منظمات تطالب بتحرك دولي للإفراج عن 136مختطفاً ومخفياً في سجون مليشيات الحوثي
بمناسبة اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري، الذي يصادف 30 أغسطس من كل عام. طالبت منظمات حقوقية، المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للإفراج عن 136 مختطفاً و مخفياً قسرياً في سجون مليشيات الحوثي المدعومة من النظام الايراني، منهم 51 من موظفي الأمم المتحدة والسفارة الأمريكية في اليمن.
جاء ذلك في فعالية حقوقية أقيمت، امس، بمدينة مأرب نظمتها الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين ومنظمة دي يمنت للحقوق والتنمية .
المنظمات شددت علىوضرورة الضغط على مليشيات الحوثي لوقف تدخلاتها في عمل المنظمات الأممية والدولية ومحاولة فرض أجندتها عليها وتحويل أنشطتها الإغاثية والإنسانية لخدمة أهدافها..محذرة من استمرار خطاب الكراهية والتحريض الذي تمارسه مليشيات الحوثي ضد المنظمات الأممية والدولية العاملة في مناطق سيطرتها لما له من تداعيات خطيرة على نشاط تلك المنظمات وعلى العمل الإغاثي
وأشارت المنظمات في بيان تلقت انزياحات نسخة منه، إلى أنها رصدت خلال السنوات الماضية 1585 حالة إخفاء قسري في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، منهم 136 لا يزالون مختطفين ومخفيين حتى هذه اللحظة ، من ضمنهم 51 مختطفا من موظفي الأمم المتحدة وموظفين سابقين في السفارة الأمريكية.
البيان أكد أن المليشيات الحوثية تتبنى منذ انقلابها على مؤسسات الدولة الشرعية نهاية العام 2014 منهجية الإخفاء القسري وتعتمدها كوسيلة ترهيب لإسكات معارضيها وإخضاع المجتمع لها..داعياً الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، وكافة المنظمات الدولية المعنية، بالتحرك الجاد للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسريا في سجون مليشيات الحوثي، والعمل على إنصاف الضحايا وإدانة مرتكبي تلك الانتهاكات.
***
عذابات الأسر في ظل الاختطاف والإخفاء القسري: مصائر معلقة وأحزان لا تنتهي
المحرر الاجتماعي
- العائلات تعيش بين الأمل والواقع المرير
في اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري، لا يجب أن ننسى أن وراء كل رقم يوجد إنسان، وراء كل قصة يوجد عائلة تعاني، وراء كل اسم يوجد مستقبل مجهول. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الجاد من أجل إنهاء هذه المأساة التي تعصف بالمئات من العائلات اليمنية، وإعادة الأمل والكرامة للضحايا وعائلاتهم. حتى يحدث ذلك، ستظل مصائر هؤلاء المختطفين والمخفيين قسريًا معلقة، وسينتظر أحباؤهم عودتهم في صمت يعصف بهم كل يوم.
ففي ظل الصراع الدامي الذي تشهده اليمن منذ انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية في 2014، تُسجل آلاف الحالات من الاختطاف والإخفاء القسري، لتصبح مصائر الكثير من اليمنيين معلقة بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس، وبين الانتظار الذي لا ينتهي.
***
الأسر المكلومة: أحزان لا يهدأ لها بال
تعيش الأسر التي تعرض أبناؤها للاختطاف أو الإخفاء القسري، كابوسا مستمرا لا يترك لهم مجالا للتعافي أو الاستقرار. فكل يوم يمر، يزيد من حجم الألم والغموض حول مصير أحبائهم. كيف يمكن لأمٍ أن تنام وهي لا تعرف ما إذا كان ابنها ـ أو بنتهاـ يأكل أو يعاني؟ كيف يمكن لأبٍ أن يستمر في العمل وهو لا يعرف ما إذا كان ابنه على قيد الحياة؟ هذه هي الأسئلة التي تعصف بعقولهم كل يوم.
الآباء والأمهات، الأخوة والأخوات، والأبناء الذين فقدوا معيلهم أو رفيق دربهم، يعيشون في دوامة من العذاب النفسي والجسدي. كل خبر، كل همسة، كل صوت يفتح أمامهم باب الأمل، لكن سرعان ما يُغلق ذلك الباب ليتركهم في ظلام الانتظار المرير.
***
انتظار لا نهاية له
انتظار عودة المختطفين أو الحصول على خبر حول مصيرهم، يُعد من أكثر التجارب قسوة. العائلات تعيش بين الأمل والواقع المرير، بين لحظات من التفاؤل الحذر والأيام الطويلة من اليأس المتجدد. في كل مرة يسمعون فيها عن تحرير أو إطلاق سراح أحد المختطفين، تزداد آمالهم، لكن عندما لا يكون ذلك الشخص هو قريبهم، يعودون إلى دائرة الألم المتجدد.
الأسر تواصل البحث، تسأل، تستفسر، تحاول الوصول إلى أي معلومة يمكن أن تزيل بعض الغموض المحيط بمصير أبنائها. لكن في كثير من الأحيان، تواجه هذه المحاولات بالصمت المطبق أو بالإجابات المتناقضة التي تزيد من حيرتها وألمها.
الآثار النفسية والاجتماعية
التعرض للاختطاف أو الإخفاء القسري لا يؤثر فقط على الضحية نفسها، بل يمتد إلى جميع أفراد العائلة. العائلات تعيش في حالة من الرعب الدائم، من الخوف على مصير أبنائها ومن القلق حول ما إذا كانت ستراهم مجددًا. الأطفال الذين يكبرون بدون آبائهم، يعانون من نقص في الإحساس بالأمان والاستقرار، مما يؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي.
هذا الوضع أيضا يؤثر على العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع اليمني. فالخوف من الاختطاف والإخفاء القسري يجعل الناس أكثر حذرا في تعاملاتهم مع الآخرين، وقد يدفعهم إلى الانعزال عن المجتمع المحيط بهم، مما يزيد من حالة التمزق الاجتماعي.