانت بمثابة المرحلة الذهبية في عمر الوحدة اليمنية.لإن الانتخابات النيابية الأولى التي جرت في أبريل ١٩٩٣م تُعد الأكثر شفافية ونزاهة في تاريخ الانتخابات اليمنية. ووفقاً لعوبل، كان دستور دولة الوحدة مليئًا بالحقوق للمواطنين ويؤسس لدولة ديمقراطية حقيقية، مما أفزع القوى التقليدية وقوى النفوذ والسلطة.
كانت هذه القوى ترى في تعاظم دور الدستور والقانون والقضاء تهديداً لسلطتها التقليدية المبنية على الأعراف ودور القبيلة في السياسة والسلطة. بعد حرب ٩٤، شهدت اليمن تغييرات جذرية في الدستور، حيث تم شطب أكثر من ٨٠ مادة تتعلق بحقوق المواطن، وتم إعطاء الرئيس صلاحيات مطلقة.
يرى عوبل أن هذه التعديلات كانت تهدف إلى الحفاظ على نفوذ القوى التقليدية على حساب حقوق المواطنين.
دور الثقافة والفنون
أثناء توليه منصب وزير الثقافة من ديسمبر ٢٠١١ إلى سبتمبر ٢٠١٤، عمل عوبل على تعزيز الفنون والثقافة في اليمن.
يعتقد أن الفنون الحديثة مثل المسرح والسينما تلاشت بسبب فرض قائمة من المحرمات على الشعب اليمني، مما أدى إلى شطب الحريات وتقييد الإبداع. يرى أن الفنون والثقافة يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية لتعزيز الوعي والإبداع لدى المواطنين.
ويتناول د. عوبل الأوضاع السياسية الراهنة في اليمن بنظرة نقدية. يشير إلى أن الحكومة الشرعية الجديدة ستفشل كسابقتها لأسباب عدة، منها توقيف الوديعة السعودية التي كانت عامل توازن للعملة في السوق، والتوترات الأمنية بين الأطراف. كما يعتقد أن الحكومة واللجنة السعودية المكلفة بتنفيذ الشق العسكري فشلتا في التقدم خطوة واحدة نحو الاستقرار. وفيما يتعلق بقضية انفصال الجنوب، يعتقد عوبل أن التحالف العربي يشجع المجلس الانتقالي الجنوبي على استعادة دولة الجنوب، لكنه في الواقع يسعى لتقسيم الجنوب بين التحالف والشرعية ظاهرياً وبين قوتي التحالف الرئيسيتين. ويرى أن مسمى “الجنوب العربي” فارغ من أي مضمون حقيقي، ولا يمكن إلغاء التاريخ والهوية اليمنية للجنوب سواء بدولة اتحادية أو حتى بانفصال.
كذلك بجرأة يتناول د.عوبل تأثير الأعراف القبلية على السياسة اليمنية، حيث يُكرس نظام الأعراف القبلية بقوة لحماية وجود واستمرارية القبيلة. يعتقد أن هذه المنظومة اكتسبت مشروعية دينية عبر تلفيق الأحاديث والأخبار التي تتناقض مع النص الديني والعقل. ويرى أن تعزيز دور القانون والدستور يمكن أن يحد من نفوذ القبيلة ويسهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة.
من قصائد د. عبد الله عوبل
إشراق- بداية الغموض
اعيش مع تموجات
يبثها نسيم الفجر
تعتلي الشوارع والازقة
قبل أن تضئء السماء،
تختلط شقشقة العصافير
العابرة
بالنور القادم من فوق المآذن
وحين تعري أشعة الشمس
وجه الحياة
لن يبقى
الفجر
والعصافير
وتراتيل الصلاة
سوى لحظة وأمنيات
إشراق
الإشراق فاصل زمني
لحظة مهجنة التقاء وانفراج.
بداية الغموض
نهارات الشعر
انتظار طويل على شارع الخوف
وامتداد الطريق يؤثث بموسيقى الغد
شمس النهار
يختبئ الظلام ويتوسد إحشاءك
تؤثث الطريق بالآلام ،، تطول.
الليل فينا يطول في النهار
يضيق النهار ،
وتضيق المسافات
تضيق
تضيق ،
حتى يولد نهار القصيدة.