تمكنت مواعيد من إحداث تغيير حقيقي في المشهد الأدبي اليمني”
دار مواعيد للنشر التي يديرها الفنان والمبدع اليمني ريان الشيباني، تمثل نقطة تحول في صناعة النشر اليمنية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد جراء الحرب. تمكنت هذه الدار، التي اتخذت من الجمال والإبداع شعارا لها، من تحقيق إنجازات كبيرة في وقت قصير، مما جعلها مرجعا هاما للمثقفين والأدباء اليمنيين.
دور ريادي في الساحة الثقافية
ريان الشيباني، فنان تشكيلي وصحفي وروائي معروف، أخذ على عاتقه مسؤولية إنشاء دار نشر متميزة تعنى بالطباعة الأنيقة والرفيعة. منذ تأسيسها، لم تكتفِ دار مواعيد بإصدار كتب ذات جودة عالية من الناحية الفنية فقط، بل حرصت على نشر أعمال أدبية وإبداعية لكبار الشعراء والكتاب اليمنيين، بالإضافة إلى دعم الكتاب الناشئين.
أهم ما يميز مواعيد هو قدرتها على جمع مثقفين ومبدعين بارزين في الساحة اليمنية. متجمع هذه الدار بين الخبرة والذوق المتميز، مما ينعكس في كل إصداراتها، حيث تمكنت من تقديم إصدارات أدبية بردونية صميمية بلمسات عصرية مثلا.
إصدارات هامة ومميزة
على مدار العامين الماضيين، أصدرت دار مواعيد عددا كبيرا من العناوين الأدبية التي لاقت استحسان المثقفين والقراء. من بين هذه الإصدارات كتاب “روعة السرد عند البردوني”، الذي يقدم دراسة عميقة حول جماليات السرد في أدب الشاعر الكبير عبد الله البردوني. كما أصدرت الدار كتابا جديدا بعنوان “الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر” للكاتب والشاعر محمد عبد الوهاب الشيباني، والذي يقدم دراسات متعمقة حول موضوع الهجرة وأثرها في الأدب اليمني الحديث.
دار مواعيد لم تكتف بنشر الشعر والدراسات الأدبية فحسب، بل أصدرت أيضا أعمالا تجمع بين الأدب والنقد، مثل ديوان “بيدق أسود في يد الجنرال” للشاعر محمد اللوزي، الذي تناول مواضيع مثل الغربة، السياسة، والتأملات الفلسفية بلغة رمزية تعكس تجربته الإنسانية.
رؤية دار مواعيد: هذه الدار أصبحت منارة للأدب اليمني المعاصر
تمثل دار مواعيد للنشر استجابة قوية لتحديات الحرب التي جفت معها منابع الإبداع في اليمن. ريان الشيباني، بفضل رؤيته وثقافته الواسعة، استطاع أن يحول مواعيد إلى منصة تقدم الدعم للأدباء والشعراء في وقت تراجع فيه دور المؤسسات الثقافية الرسمية مثل وزارة الثقافة والإعلام واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. لمن يبحث عن الجودة في الطباعة والإبداع في المحتوى.
أحد أبرز إصدارات الدار مؤخرا هو ديوان “جهات المحبين” للشاعر طه الجند، الذي يعد الإصدار الخامس له. يتناول هذا الديوان مواضيع الحب والتأملات الشخصية، ويعكس نضوجا في تجربته الشعرية التي لطالما كانت ملهمة لجيل من الشعراء اليمنيين.
الثقافة اليمنية في زمن الحرب
في زمن تعصف به الحرب، وتغيب فيه المؤسسات الثقافية، تبرز أهمية دار نشر مواعيد بشكل أكبر. فهي ليست مجرد دار للنشر، بل منصة تجمع بين الأدباء والمثقفين لنشر الفكر والإبداع في مجتمع يعاني من الصراعات. يتضح من خلال إصداراتها أن مواعيد ليست مجرد دار نشر تقليدية، بل هي جزء من حركة ثقافية تهدف إلى الحفاظ على التراث الأدبي اليمني وتعزيزه.
إلى جانب إصداراتها المتعددة، تسعى مواعيد إلى تقديم الدعم للأدباء الناشئين والمثقفين، وتوفير مساحة لهم لنشر أعمالهم. وهذا ما يجعلها مختلفة عن دور النشر الأخرى، إذ تعكس إيمانها العميق بأهمية الأدب والفن في التغيير الاجتماعي.
من ابرز الكتب أيضا كتاب “من هنا مرّ الغناء دافئا- شعراء ومطربون يمنيون’ للكاتب محمد عبدالوهاب الشيباني، وهو يشكل إضافة للمكتبة اليمنية الموسيقيه، وتشجيعا للآخرين للإسهام في رفد المكتبة اليمنية بمراجع تكشف النقاب عن تاريخ ومراحل تطور وأسباب تعثر الأغنية هناك.
تقول الدار على صفحتها على فيسبوك “قريبا عن منشورات مواعيد- الدولة الحديثة والثورة في اليمن (مقاربة سوسيولوجيا لخطاب ساحة التغيير بصنعاء)- جازم سيف.. يعد جازم سيف من أهم المثقفين اليمنيين ذو الاهتمامات البحثية الحفرية في الظواهر والرؤى المستقبلية والحديثة.
على الدار إعلان ملفت وجريء “قريبا عن منشورات مواعيد
– المجون في الأدب الشعبي لهضبة شمالي اليمن- محمد عبده البردوني”.
وأيضا” قريبا عن منشورات مواعيد!:كتاب يهود اليمن
تأليف: يهودا نيني ..ترجمة د. فؤاد عبدالرحمن”
و:قريبا عن منشورات مواعيد . موطن الآباء ..مذكرات إسرائيل بن يشيعياهو الشرعبي رئيس البرلمان الصهيوني .. ترجمة المحقق والمؤرخ / عبدالسلام محمد المخلافي .
لكن أحد أهم الكتب التي أصدرتها مواعيد” رؤى التغيّر الاجتماعي والسياسي في الأدب المعاصر في اليمن.
للأستاذ عبدالودود سيف الشاعر والناقد والباحث اليمني الكبير.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت الدار بإصدار مجموعة شعرية للشاعر رياض السامعي بعنوان “النفخ في جذع السماء – سيرة الشذى”. هذا العمل الأدبي يعكس التحديات التي يواجهها الشاعر في زمن الحرب، ويبرز الإبداع في ظل الظروف الصعبة.
في الختام، لا يمكننا إلا أن نثني على التجربة الفريدة التي تقدمها دار مواعيد للنشر. في زمن الحرب والصراعات، تشكل هذه الدار منارة أمل للأدباء والمثقفين اليمنيين، حيث توفر لهم منصة لنشر أعمالهم ومشاركة إبداعهم مع العالم. بفضل الجهود المستمرة لريان الشيباني وفريقه، تمكنت مواعيد من إحداث تغيير حقيقي في المشهد الأدبي اليمني، ونتطلع إلى مزيد من الإصدارات الرائعة التي ستخرجها هذه الدار في المستقبل.
إن دار مواعيد ليست مجرد دار نشر، بل هي رمز للأمل والإبداع في زمن يحتاج فيه اليمن بشدة إلى أصوات المثقفين والأدباء لتعزيز الهوية الوطنية وحفظ التراث الأدبي في مواجهة التحديات. نبارك لهذه الدار المشرفة إصداراتها ونتمنى لها مزيدا من النجاح والتألق في المستقبل.