شؤون إنسانية

عزاء لصامد .. اختطفه انفجار المنصوره تاركا وراءه أربعة أطفال صغار

من المؤلم حقاً أن نكتب هذه الكلمات في لحظة تكتسي فيها عدن بالحزن والأسى على رحيل ابنها البار، الشاب صامد علي محمد صالح الصيادي، الذي فجعنا بفقده أثر الانفجار المروع الذي وقع في محطة الغاز بالمنصورة قبل أيام. لقد اختطفه الموت الغادر في لحظة مفجعة، تاركا وراءه أربعة أطفال صغار، وألماً يعصف بقلوبنا جميعاً.
العقيد علي محمد صالح الصيادي، كان لك أن تفخر بابنك، فقد كان مثالا للشاب المتفاني، الشجاع، الذي يسعى إلى تحسين حياته وأسرته في ظروف قاسية، لكن القدر كان له رأي آخر، رأي لا نستطيع أن نغيره أو نفهمه، سوى أن نقول “اللهم لا اعتراض على حكمك”.
صامد لم يكن مجرد شاب رحل، بل كان رمزا للأمل والطموح الذي يكافح في وجه الصعاب. وجوده بيننا كان يعطينا القوة والإلهام، ويجعلنا نؤمن أن هناك دائما أمل رغم كل ما تمر به عدن من محن. لكنه اليوم يترك خلفه فراغا كبيرا، يملؤه الحزن والأسى.
أبناء عدن، بكل طوائفهم وانتماءاتهم، يشعرون اليوم بثقل الفقد. فصامد لم يكن مجرد فرد، بل كان جزءا من نسيج هذه المدينة التي طالما عرفت بالوحدة والتضامن في أوقات الأزمات. في هذا الحزن العميق، نتذكر أن عدن دائما كانت قادرة على النهوض من أوجاعها، لكن هذا لا يخفف من ألمنا على خسارة هذا الشاب الطيب.
العقيد علي الصيادي، نحن نعلم أن الكلمات لن تخفف من حجم معاناتك، لكنها تحمل في طياتها تعبيرا عن مشاركة صادقة من كل فرد منّا في مصابك الجلل. فنحن، سواء كنا قريبين منك أم بعيدين، نشعر بوجعك ونأسى لما أصابك.
هذه الفاجعة هي تذكرة لنا جميعاً بقيمة الحياة وبالهشاشة التي نعيشها، فلا أحد منا يعلم ما يخبئه الغد. نأمل أن تكون ذكرى صامد دافعا لنا جميعا للعمل بجدية أكبر من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا ولأبنائه الأربعة الذين تركهم خلفه. فليكن هذا الحادث الأليم فرصة لنا لإعادة التفكير في وسائل الأمان والسلامة في مدينتنا، لضمان أن لا تتكرر هذه المأساة مع أي عائلة أخرى.
ختاما، باسم فريق تحرير “انزياحات” وكل من عرفوا صامد وأحبوه، نقدم أحر التعازي لك ولعائلتك الكريمة. نسأل الله أن يتغمد فقيدكم بواسع رحمته وأن يلهمكم الصبر والسلوان.
عزاؤنا واحد، وقلوبنا معكم.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس التحرير الصحفي والشاعر فتحي أبو النصر
رشاد الصيادي، مدير التحرير، إبن عم الفقيد
كبير المحررين صلاح الواسعي
الداعم الفني رياض الاحمدي